في شهر يناير/كانون الثاني، على سبيل المثال، جاء خطُّ أزياء ابنة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في المرتبة 55 على ترتيب مبيعات موقع Lyst، أكبر مواقع التسوق المتخصصة في الأزياء في العالم، وفقاً لمجلة فوربس الأميركية. لكنَّ ذلك تغيَّر تماماً في الذي تلاه.
ارتفعت مبيعات منتجات ترامب بقوَّة في أوائل فبراير/شباط، حتى أصبحت العلامة التجارية رقم 11 على قائمة الأكثر شعبية في موقع Lyst. الصعود الأكبر في المبيعات، وفقاً لبيانات Lyst، جاء في يوم 9 فبراير/شباط، عندما قفزت المبيعات بنسبة 219 في المائة عن اليوم السابق.
أجل؛ إنَّه يوم 9، الذي دَعَت فيه مستشارة البيت الأبيض، كيليان كونواي، إلى شراء "خط أزياء ومجوهرات ترامب" على برنامج Fox & Friends قائلةً: "اذهبوا لشراء منتجات إيفانكا، هذا ما أقوله لكم. أنا أقدم إعلاناً مجانياً الآن. اذهبوا لشرائها اليوم جميعاً".
وقد استجاب المشاهدون لنداء كيلياني، على ما يبدو.
أفضل الأسابيع مبيعاً
قالت أبيجيل كليم، رئيسة علامة إيفانكا ترامب التجاري، في بيان، إنَّ "بداية فبراير/شباط" قد شهدت "أفضل الأسابيع في تاريخ مبيعات العلامة التجارية".
وأضافت: "جاءت منتجات إيفانكا ترامب بين الأكثر مبيعاً على الإنترنت لدى العديد من الموزعين، وشهدت بعض الفئات أكبر معدَّل مبيعات على الإطلاق".
وقالت سارا تانر، المتحدثة باسم Lyst، إنَّ الزيادة في المبيعات عادةً ما تعتمد على الأحداث الجارية. على سبيل المثال، ارتفع اهتمام المشترين بالبدل النسائية، العام الماضي، بنسبة 460 في المائة بسبب ارتباط هيلاري كلينتون بهذا النوع من الملابس. وارتفعت مبيعات منتجات ابنة الرئيس بنسبة 86 في المائة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، حين فاز ترامب بانتخابات الرئاسة، وفقاً للشركة.
لكنَّ علامة إيفانكا قد "تم الترويج لها بقوة" في الأخبار في شهر فبراير/شباط؛ فقد أثنت كيلياني عليها على الهواء مباشرةً بعد أن اشتكى ترامب على تويتر من أنَّ ابنته قد "تعرَّضت إلى ظلم كبير" من جانب متجر Nordstrom، الذي أوقف عرض خطّ أزيائها بسبب تدني مبيعاته.
وقالت سارا تانر عن المقابلة التي أجرتها كيلياني مع قناة Fox: "ليس من قبيل المفاجأة أن ترتفع مبيعات (منتجات إيفانكا). أعتقد بأنَّ أحد أسباب ارتفاع مبيعاتها هو أنَّ اسمها تردد كثيراً في الأخبار".
ولم ترد كيلياني على بريد إلكتروني أرسلته صحيفة واشنطن بوست يطلب منها التعليق على الأمر. وبدا أنَّ ترويج كيلياني لخط أزياء ترامب ينتهك قاعدة أخلاقية تمنع موظفي الحكومة الفيدرالية من استغلال مناصبهم الرسمية في الترويج لأي منتجات، الأمر الذي قوبل بالنقد من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
إذ قال جاسون شافيتز، العضو بمجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري، إنَّ تعليقات كيلياني كانت "خاطئة، خاطئة، خاطئة بكل المقاييس" وإنَّها "تتجاوز الحدود"، بحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست.
وقال البيت الأبيض لاحقاً إنَّ كيلياني قد تمَّ "سؤالها". لكن القلق بشأن تعليقات كيلياني لا يزال مستمراً.
شكوى ضد كيلياني
وقد انتقد أكبر مسؤول عن الأخلاقيات الحكومية، يوم الخميس الموافق 9 مارس/آذار، البيت الأبيض لعدم تأديب كيلياني. وحثَّ وولتر شوب الابن، مدير مكتب الأخلاقيات الحكومية، المسؤولين على توبيخ مستشارة البيت الأبيض، لكن طلبه قوبل بالرفض.
وكتب وولتر شوب الابن، يوم الخميس، إلى ستيفان باسانتينو، المسؤول عن المسائل الأخلاقية باعتباره نائب مستشار الرئيس.
وجاء في رسالة شوب: "حين يقوم الموظف العام بتصرفات تنتهك (الاعتبارات الأخلاقية)، يلزم اتخاذ إجراء تأديبي لردعه عن تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلاً. وعدم اتخاذ إجراء تأديبي ضد موظف كبير في هذه الظروف يخاطر بتقويض البرنامج الأخلاقي".
في الشهر الماضي، تقدَّم مجموعة من أساتذة القانون بشكوى سوء سلوك ضد كيلياني، وهي خريجة كلية القانون وعضو في نقابة محامي واشنطن العاصمة، تضمَّنت ترويجها لمنتجات ترامب في برنامج متلفز.
ووفقاً لبيانات Lyst، شهد شهر فبراير/شباط عدداً كبيراً غير مسبوق من الطلبات على منتجات إيفانكا ترامب، من بينها الفساتين، والأحذية، والبناطيل، والمعاطف، والملابس المحبوكة بالصنارة (التريكو)، والملابس العلوية. وكانت الأحذية ذات الكعب العالِ هي الأكثر مبيعاً، يليها الفساتين.
وقالت سارا تانر: "لم نشهد من قبل مثل الارتفاع المفاجئ. عادةً ما تكون منتجات إيفانكا خارج قائمة الـ100 الأكثر مبيعاً".
وبمقارنة أرقام فبراير بمتوسط عدد الطلبات على منتجات إيفانكا ترامب في العام الماضي، نجد فرقاً يبلغ 557 في المائة. (قالت سارا تانر إنَّ سياسة الشركة تحظر كشف الأعداد الفعلية للمبيعات عبر الإنترنت).
هل خسرت حملة المقاطعة؟
لكنَّ حماس شراء منتجات إيفانكا قد يكون قد بدأ في التراجع. تُظهِر أرقام الشركة أنَّ المبيعات قد بدأت في الهبوط تدريجياً بنهاية فبراير/شباط. ولا يبدو أن مبيعات مارس/آذار ستكون استثنائية، لكنها في طريقها لتحقيق نحو 8 في المائة أكثر من مبيعات يناير/كانون الثاني، وفقاً لتصريحات Lyst.
ويبدو أنَّ العلامة التجارية لإيفانكا ترامب قد تجاوزت حملة مقاطعة شرسة أُسميت "Grab Your Wallet – أمسك محفظتك"، والتي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول، وشجَّعت المُتسوِّقين على تجنُّب متاجر التجزئة التي تبيع المنتجات التي تحمل علامة ترامب التجارية.
ونأى بعض تجار التجزئة بنفسهم جزئياً أو كلياً عن العلامة التجارية لترامب. فتوقَّفت متاجر Nordstrom، وMarcus and Belk عن بيع خط الملابس، والأحذية، والمجوهرات التي تحمل علامة ترامب التجارية.
ووجَّهت متاجر T.J. Maxx وMArshalls موظّفيهما بالتوقُّف عن الترويج لمنتجات ترامب في المتاجر، ونقل الملابس التي تحمل هذه العلامة التجارية إلى رفوف البضائع العادية. وتوقَّفت شركة Sears Holdings والشركة التابعة لها Kmart مبيعات الإنترنت لـ31 منتجاً من مجموعة Trump Home، علامة تجارية لترامب مُختصَّة بالأثاث المنزلي والمنتجات المنزلية، الشهر الماضي، فبراير/شباط، على الرغم من أنَّ مواقعهما لا تزال تحتوي على منتجات بِيعت من خلال بائعي طرف ثالث. وتضم المجموعة غرفة معيشة، وأثاث غرفة النوم، ومصابيح، وثُريَّات.
وأرجعت الشركات قرارها إلى أداء العلامة التجارية. على سبيل المثال، قال Nordstorm إنَّ مبيعات إيفانكا ترامب قد استمرَّت في التراجع، بالتحديد في النصف الثاني من عام 2016.
ومع ذلك، فقد حظيت عطور ترامب بالمراكز الأولى في قائمة الأكثر مبيعاً على متجر أمازون في الشهر الماضي. وكان "أو دو برفوم" (ماء العطر) من خط عطور إيفانكا ترامب هو الأكثر مبيعاً في فئة العطور والروائح العطرة على أمازون.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.