يعد الشيخ عمر بن عائض الرويس من بين الشخصيات القليلة التي دخلت حجرة النبي محمد في المدينة المنورة، وكشف الرويس ما شاهده داخل الحجرة في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز الذي عاش بين (1906 و1975).
وقال الرويس في مقطع فيديو له نُشر على موقع يوتيوب 7 مايو/أيار الجاري، إنه دخل الحجرة النبوية بأمر من الملك فيصل، وروى أن الملك دخل المسجد النبوي والحجرة ووجد فيها صناديق حديدية لا يُعرف أحد ما بداخلها، وأشار إلى أن الملك عندما سأل عن محتوياتها قالوا له إنها من عهد الأتراك، إلا أن ما تحتويه لا يزال مجهولاً.
وأضاف الرويس أن الملك فيصل طلب -لم يحدد التاريخ- تشكيل لجنة لحصر محتويات الحجرة، مشكَّلة من وزارة الأوقاف، والمالية، وديوان المراقبة، ولفت الرويس إلى أنه كان ممثلاً لوزارة المالية وشارك في جرد محتويات الحجرة.
وفي حديثه عن الترتيب لدخول الحجرة، قال الرويس: "كان الترتيب أن ندخل الحجرة النبوية بعد صلاة العشاء، وبعد فترة تُقفل الأبواب ويأتي (الأغاوات) أو حراس المسجد ونفتح الغرفة، ونستمر في جرد المحتويات، وأحضرنا خبيراً للمجوهرات وصائغاً، وسجلات لتحديد الآثار".
محتويات الحجرة
وكشف الرويس أنهم عثروا في الصندوق الأول على سبائل من ذهب ومجوهرات، وفي الصندوق الثاني عثروا على سلاسل من فضة، قال إنها كانت تُعلق في الحرم وعلى الكعبة، وأضاف أنهم عثروا على رسائل خاصة بالرسول.
وأشار الرويس إلى أن جرد محتويات الحجرة استمر 15 يوماً، وقال إنهم عثروا ضمن المحتويات على حُلي يعود لابنة السلطان عبد المجيد، موضحاً أنها زارت المدينة المنورة، وتبرعت بذلك الحلي كوقف للمتزوجات، تتزين به الفقيرات؛ كي لا يكون هناك فرق بين الأغنياء والفقراء في أثناء الاحتفال بالزواج.
وقال الرويس أيضاً إن دخوله للحجرة مكّنه من مشاهدة قبر الرسول محمد وأصحابه، وتمكن من رؤية الحجرة وحدودها. وختم حديثه بالإشارة إلى أنه بعد الانتهاء من الجرد خرجت اللجنة المشكلة بثلاث توصيات، وهي: نقل المجوهرات التي تختص بالمدينة إلى متحف المدينة المنورة، على أن تُحفظ الآثار العامة بآثار وزارة المعارف، أما المجوهرات والذهب والفضة فتسلم لوزارة المالية ومؤسسة النقد؛ حتى لا تكون عرضة للنهب والسلب والسطو.
والحجرة النبوية الشريفة، هي حجرة السيدة عائشة بنت أبي بكر التي كانت تسكنها مع النبي محمد، وهي التي دُفِن فيها بعد وفاته، ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق سنة 13هـ وكان قد أوصى عائشة بأن يدفن إلى جانب رفيقه رسول الله محمد، فلما توفي حُفر لهُ وجعل رأسه عند كتفي الرسول. ودفن فيها بعدهما عمر بن الخطاب سنة 24هـ إلى جانب الصديق، وكان قد استأذن عائشة في ذلك فأذنت له، وفقاً لموسوعة ويكيبيديا.