“نرجوك اقبلنا في المرتبة الثانية بعد بلدك”.. موجة سخرية عبر العالم من ترامب بسبب “أميركا أولاً”

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/07 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/07 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش

موجة سخرية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتاحت العديد من دول العالم.

الموجة التي بدأت من هولندا تمحورت حول شعاره الشهير أنه سيجعل "أميركا أولاً".. والتي أثارت قلق السياسيين في الدول الحلفاء لأميركا خاصة أوروبا، بينما تلقف الإعلاميون والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الشعار ليجعلوه محوراً لسخريتهم اللاذعة من خلال فيديوهات ساخرة يطلبون من ترامب بأن يجعل بلادهم ثانية بعد أميركا مع تقديم فكاهي للمسوغات التي تؤهل وضع بلدهم في هذه المكانة بعد أميركا.

وهكذا أصبح الرئيس الأميركي محل سخرية عابرة للقارات تمتد من أوروبا لأستراليا مروراً بالمغرب، حيث أبدى صناع الفيديوهات محاولتهم لكسب ود الرئيس الأميركي الجديد باستخدام مواقف وعبارات مثيرة للضحك اشتهر بها، أو بفضائحه الجنسية التي واظب على نكرانها أو التقليل من شأنها، كما تهكموا على تهربه من دفع الضرائب، وكذلك هوسه بإبقاء المهاجرين "الأشرار" خارج بلاده، وبناء سور على الحدود مع المكسيك.

اللافت في الفيديوهات التي نشرت من كل دولة أن المتحدثين فيهم جميعاً صوتهم وطريقة نطقهم للإنكليزية تشبه نطق ترامب، كما أنهم يسخرون من بلادهم في معرض استهزائهم بالرئيس الأميركي ووعوده خاصة الوعد الذي أطلقه خلال خطاب التنصيب في العشرين من يناير/كانون الثاني 2017 عندما كرر "أميركا أولاً" بطريقة استعراضية.

وبلغ حمى الاستهزاء من ترامب إلى حد تجميع مختلف النسخ من هذه الرسائل المصورة الموجهة له في موقع إلكتروني خاص، اسمه who wants to be second، ويتوقع أن تنضم إليه قريباً رسائل أخرى من دول جديدة تريد أن تكون في المركز الثاني بعد أميركا.

في البدء كانت هولندا


انطلقت هذه السلسلة في هولندا في 23 يناير/كانون الثاني 2017، حينما وجه برنامج "Zondag met Lubach" الهولندي "رسالة من حكومة هولندا" إلى ترامب.

واستخدم البرنامج في الرسالة التي قدمها طريقة تشبه أسلوب ترامب واستخدامه المفرط لعبارات مثل "سيكون عظيماً" أو "مدهشاً".

وقال الفيديو إن اللغة الهولندية هي أفضل لغة في أوروبا، بحيث "لدينا أفضل الكلمات، بينما باقي اللغات الأوروبية فاشلة".

أما الألمانية، فإنها لا تعد لغة حتى، بل أنها "مزيفة"، مستخدمين الكلمة التي وصف بها ترامب الأخبار التي نشرتها الصحف الأميركية عن امتلاك روسيا معلومات محرجة عنه.

وتضمنت الرسالة الإشارة إلى سد أفسلاوتدايك، الموجود بهولندا والذي يعد أطول سد في أوروبا، إذ قال الفيديو ساخراً إنه "جدار عظيم بناه الهولنديون لحمايتهم من المياه القادمة من المكسيك"، في إشارة للمحيط الأطلنطي الذي يفصلهم عنها".

ثم أردف المتحدث في الفيديو ساخراً "لقد بنينا محيطاً كاملاً بيننا وبين المكسيك، لا أحد يبني محيطات مثلنا، وجعلنا المكسيك تدفع ثمن بنائه!

وخاطب الرئيس الأميركي قائلاً: "أنت لديك ترامب تاورز (برج ترامب)، ونحن لدينا لي تاورز (المغني الهولندي)، مشيراً بسخرية إلى أن لتاورز صوتا رائعا، وأنه "ان ليصبح سعيداً بالغناء في حفل تنصيبك".

وقال الفيديو إن هولندا لديها "مادوردام"، أكبر مدينة مصغرة في العالم، تضم ساحات صغيرة لا يحتاج الكثير من الناس لملئها، في إشارة إلى الجدل الذي أحدثه عدد الحضور في حفل تنصيب ترامب، الذي أصر على أنه الأكبر عبر التاريخ، غير أن وسائل الإعلام أظهرت عكس ذلك.

وذكر قارئ رسالة البرنامج، ترامب بأن لديهم في هولندا تقليداً "مشيناً" يُنظم في شهر ديسمبر/كانون الأول من كل عام يدعى "بلاك بيتر" (حفل فولكلوري يظهر فيه شخص أسود بشكل سلبي)، ووصفه الفيديو إنه "يعد أكثر شيء عدائي وعنصري يمكن أن تراه"، وخاطب ترامب قائلاً بالطبع ستحبه، إنه عظيم"، في إشارة لعنصرية ترامب".

وأضاف قائلاً إن "أناساً مهمين جداً أبلغونا أن لدينا أفضل نظام تهرب ضريبي خلقه الله، يتوجب عليك يا سيد ترامب أن تخبر أولادك أن يضعوا كل أعمالهم هنا، لأنهم لن يدفعوا أية ضرائب. (في إشارة إلى الاتهامات الموجهة له بالتهرب من الضرائب).

و أخيراً وليس آخراً إن هولندا تعتمد على أميركا، وإذا تخليتم عن حلف الناتو سوف تصبح مشاكلنا عظيمة مجدداً، بالله عليك لا تفعل ذلك.

ثم أردف قائلاً "نحن ندرك تماماً بأن أميركا ستكون أولاً ، لكن هل نستطيع القول أن هولندا ستحل ثانيًا؟.. مع أفضل تمنياتنا.. لدينا أفضل تمنيات في هولندا.

ألمانيا تدخل المنافسة


في الثاني من شهر فبراير/شباط 2017 تحدث يان بومرمان مقدم برنامج "نيو ماغازين رويال" الألماني عن الفيديو الهولندي الذي انتشر عبر العالم، قائلاً "توقفي هولندا.. نود أن نصبح الرقم ٢ في العالم".

ثم بدأ بث الرسالة المصورة الموجهة لترامب، التي قال مقدمها في مطلعها أنهم أفضل بلد في أوروبا، فعلى الرغم من أن الألمان يحبون هولندا لأنها "برتقالية"، كما هو لون ترامب، لكن الهولنديين خطرون، والدليل على ذلك مشهد بصق اللاعب الهولندي فرانك ريكارد على الألماني رودي فولر في المباراة التي جمعت البلدين.

وأشار الفيديو إلى الثقافة الألمانية الغنية، ومهرجان "أكتوبر فيست"، أفضل مهرجان جعة خلقه الله، يمكن خلاله التبول أين ما أراد المرء، في إشارة إلى الشائعة التي نشرت مؤخراً ونفاها ترامب، بأن الروس يحتفظون بشريط جنسي له يتضمن طقساً غريباً، يشاهد فيه المومسات وهن يتبولن على سريره في الفندق.

وبينت الرسالة أنه إن كان لدى أميركا منظمة "كي كي كي" (منظمة عنصرية اشتهرت بجرائمها ضد السود)، فإن لدى ألمانيا "إف كي كي"، ثقافة الجسد الحر أو التعري.

وأضافت أن لديهم أفضل تاريخ في العالم، ساسة وقادة عظماء، كهيلموت كول (ثم مشهد له وهو يهاجم من الجمهور)، وأدولف هتلر، "الذكي"، "ذو الشعر الرائع"، الذي جعل ألمانيا عظيمة مرة أخرى، (في تهكم من وعد ترامب بجعل "أميركا عظيمة مرة أخرى" مثلما كان يقول هتلر).

وأكد الفيديو أن ستيف بانون، مستشار ترامب المتهم بالعنصرية وبقربه من اليمين المتطرف في أوروبا، سيحب بالتأكيد كتاب هتلر "كفاحي".

وبسخرية لاذعة من تاريخ ألمانيا العسكري يقول الفيديو إن ألمانيا استضافت حربين عالميتين في السنوات المئة الأخيرة، ويردف متهكماً "إنهما أفضل حربين عالميتين في العالم، وقد ربحتهما ألمانيا، ومن يقول خلاف ذلك، فهي أخبار زائفة، (في إشارة لاتهامات ترامب للإعلام الأميركي بنشر أخبار كاذبة عنه)، ثم يعرض الفيديو شعارات لصحف ومحطات أميركية وعالمية شهيرة كسي إن إن، نيويورك تايمز وبي بي سي، في إشارة إلى عداء ترامب الواضح للإعلام السائد وهجومه المتكرر عليه واتهامه له بنشر أخبار كاذبة.

وأكدت الرسالة الموجهة لترامب أنهم أعادوا بناء ألمانيا بعد الحرب، وتم ذلك من خلال جدار عظيم، الألمان يحبون الجدران، وجعلوا روسيا تدفع ثمنه، وكان الناس يموتون من أجله حرفياً، في إشارة ساخرة لبناء الاحتلال الروسي لجدار برلين الذي كان يقسم العاصمة الألمانية والذي كان الموت مصير من يحاول عبوره.

وعرض البرنامج مشاهد للمستشارة أنغيلا ميركل ووصفها بـ"العظيمة"، أفضل امرأة في ألمانيا، صاحبة أفضل ابتسامة، مع تقديم مشهد لها وهي عابسة، ثم يقول الفيديو إن ميركل ستحب ترامب أكثر من ميلانيا، ثم يظهر المشهد الشهير لميلانيا وهي تبتسم لترامب ثم تعبس بعد ثوان!.
ويختتم الفيديو بالقول إن الألمان يعلمون أن أميركا أولاً، لكن ألا يمكن أن نقول "ألمانيا ثانياً"، ثم يكرر العبارة التي اختتم بها الفيديو الهولندي "مع أطيب تمنياتنا.. لدينا أفضل التمنيات في ألمانيا".
وعرض الفيديو أخيراً صورة لإيطاليا من الفضاء، قائلاً "إن كنت تود تدمير ألمانيا بالسلاح النووي، هكذا يبدو شكلها".

(تحذير قد يجد القراء بعض مشاهد الفيديو غير مناسبة)

سويسرا


قال السويسريون في رسالتهم إنهم "البلد الأكثر إغراء في أوروبا، الذي يضم الكثير من الجبال، انظر لهذه الجبال السمينة البضة على خلاف هولندا الكارثية المسطحة.
إن السويسريين لديهم أفضل نساء، كما أننا نحب معاملة نسائنا بقسوة، فمنعناهن من التصويت في الانتخابات حتى عام ١٩٧١، وفي مناطق معينة حتى عام ١٩٩٠.
فكنا نمسكهن من حقوقهن المدنية، في محاكاة لعبارة في فضيحة الشريط الصوتي المسرب الذي يقول فيه ترامب إنه يحب إمساك النساء من أعضائهن الحميمية لأنه لا يعاقب كونه مشهوراً.

وأضافت قناة "SRF" العامة التي صنعت الفيديو إن علم سويسرا يضم الرمز الذي يظهر في شعار منظمة "كي كي كي" (في إشارة للصليب الذي يظهر على علم منظمة كلوكس كلان الأميركية العنصرية) التي تحبها يا مستر ترامب، كما أننا مثلهم نحب امتطاء الجياد وإحراق الأشياء، كذلك ليس هناك مكسيكيون في سويسرا.

"ألا تحب الاتحاد الأوروبي؟"، يتساءل الفيديو، السويسريون أيضاً لايحبونه، لم ينضموا له قط، لذا كان يتوجب تسمية خروج بريطانيا "سويكسيت" لا "بركست".

إن كان ترامب يتودد للروس، فإن السويسريين لا يختلفون عن ذلك أبداً، فهم بنوا "سانت موريتز" (منتجع سياحي شهير بسويسرا) مدينة خاصة للروس.
وإن كان لدى الأميركيين الجاز، فلدى السويسريين لعبة أوراق تدعى "ياس"، أفضل ورقة فيها تدعى "ترمبف".

أما إن كان ترامب يريد التخلص من "أوباما كير" (نظام التأمين الصحي الذي وضعه أوباما)، فلدى سويسرا البديل، منظمة تدعى "إكزت"، "فإن كنت مريضاً ومسناً يأتون ويقتلونك، وهي تجربة عظيمة عليك خوضها يوماً".

وأخيراً إن كنت تحب الذهب، لدى السويسريين الكثير منه، إذ أودعه لديهم اليهود خلال الحرب العالمية الثانية ثم لم يعودوا لأخذه، على نحو غريب. (في انتقاد ضمني لدور سويسرا خلال الحرب العالمية الثانية).

المغرب


وشارك مروان لمحرزي علوي، أحد المشاهير المغاربة على الشبكات الاجتماعية، في هذه السلسلة، عارضاً ما يؤهل بلاده لأن تكون ثانية بعد الولايات المتحدة، عوضاً عن "أوروبا الضعيفة التي ستصبح جزءاً من المغرب مع دخول هذا القدر الكبير من المهاجرين".

وأضاف علوي في رسالته لترامب، أن بلاده كانت أول من اعترف بالولايات المتحدة كدولة في عام 1777.

ونظراً لـ"حب ترامب للجدران"، قال إن المغرب سبق وأن بنى جداراً يفصله عن أعدائه يدعى "جدار الصحراء المغربية"، في إشارة للجدار الذي بني لوقف هجمات البوليساريو.

وقال إن لديهم أفضل القنوات التلفزيونية، منها التي تعلم النساء كيفية تغطية آثار ضرب الرجل لزوجته، الشيء الذي ستحبه زوجته ميلانيا.

واقترح علوي على ترامب أن يستعين بـ"مكي صخيرات"، وهو مغربي يدعي امتلاك القدرة الخارقة على علاج الأمراض المستعصية، عوضاً عن برنامج "أوباما كير" للتغطية الصحية الذي دائماً ما انتقده.

أما النقطة التي زعم علوي أنها تجمع ترامب "الذي يفضل مسك النساء من أعضائهن الحميمية"، مع المغرب، فهي أنها تضم "أحد أفضل مجيدي هذا السلوك"، في إشارة إلى المغني الشهير سعد لمجرد، والذي اعتقل في فرنسا مؤخراً بتهمة الاعتداء الجنسي.

وقال الشاب في الفيديو إنهم في المغرب سمعوا بكره ترامب للإسلام، لكن لديهم "أفضل إسلام"، على حد تعبيره، وهو "الإسلام الصوفي".

وفي نهاية الفيديو، ذُكر ترامب بـ"الشكل الذي تظهر عليه المغرب من الفضاء"، في حالة ما أراد تدمير البلاد بالأسلحة النووية، فيما كانت الخريطة المعروضة للجزائر، وليس المغرب.

وكان لعدد من دول العالم نسخها الخاصة تضمت أفكاراً مشابهة بينما قدم بعضها أفكاراً جديدة، مثل قول النسخة البلجيكية إن فرقة "آبا" الموسيقية، هي أشهر فرقة موسيقية بلجيكية في التاريخ، موضحة أن الفرقة سويدية في الحقيقة، لكن وفقاً للـ"حقائق البديلة" التي لديهم أصبحت بلجيكية، في سخرية من تعبير قالته مستشارة ترامب عند حديثها عن حجم الحاضرين في خطاب التنصيب وفقاً لل"حقائق البديلة" التي لديهم.

تحميل المزيد