كيف تكشف “حمالة صدر” إيفانكا طموحاتها السياسية؟.. هذا ما فعلته في أول خطاب لوالدها بالكونغرس

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/02 الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/02 الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش

الفستان العاري ناحية الكتف الذي أظهر حمالة الصدر الذي ارتدته إيفانكا ترامب في أول خطابٍ لوالدها ترامب في الجلسة المشتركة للكونغرس الأميركي لا يهدف فقط لإظهار الجاذبية الجنسية لكتفها العاري بل له مآرب أخرى.

تقرير للصحفية ليزي كروكر نشرته على موقع الديلي بيست الأميركي رأى أن هذه الملابس ربما تكون مناسِبة أكثر للقاء غرامي في المساء أكثر من حضور خطاب في الكونغرس.

فالتغيير في أزياء إيفانكا الذي يصاحبه تخبط في اختياراتها له دلالات على أنها تكافح من أجل الانتقال من دور قطب العقارات ومنظم الأزياء إلى دور أخطر كثيرا.

نص المقال:

دعونا نتحدث عن الفستان الذي يُظهر "حمالة الصدر" الذي ارتدته إيفانكا ترامب في أول خطابٍ لوالدها ترامب في الجلسة المشتركة للكونغرس الأميركي ليلة الثلاثاء 1 مارس/آذار 2017، الفستان لونه وردي بكتف واحد عارٍ، وهو من تصميم المصمم الفرنسي رولان موري.

كان الهدف من ظهور الحمالة السوداء للملابس الداخلية لإيفانكا ترامب هو أن تبدو وكأنها حمالة صدر، وليزيد بطبيعة الحال من الجاذبية الجنسية لكتف إيفانكا العاري، لكن هذه الملابس ربما تكون مناسِبة أكثر للقاء غرامي في المساء أكثر من حضور خطاب في الكونغرس.

لكن هذه الملابس غير التقليدية التي اختارتها إيفانكا لا تناسب المناسبات الرسمية الجدية على الإطلاق، وهو أمر زاد من خروج إيفانكا عن شخصيتها الحقيقية.

لماذا تحولت للملابس المثيرة؟

فمنذ انتقالها إلى واشنطن، اعتادت إيفانكا أن تظهر بملابس جذابة ومثيرة في مناسبات غير رسمية مثل مهرجان الموسيقى Governors Ball، وعشاء نادي Alfalfa، لكن بخلاف ذلك كانت ترتدى ملابس محافظة، وخاصة في الاجتماعات والأحداث التي تحضرها مع والدها. وهذا يتماشى مع شخصية إيفانكا القديمة – المرأة التي تعمل كرائدة أعمال ولديها خط موضة يسوق نفسه على أنه "مثير ومناسب في نفس الوقت".

من المرجح أن شخصية إيفانكا القديمة كانت ستختار ملابس شيئاً أكثر موثوقية وأكثر تقليدية لتناسب اجتماعات الكونغرس الأميركي في الكابيتول هيل، حيث تستمع الغرف التجارية للرئيس وهو يناقش الميزانيات، والسياسة الخارجية، وبرامج الرعاية الصحية.

بدلاً من ذلك، اختارت إيفانكا فستاناً قد ترتديه إميلي راتاجكوسكي، الممثلة المغرورة المشهورة بملابسها شبه العارية، إذا أرادت أن تبدو متواضعة أو أن قد ترتديه الممثلة كورتني لوف في مناسبات جوائز غرامي منذ عشر سنوات.

كل شيء بدا خاطئاً في ملابس إيفانكا لأنها كانت محاطة بعضوات الكونغرس من الحزب الديمقراطي اللائي ارتدين ملابس بيضاء (اللون يمثل دعماً لحق المرأة في التصويت) وبدا أنهن سياسيات يتميزن بالرزانة والحكنة.

بينماً ظهرت السيدة الأولى ميلانيا ترامب أيضاً بملابس سوداء منمقة من تصميم مايكل كورز – هذه الملابس مناسبة لحفلة لتناول الكوكتيل في 1985 أكثر من حضور خطابات في الكونغرس 2017.

لكن ملابس ميلانيا ترامب كانت أقل تعرضاً للانتقاد لأن خضوعها لدائرة الضوء السياسي كان أقل مقارنة بابنة الرئيس إيفانكا، كما عولت ميلانيا في اختيارها لهذه الملابس على "النجاح الباهر" التي حققته في اختيارها ملابسها في حفل التنصيب والتي كانت تحاكي ملابس جاكي كنيدي.

لا شيء شاذاً

من ناحية أخرى، إيفانكا معروفة منذ زمن طويل بأن لديها ذوق رئيسي واحد في الموضة. وفي الواقع، لا يوجد شيء بارز أو شاذ بشأن خط ملابسها التي كانت قد ترتديه في أكثر الأحيان على مر السنين، بما في ذلك أثناء الحملة الانتخابية لوالدها.

وهذا ساعدها على إعطاء الانطباع بأنها امتداد لعلامتها التجارية التي تعد غير ملهمة من الناحية الإبداعية، لكنها توفر الكثير من أساسيات ملابس النساء المتمثلة في الألوان الوردية الصامتة وطباعات الملابس المليئة بالورود.

إلا أن إيفانكا لم تعد تسوق تلك الصورة، فإيفانكا الجديدة تكافح للبحث عن إحداث طفرة واسعة في الموضة تناسب دورها كمستشارة غير رسمية وكداعمة للتمكين الاقتصادي للمرأة في إدارة ترامب.

على سبيل المثال، هناك القلادة السوداء التي كانت تلبسها مع السترة الحمراء المختلطة باللون الأسود فى وقت سابق من يوم الثلاثاء 28 شباط/فبراير 2017 في المكتب البيضاوي، حين وقع الرئيس ترامب على مشروعين من مشاريع القوانين التي تشجع النساء على دخول مجالات مثل العلوم البيئية وتكنولوجيا المعلومات.

بهذه المناسبة، غردت إيفانكا مع صورة لها ولغيرها من النساء المحيطات بالرئيس قائلة: "التنوع بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هو المفتاح لتمكين النساء والبنات. دونالد ترامب الحقيقي وقع على مشروعين من مشاريع القوانين التي تقربنا من سد الفجوة بين الجنسين".

ويذكر أن إيفانكا كانت ترتدي قلادات في الماضي، لكنها نادراً ما كانت تناسب نمط ملابسها. لكن القلادات التي تعود لتسعينيات القرن الماضي قد عادت إلى الظهور في الموضة العام الماضي، إذ ارتدتها شخصيات مثل كيندال جينر وبيلا حديد في مهرجان وادي كوتشيلا للموسيقى والفنون، وهو أمر بعيد عن مشهد ظهور إيفانكا في وليامزبرغ لمشاهدة فيلم في الشارع.

إن ظهور إيفانكا بملابس قوطية أنيقة ليس مناسباً لشخصية إيفانكا، وريثة العقارات في حي أبر إيست سايد، والتي تحولت إلى رائدة أعمال في الموضة ولعبت هذا الدور إلى درجة الصرامة فيه.

Visiting @boeing in South Carolina with @realdonaldtrump today.

A post shared by Ivanka Trump (@ivankatrump) on

النساء الأصغر

تجدر الإشارة إلى أن مشاريع القوانين التي وقعها ترامب تعد موجهة للنساء الأصغر سناً، ويبدو أن إيفانكا تسعى جاهدة لجذب هذه الفئة السكانية من خلال وشاح الرقبة الذي ارتدته. لكن التأثير الذي أرادته إيفانكا بالكاد لم يتحقق، حيث بدت القلادة مقترنة بشكل غريب مع السترة الحمراء التي تشبه الصندوق.

على الجانب الآخر، كانت التنورة غامقة اللون التي ارتدتها إيفانكا أثناء زيارتها لمقر شركة بوينغ في ولاية كارولينا الجنوبية منذ عدة أسابيع بمثابة إعلانٍ يلفت الانتباه إلى حضور ابنة الرئيس في ذلك اليوم.

فمن الناحية الجمالية، كانت التنورة واحدة من أكثر الملابس التي ارتدتها إيفانكا في أي وقت مضى إبداعاً، حيث بدت وكأنها إشارة غير ملحوظة بأنها أصبحت تمثل قوة سياسية بارزة على نحو متزايد في إدارة والدها، رغم ادعائها بأن دورها في البيت الأبيض ينحصر في كونها ابنة الرئيس.

إيفانكا تبدو شبيهة أكثر لنفسها عندما ترتدي أثواباً أكثر كلاسيكية – أحذية مسطحة مدببة سوداء، وبنطلونا أسود مناسب المقاس، بلوزة بعنق سوداء، على سبيل المثال، أثناء لعبها مع ابنها في البيت الأبيض.

ربما يكون من غير العادل، كما اعتاد ترامب أن يقول، تحليل بعض قرارات الموضة الأخيرة لابنة الرئيس والحكم عليها بقسوة.

لكن من الواضح أنها ألقت نفسها في دورها الجديد كمستشارة غير رسمية للرئيس، وكمدافعة عن التمكين الاقتصادي للمرأة في إدارة ترامب.

نحن لا نعرف ما إذا كانت ستلعب دور القوة المؤثرة على والدها على النحو الذي يتوقعه البعض. لكن الأخطاء في اختيار ملابسها يشير إلى أنها تكافح من أجل الانتقال من دور قطب العقارات ومنظم الأزياء إلى دور الشخصية المؤثرة سياسياً.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Beast الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.