ظهر فيديو جديد يوضِّح كم اقترب هاريسون فورد فعلياً من التسبُّب في كارثة نارية بالجو، عندما أخطأ في عملية الهبوط وتفادى الاصطدام بطائرة بوينغ 737 تابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية ببضعة أمتار فقط.
وقعت الكارثة الوشيكة الإثنين 13 فبراير/شباط 2017، بينما كان يهبط فورد بطائرته الصغيرة في مطار جون واين بمقاطعة أورانج في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
وكشفت فيديوهات جديدة مدى اقتراب هاريسون، ذي الـ74 عاماً، من الاصطدام بطائرة بوينغ 737 كانت تسير على مدرج الإقلاع.
وفي أحد هذه الفيديوهات، وقد التُقِطَ من كاميرا مُثبَّتة على المدرَّج، نرى ظل طائرة فورد ذات المحرِّك الواحد يمر بسرعةٍ فوق جسم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية، ومُحمَّلة بأكثرِ من 100 راكب، وطاقم من 6 أشخاص.
والتُقِطَ فيديو آخر من زاوية أخرى تطل على المدرَّج الذي هبط فيه فورد.
وفيه ظهرت طائرته، من طراز هاسكي، محلِّقةً فوق طائرة شركة الخطوط الجوية الأميركية التي توقّفت بعد مرور فورد فوقها وهبوطه في ممر الطائرات.
وكُشِفَ الأسبوع الماضي أنّ فورد سأل المراقبة الجوية، بعد ثوانٍ من الحادثة في 13 فبراير، قائلاً: "هل كان مقصوداً أن تكون تلك الطائرة تحتي؟".
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إنّ المراقبين الجويين أعطوا فورد تعليماتٍ واضحة بالهبوط في مدرَّج الهبوط، بينما يمثّل الهبوط على ممر الطائرات انتهاكاً لإجراءات السلامة.
وقالوا إن الممثّل ردَّد التعليمات المعطاة له، ومع ذلك انتهى به الأمر بالاتجاه للممر.
ووفقاً لتقرير قناة إن بي سي الإخبارية في ذلك الوقت، فقد تمكَّنت رحلة الخطوط الجوية الأميركية رقم 1546 -التي أوشك فورد على الاصطدام بها- من الإقلاع في طريقها لمدينة دالاس بولاية تكساس الأميركية، بعد دقائق من وقوع الحادثة.
وسارعت إدارة الطيران الفيدرالية ببدء تحقيقٍ في الحادثة، وقد ينتج عن التحقيق اتخاذ إجراءٍ مع فورد، يتراوح بين رسالة إنذار له إلى فقدانه رخصة الطيران الخاصة به.
لكن التحقيق توقَّفَ يوم الأربعاء الماضي، 15 فبراير؛ لأن الحادثة لم تمثّل "خطراً مباشراً".
وقال جهاز الطيران إنّ الانتهاء من التحقيق حول حادثة ممثّل أفلام إنديانا جونز قد يستغرق أسابيع، في ضوء تراكم الأعمال غير المُنجَزة.
وعلى مرّ الأعوام، تورّط فورد -وهو جامع للطائرات القديمة- في عددٍ من حوادث الاصطدام.
كان أشهر هذه الحوادث في عام 2015، عندما تحطّمت طائرةٌ تعود إلى عصر الحرب العالمية الثانية في أثناء هبوطه بها بعد عطلٍ في المحرك. سقطت الطائرة في ملعبٍ للغولف بمدينة سانتا مونيكا، وتعرَّض فورد لإصاباتٍ في الرأس وكسرٍ بذراعه.
لكن في تلك الحادثة، تلقّى فورد المديح؛ لاحتفاظه بهدوئه وتمكُّنه من الميل بطائرته في هبوطٍ اضطراري ناجح. وفي محادثةٍ مُسجَّلة، يمكن سماع صوت فورد يخاطب المراقبة الجوية طالباً بهدوء أن يُسمح له بالهبوط الاضطراري بعد أن توقَّف محركه عن العمل، قبل لحظاتٍ قليلة من الاصطدام.
وفي المحادثة، قال فورد إنّه لن يستطيع الوصول لمدرَّج الطائرات في مطار سانتا مونيكا، فاختار مسطحاً عشبياً واسعاً بملعب غولف بنمار المجاور ليهبط فيه بعيداً عن الأحياء المزدحمة.
وبعد السقوط بطائرته من مسافة 3 آلاف قدم، والاصطدام بشجرة قبل الهبوط، نُقِلَ فورد من موقع الاصطدام وهو ينزف بغزارة من جرحٍ في رأسه.
وقالت الوكيلة الإعلامية لفورد، إينا تريسيوكاس، إنّ الممثّل لم يكن لديه خيار سوى الهبوط الاضطراري.
وأخبر بول ميتون، الذي أنتج فيلماً وثائقياً عن حُب فورد للطيران، شبكة أنباء سي إن إن آنذاك: "لطالما كان هاريسون طيَّاراً بارعاً. ويشهد على كونه كذلك واقعُ أنّه نجا من هبوط قسري كهذا".
وقال خبير الطيران ريك ديك لمجلة بيبول الأميركية، إنّ هبوط فورد كان مدهشاً بالنظر إلى طبيعة طائرة الحرب العالمية الثانية الخطرة.
وأضاف ديك: "كان كُل ما فعله فورد مثالياً".
حطّم فورد أيضاً طائرة هليكوبتر في أثناء الهبوط بها عام 1999، واضطر إلى إجراء هبوط اضطراري في السنة التالية بطائرة من طراز بيتشكرافت بونانزا في مطار لينكون المحلّي بولاية نبراسكا الأميركية.
اكتشف فورد شغفه بالطيران في مرحلةٍ متأخرة من حياته، لكنه انغمس في التمتُّع به، وقاد مجموعته الشخصية من الطائرات بقدر ما قاد مجموعته من السيارات العتيقة أيضاً.
وكان الممثل في الثانية والخمسين من عمره عندما بدأ يتلقى دروسَ الطيران، وعلى مر الأعوام، جمع نجم سلسلة أفلام إنديانا جونز مجموعةً مثيرةً للإعجاب من الطائرات.
يحتفظ فورد بطائرته في مطار سانتا مونيكا، حيث أقلع بطائرته من طراز PT-22 المخصصة لراكبَين ليصطدم بها بعد فترة وجيزة بملعب غولف فينيس المجاور في عام 2015.
والآن في سن الرابعة والسبعين، لا تسمح سن فورد بأن يقود طائرة تجارية؛ لأنها تطبّق سناً إجبارية للتقاعد هو الخامسة والستون من العمر.
ومع ذلك، لا تفرض إدارة الطيران الفيدرالي حداً أقصى لسن طيَّاري الطائرات الخاصة.
الإجراء الإضافي الوحيد هو أن الطيَّارين فوق سن الأربعين عاماً يجب عليهم الخضوع لاختبارات طبية كُل عامين بدلاً من 5 أعوام.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.