يصنع الحرفي المصري إبراهيم أبو جندي أثاثاً مبتكراً بناء على طلب زبائنه. وإضافة إلى تفرده في الصناعة، هناك ميزة أخرى لدى أبو جندي وهي المواد التي يستخدمها في صنع ذلك الأثاث.
فإطارات السيارات القديمة وأجزاء غسالات الملابس القديمة أيضاً والصناديق الخشبية المهملة، عادة ما تُستخدم كثيراً في ورشته، حيث يعيد تدويرها لتستخدم في صنع أَسرَّة وأرائك وأرفف للكتب ومقاعد وما إلى ذلك.
وأوضح أبو جندي طبيعة عمله وهدفه، فقال لتليفزيون رويترز: "أنا شايف إن إحنا في منظومة، إحنا دائما بنسعى إن إحنا نشتري حاجات جديدة. والثقافة الاستهلاكية دي بتخلينا دائماً بننظر إن أنا عايز أجيب.. ثقافة النيش (خزانة ضخمة لوضع الآنية والصحون والأكواب) المصرية. لازم البيت يبقى فيه نيش. لازم يبقى فيه مش عارف ترابيزات (طاولات) إيه. فشايف لا حتى في اللي إحنا بنتعرض له من الظروف الاقتصادية الصعبة دي ممكن أنت تشوف الكراكيب (الأشياء المهملة) بتاعتك القديمة دي إن هي فيها حاجة. إنك تقدر تعمل منها حاجة تبقى بأسلوب جديد ومختلف. وفي نفس الوقت إحساس إن أنت تُحسن إدارة أشياء مفقودة لديك".
والتلوث مشكلة كبيرة في القاهرة وتوضع كثير من الحلول الخضراء للحد منه ومعالجته.
وتتيح شركة موبيكيا التي يملكها إبراهيم أبو جندي لعملائها إمدادها بالأشياء القديمة التي لا يريدونها بدلاً من إلقائها في الشوارع أو المكبات.
وأضاف إبراهيم أبو جندي (25 عاماً) صانع الأثاث: "عندنا مشروع اسمه (بكراكيبك هنفيدك). ده بنأخد كراكيب من الناس، الحاجات اللي هم خلاص حيرموها (يتخلصون منها) وفريق من المصممين عندنا بيروح يقعد معاهم يشوف احتياجاتهم في البيت وإيه الطابع بتاعهم. إحنا بنأخذ الكراكيب من الناس وبنجمع الكراكيب، بنشوف كراكيب مين تناسب ذوق مين، وبعد كده بنعيد تصميم الحاجة دي إن إحنا نديها للحد. وبنقيّم المصاريف اللي هيتحملها عشان يطلع الحاجة الجديدة دي على حسب ما هو مدينا (قدم لنا) كراكيب قد إيه. فكل ما يخلص من كراكيب أكثر كل ما الفلوس اللي هيدفعها أقل. وفي نفس الوقت هيجيله حاجة هو محتاجها في البيت.. في وسط الظروف الاقتصادية اللي إحنا فيها دي صعب جداً إنك تروح تشتري حاجة جديدة. فهو بيوفر وفي نفس الوقت بيعمل حاجة فيها ابتكار يعني".
وعادة ما تشتري مصانع تسعى للحد من نفقاتها إطارات السيارات القديمة وتحرقها كبديل للحطب، الأمر الذي يسهم في زيادة معدلات التلوث بالقاهرة. وإطارات السيارات المستعملة من أكثر المواد استخداماً في شركة موبيكيا.
وأوضح أبو جندي أن موبيكيا تسعى ليكون لها السبق بشراء تلك الإطارات من ورش إصلاح إطارات السيارات قبل أن تشتريها المصانع التي تحرقها.
ويتفاوت سعر قطعة الأثاث من تصميم وصنع أبو جندي بين 500 جنيه و4000 آلاف جنيه مصري (31-249 دولاراً).
ويتوقف السعر على عدة عناصر؛ منها المالك الأصلي لقطع الخردة المصنوع منها قطعة الأثاث وحجمها وتعقيد التصميم، فضلاً عن المكان الذي ستُوضع فيه قطعة الأثاث.
وقال مصور يدعى عبد الرحمن عويس -صممت موبيكيا عدة قطع أثاث لمنزله بناء على طلبه- لتليفزيون رويترز: "ما كنتش متخيل الموضوع في الأول إنه هو هيطلع بالشكل الجميل ده يعني. بس بعد ما الموضوع خلص في الآخر كنت معجب به جداً وأي حد من صحابي جم (جاءوا) كانوا بيتفرجوا ع المكان. حتى فيه ناس من العملاء اللي كانوا بييجوا كنت بأوريهم.. يعني عملاء بنبقى الموضوع ودي بيني وبينهم قريبين من بعض فكنت بأوريهم.. تعالى أوريك الغرفة عندي فيتفرج عليها (ويقول) لا إحنا عايزين نعمل حاجات زي كده وعاجبهم الموضوع جداً يعني".
وأشهر قطعة أثاث لشركة موبيكيا عبارة عن إطار مرتبط بوعاء خاص بغسالة ملابس قديمة يمكن استخدامها أريكة أو سريراً. ويطلق أبو جندي على هذه القطعة اسم "سوستة".