بسادية ووحشية.. تعرف كيف تعامل عارضات الأزياء في أسبوع الموضة بباريس

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/02 الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/02 الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش

يتصاعد في باريس غضب من مزاعم تلقي عارضات الأزياء معاملة سيئة خلف الكواليس في أسبوع الموضة، الذي كادت أضواؤه البراقة تخفت أمام السخط الذي خيّم وغطى على بريق هذا الحدث، حيث يجتمع عمالقة مصممي الأزياء العالميين لتقديم ما لديهم من مجموعات وتصاميم يوم الأربعاء الأول من مارس/آذار 2017.

تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 2 مارس/آذار 2017، ذكر أنه في اليوم نفسه الذي اعتلت فيه العارضات خشبة الممشى الاستعراضي مرتديات أزياء دورٍ وماركاتٍ عالمية مثل Maison Margiela و Lanvin، قالت دار Balenciaga، وهي من أهم الماركات، إنها أوقفت التعامل مع الوكالة التي تزوّدهم بالعارضات بعدما صرّح مدير مرموق في مجال توظيف العارضات بأنهن تعرّضن لمعاملة "سادية ووحشية".

ففي مشاركة له على إنستغرام الثلاثاء الماضي كتب جيمس سكالي المخضرم في هذا المجال: "خاب أملي عندما جئت إلى باريس لسماع أن المشتبه بهم المعتادين ما زالوا يمارسون الأساليب ذاتها".

وزعم أنه في جلسة أجرتها مؤخراً دار Balenciaga لاختيار الفتيات من أجل العرض، أجبرت 150 عارضةً على الانتظار لساعات واقفات على درجٍ مظلم طويل، بينما مديرا الانتقاء والاختيار اللذين نعتهما سكالي بأنهما "صاحبا سوابق في المعاملة السيئة"، كانا يتناولان الغداء.

وكتب سكالي: "كعادتهما أغلقا الباب وذهبا لتناول الغداء وأطفأ أنوار الدرج تاركين كل بنت تتلمس طريقها بلا شيء سوى ضوء شاشة هاتفها. لم يكن هذا سادياً ووحشياً فحسب، بل كان خطِراً كذلك وخلّف صدمة نفسية لدى الكثيرات ممن تحدثت معهن".

تغييرات جذرية

أما دار Balenciaga فقالت أمس الأربعاء إن ثمة "إشكالات" شابت جلسة اختيار عارضات أجرتها الدار مؤخراً، وفي بيان لها قالت دار الأزياء الفرنسية الفاخرة إنها أقدمت على إحداث "تغييرات جذرية" في عملية اختيار العارضات وتوقفت عن التعامل مع وكالة توظيف العارضات التي طالتها الاتهامات.

وجاء أيضاً في البيان: "كذلك أرسلت دار Balenciaga اعتذاراً خطياً لوكالات العارضات اللواتي تعرضن لذاك الموقف المُعيّن راجية منهن الإفصاح عنه للدار. إن دار Balenciaga تدين هذه الحادثة وسوف تستمر بالالتزام الوثيق بضمان أفضل ظروف العمل احتراماً للعارضات".

أما سكالي الذي حازت مشاركته على إنستغرام بدعم أشهر عارضات الأزياء كجون سمولز وهيلينا كريستنسن و كارولين مورفي، فقد اتهم كذلك العلامة والماركة الفرنسية Lanvin بالتفرقة العنصرية ضد العارضات ذوات البشرة السوداء.

إذ كتب: "سمعت من وكلاء عدة – بعضهم سود البشرة – أنهم تسلموا أمراً من دار Lanvin بعدم اختيار نساء من ذوات البشرة الملونة لتمثيل منتجات دارهم".

من جهتها نفت دار Lanvin بشدة اتهام سكالي لها، وتحدث ممثل عن الدار إلى صحيفة الغارديان البريطانية قائلاً إن اختيار العارضات لآخر عرض من دار Lanvin اتسم بالتنوع، وأضاف: "لذلك ستوافقوني القول إن تعليقات جيمس سكالي حيال دار Lanvin التي أدلى بها على إنستغرام هي زعمٌ خطيرٌ غيرُ صحيحٍ بتاتاً".

وكذلك ردّت بشدة مصممة الدار بشرى جرّار بعد انتهاء عرض تشكيلتها الخريفية الشتوية يوم الأربعاء فقالت لوكالة الأنباء الفرنسية: "إنهم يوجهون الإهانة لدور الأزياء الرفيعة باتهاماتهم بالعنصرية. عمّ يتحدّثون؟ إن غرفة تلبيسنا مليئة بالفتيات من كل الأجناس والأصول، حتى إنه لا يوجد فرنسي واحد في الصالة كلها".

أما سكالي فتابع اتهاماته التي انهال بها على دار أزياء وموضة باريسية كبرى لم يسمّها، حيث اتهمها بزجّ عارضات ما زلن في الـ15 من العمر خِلسةً في عرض أزياء الدار، وكتب: "لست أفهم كيف لا يكون لدى الناس أي احترام للكرامة البشرية أو لحياة ومشاعر هؤلاء الصبايا خاصة عندما تكون الكثيرات والكثيرات جداً منهن تحت عمر الـ18 وقطعاً غير مؤهلات ولا مستعدات لتكنّ هنا".

العارضة البريطانية الشهيرة إيدي كامبل قالت لـ"الغارديان" إن وصف سكالي لمزاعم المعاملة السيئة التي لقيتها العارضات في جلسة انتقائهن لعرض دار Balenciaga ليست بالأمر الجديد ولا الخارق للمألوف، حيث قالت: "بل إنه كذلك ليس أفظع مثالٍ تناهى إلى مسامعي. أما أنا فقد حالفني حظ لا يصدّق كي أصل بالإدارة الجيدة إلى القمة التي لا تشكل أكثر من 1% من العارضات اللواتي تُوفـّقن لإسماع صوتهن وتحظين بوكالة تشرف على مسيرتهن المهنية، بيد أني شهدت الكثير من الأمور المقلقة، فقد شاهدت فتيات يطلب إليهن الركض أشواطاً حول الأستديو".

وتكمل كامبل: "إن مشكلة الموضة هي أن قطاعها غير رسمي، فكثيراً ما تخترق الخطوط والحدود، ما يسمح للبعض بالتصرف بطرق لا يمكن أبداً قبولها في أي بيئة "عمل" أخرى. كذلك من مشكلاتها أنها نظام دوائر مغلقة، فإن رفعت صوتك ستواجه تهديداً حقيقياً بعدم العمل أبداً مرة أخرى؛ هذا هو السبب الذي يجعل مما يفعله جيمس أمراً في غاية الشجاعة يستحق الثناء عليه".

أما المغنية والعارضة رينا ساواياما فقالت إنها مرّت بتجارب عنصرية صادمة في جلسات تصوير فوتوغرافي مع دور وماركات عالمية كبرى، حيث قالت: "أحياناً عندما تكون أنت الوحيد ذا البشرة المختلفةِ اللون في موقع التصوير، ينتابك شعور وكأن عليك أن تطأطئ رأسك وكأنهم يمنّون عليك حينما سمحوا لك أن تكون هنا، فعليك إرضاؤهم".

لكنها تختم قائلة: "لكن من حسن الحظ أن هناك تغييرات تحدث وأن الحوار يتغير. سيستغرق الأمر دهراً، لكن الشبكات الاجتماعية تسرّع الأمور أكثر".

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.