يعلم كل إنسان أنه سيموت في النهاية، لكن الغرق أو الحرق أو السقوط من بناية عالية كوابيس تخيف الناس، وأغلبنا يعيش ويموت دون اختبارها.
في هذا التقرير، نتعرف على 5 أشخاص عاشوا أسوأ الكوابيس ونجوا منها، ولم يصابوا سوى ببعض الإصابات الجسدية.
وقد عاش هؤلاء الأشخاص تجربة مرعبة تركت لديهم جرحاً غائراً يصعب على أي طبيب نفسي علاجه، لكنهم في المقابل ظلوا ممتنين لعودتهم مرة أخرى للحياة.
1- يشيلينا لويندوسكا – دُفنت حية
وصفت المهاجرة البولندية إلى بريطانيا ميشيلينا لويندوسك، للمحكمة الإنكليزية التجربة المريرة التي عاشتها عام 2012، عندما وجدت نفسها مدفونة حية، بينما رُبطت يداها وقدماها في صندوق، قائلة: "خلال الوقت الذي قضيته في هذا القبر مدفونة حية، خفت من أن تكون تلك آخر لحظات حياتي، صليت ودعوت الله أن يساعدني على الخروج من تلك المحنة؛ حتى أستطيع تربية ابني الصغير".
وتشير هنا إلى ابنها ذي الثلاثة أعوام، الذي أنجبته من صديقها الذي دفنها حية.
فبعدما ملّ والد ابنها من وجودها في حياته، قرر التخلص منها بمساعدة صديق له، وذلك بمهاجمتها باستخدام مسدس صاعق، ثم قيّدا يديها وقدميها ووضعاها في صندوق سيارة، وذهبا بها إلى الغابات، ودفناها تحت عدة بوصات من الأرض، وغطيا المنطقة بفروع الأشجار.
ولكن بشكل مذهل، استطاعت ميشيلينا قطع أربطة يديها باستخدام خاتمها، وخرجت من الصندوق لتشق طريقها للخارج، وعانت بسبب هذه الحادثة صعوباتٍ في المشي، والتنفس لأسابيع، بالإضافة إلى تأثير الكوابيس التي كانت تحلم بها.
وأُلقي القبض لاحقاً على المعتدين، وحصلا على عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً.
2- ألسيديس مونرو – سقط من ارتفاع 47 طابقاً!
كان ألسيديس مونرو وأخوه يعملان في غسل نوافذ ناطحات سحاب مانهاتن أعواماً، ويعد عملهما خطراً بطبيعة الحال، وقد واجها هذا الخطر نهاية عام 2007.
وسقط الأخوان من أعلى بناية ارتفاعها 47 طابقاً، فتوفي الأخ، بينما عانى ألسيديس ارتجاجاً في المخ.
حاول المحققون إيجاد سبب لعدم وفاته، ورجح البعض أنه تمسك بالمنصة بصورة أبطأت سقوطه، ولاحظ الأطباء عدم حدوث كسر في عظم الجمجمة أو الحوض، وهي الكسور التي تسبب الوفاة السريعة في حالات السقوط من مسافات عالية كهذه.
ونُقل ألسيديس مباشرة إلى الطوارئ؛ ليعالج من إصابات بالعمود الفقري وجروح بأطرافه وكسر بأضلاعه.
وتوقع الأطباء أن يستغرق تعافيه عاماً على الأقل، لكنه أبهرهم مرة أخرى عندما عاد للمشي بعد 6 أشهر فقط.
3- ريتشارد موير – هاجمه دب في منزله
بدأ ريتشارد موير في صباح يوم من أيام عام 2011 روتينه الصباحي المعتاد؛ إذ استيقظ وأخرج كلبته للتجول في الغابة حول منزله بولاية بنسلفانيا، وكانت المفاجأة التي تنتظره أن كلبته عادت، ولكن خلفها دب أسود عملاق يطاردها.
هاجم الدب منزل ريتشارد وانتزع الباب واعتدى عليه قبل أن تستيقظ زوجته لمساعدته فهجم عليها وكانت تلك اللحظة المناسبة للكلب حتى يهاجمه، وفي الوقت نفسه قام ريتشارد بالقفز لحماية زوجته.
أدى ذلك إلى جنون الدب التام، فحاول نهش رأس الزوج، ثم فجأة هدأ وترك كل شيء ورحل.
تعرض رأس ريتشارد لجرح أُغلق بـ37 غرزة، ولكنه خرج من المستشفى في اليوم نفسه.
4- باهيا باكيري – نجت من سقوط طائرة في المحيط الهندي
من الصعب تخيل تجربة أكثر رعباً من الوجود على متن طائرة تحترق وستسقط في المحيط لا محالة.
هذا ما حدث لفتاة فرنسية بعمر الرابعة عشرة، تُدعى باهيار باكيري، نجت من تحطم طائرة عام 2009، بينما توفي 152 راكباً.
فبعد سقوط طائرة "الإيرباص A310" في المحيط الهندي، وعلى الرغم من عدم امتلاك الفتاة سترة نجاة وعدم إتقانها السباحة، فإنها استطاعت البقاء طافية على وجه الماء بمساعدة قطعة من حطام الطائرة.
سقطت الطائرة عند منتصف الليل، وكانت باهيا تظن أن هناك ناجين آخرين لا تراهم، ولكنها صُدمت عند الشروق، عندما اكتشفت أنها الوحيدة في المحيط الواسع.
وبعد 5 ساعات أخرى، تم إنقاذها ولكنها فقدت والدتها وعانت كسوراً وإصابات.
5- كين هيندرسون – بقي وحيداً في البحر بعدما غرق قاربه
كان كين هيندرسون وإيد كوين صديقين مقربين زمناً طويلاً، وفي عام 2012 قاما برحلة مشتركة للصيد بخليج المكسيك، وفي أثناء الرحلة امتلأ قاربهما بالماء، ورغم محاولة هندرسون التخلص من الماء باستخدام المضخة، فإن الماء كان يدخل للمركب بسرعة أكبر من قدرة مضخته، ولم يكن هناك أية استجابة لرسائل الاستغاثة التي بثها، وأيضاً لم يلتقط هاتفه الجوال أي شبكة اتصال، وسريعاً ما اختفى القارب في الماء.
وبمساعدة سترات النجاة التي استطاعا الوصول إليها قبل غرق القارب، قضى الصديقان 30 ساعة من الحديث والحركة المستمرة، محاولين تدفئة جسديهما. وحاربا الشعور بالتعب والجفاف والبرد قدر إمكانهما.
وقرر هندرسون بعدها محاولة الوصول سباحة لمنصة بترول قريبة؛ لإحضار المساعدة عندما كان واضحاً أن صديقه يعاني بشدة.
ولكنه كان مشوشاً في أثناء سباحته، وبدأ بتخيل الأشجار تخرج من الماء، ورغم ذلك ظل يحاول حتى وصل إلى منصة البترول. بعد يومين من غرق المركب، وسباحة لمسافة 50 ميلاً، نجح في إبلاغ حرس السواحل ما حدث معه، ولكن عثروا على جثة صديقه في أثناء بحثهم عنه.