ملكة مصر المفقودة.. هل تكون “الثالثة ثابتة” ويعثر علماء الآثار على مقبرة نفرتيتي؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/19 الساعة 05:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/19 الساعة 05:44 بتوقيت غرينتش

بدأت ملاحقة "اكتشاف القرن" من جديد. هذا الأسبوع، أعلن فريق من علماء الآثار الإيطاليين إنهم قد بدأوا العمل على توثيق وادي الملوك الغامض. ويخطط الفريق لدخول مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون الشهر القادم، ومسحها بحثاً عن غرف سرية. يبقى هدفهم النهائي هو العثور على المستقر الأخير للملكة نفرتيتي، الملكة المصرية التي ساعدت في قيادة إحدى الثورات الدينية قبل 3300 عام.

وقال فرانكو بورشيللي، مدير مشروع جامعة العلوم التطبيقية (البوليتكنيك) في تورينو، "سيكون جهداً علمياً صارماً، وسيستمر لعدة أيام، أو أسابيع. من يعلم ما الذي قد نجده بينما نمسح أرضية المقبرة.

الاستعانة بالتكنولوجيا

يخطط الفريق الإيطالي لاستخدام رادار من نوع يمكنه اختراق ما يصل إلى 32 قدماً من الصخور الصلبة للبحث عن المقبرة. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يحاول فيها العلماء استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية للعثور على ملكة مصر المفقودة.

ففي عام 2005، نشر عالم الآثار البريطاني في جامعة أريزونا، نيكولاس ريفز، دراسة تفصيلية عن توت عنخ آمون، ذكر فيها إن غرفة الدفن الملكية احتوت على مدخلين مخبأين جرى إغلاقهما وتغطيتهما بالجص.

استخدم ريفز التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لتحديد تغيرات الحرارة التي قد تقترح مكان الغرف الخفية خلف الجدران. وعلى الرغم من أن المسح التالي الذي أجرته جمعية ناشيونال جيوغرافيك -عقب هذه الدراسة- فشل في الكشف عن أي غرف خفية، إلا أنه لابد أن نفرتيتي مدفونة في مكان ما، والآن يسعى بورتشيلي وفريقه لرسم خارطة وادي الملوك كاملاً، وتسوية المسألة مرة واحدة وإلى الأبد.

يمتلك الكشف عن أي مقبرة ملكية أهمية تاريخية ملحوظة، إلا أن مقبرة نفرتيتي ستكون اكتشافاً ذا أهمية خاصة.

كانت نفرتيتي (حوالي 1370-1330 قبل الميلاد) الملكة وزوجة أخناتون، والد توت عنخ آمون. يسود الظن بأنها ساهمت مع زوجها في بدء مجموعة من الإصلاحات الدينية التي جعلت مصر تدين بالتوحيد لفترة من الزمن.

لم تلق هذه الإصلاحات قبول الجميع، وفي الوقت الراهن، نملك فرصة معرفة المزيد عن هذه اللحظة التاريخية الاستثنائية.

وفي حديثه لصحيفة The Daily Beast، قال إريك كلاين، عالم الآثار في جامعة جورج واشنطن ومؤلف كتاب ثلاثة أحجار تصنع جداراً: قصة علم الآثار (Three Stones Make a Wall: The Story of Archeology)، إن هذا الاكتشاف "سيلقي المزيد من الضوء على هذه الفترة التاريخية، لأنها كانت جزءاً لا يتجزأ من عهد زوجها أخناتون، أو الفرعون الزنديق كما يُدعى".

من المرجح كذلك أن تملك المقبرة القدرة على الإجابة على بعض التساؤلات الهامة حول مدى نفوذ نفرتيتي وعملية نقل السلطة في الأسرة الـ 18.

"أقوى النساء على الإطلاق"

حالياً يعتقد الباحثون أن نفرتيتي لم تكن والدة توت عنخ آمون، بل زوجة أبيه. كما يظن البعض أنها حكمت مصر لفترة قصيرة وحدها عقب وفاة أخناتون. وقالت د. كارولين شرويدر، أستاذة الدراسات الدينية في جامعة الباسيفيك، إن الاكتشاف "ربما يخبرنا بالمزيد عما إذا كانت حكمت مصر، وهي امرأة، بقدراتها الشخصية. إن فعلت، فسيجعلها هذا واحدة من أقوى حكام عصرها، إن لم تكن واحدة من أقوى النساء على الإطلاق".

وحتى لو لم تخبرنا الغرف الإضافية بالمزيد عن نفرتيتي ونقل السلطة، إلا أنها ستشكل ركناً هاماً في فهمنا لمصر القديمة. كما أشار كلاين إلى أننا لم نكن نملك التقنيات اللازمة لتحليل المواد العضوية أو الحمض النووي المُكتشف داخل مقبرة توت عنخ آمون حين تمكن هاورد كارتر من فتحها عام 1922.

وأَضاف "بشكل شخصي، أنا متفائل بشأن العثور على المزيد من النصوص والألواح وغيرها من النقوش التي قد تمنحنا المزيد من التفاصيل والمعرفة بالسنوات المذهلة التي شهدت ترابط القوى العظمى في الشرق الأدنى القديم، من الحثيين في تركيا الحالية، إلى الآشوريين والبابليين في بلاد ما بين النهرين، وعبر بحر إيجة وصولاً إلى الموكيانيين في اليونان والمينوسيين في كريت".

وتابع: "يمكن لمقبرة نفرتيتي أن تلقي الضوء على التاريخ السياسي القديم بشكل عام، لا على تاريخ مصر القديمة فقط".

كما أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن أي كشف أثري بارز قد يحمل في طياته القدرة على إنعاش صناعة السياحة المصرية الواهنة، بالإضافة إلى قيمته الأكاديمية.

كانت الهجمات الإرهابية التي شهدها عام 2015 قد أثرت على عدد السياح القادمين إلى مصر، ويمكن لهذا الكشف، مصحوباً بتخفيف إرشادات السفر الإسهام في إعادة الحشود إلى مصر مرة أخرى.

وبالنظر إلى أن هذه هي المحاولة الثالثة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة لإيجاد مقبرة الملكة ذائعة الصيت، فربما تتساءل عما إذا كان مسعى علماء الآثار قابلاً للتحقيق.

عليك أن تعرف أن هوارد كارتر، واللورد كارنافورن استغرقا العديد من السنوات أيضاً للعثور على مقبرة توت عنخ آمون. وربما تكون "الثالثة ثابتة" حين يتعلق الأمر بنفرتيتي كما يرى كلاين.

– هذا الموضوع مترجم عن موقع The Daily Beast الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد