إن كنت في حرقة للاحتفال بانتهاء العام 2016 وبدء 2017 عند منتصف ليل السبت القادم، فعليك التمهل وتحمل السنة وقتاً إضافياً، وفق ما يقوله علماء الفلك، إذ يشهد العام 2016 وفقاً لحساباتهم ثانية إضافية، وهي الثانية التي تضاف للسنة لأسباب حسابية فلكية بحتة.
ولذلك، فإنه عند حلول رأس السنة سترى على ساعتك انتقال الساعة من 11:59:59 إلى 11:59:60 ثم إلى 12:00:00 مساء بدلاً من الانتقال من الثانية 59 إلى رأس الساعة التالية.
هذا التعديل في الثواني يعتمده الفلكيون ورواد الفضاء أكثر من الناس العاديين، ويطلقون عليه اسم "الثانية الكبيسة".
ما السبب؟
رغم أن الأرض تدور حول نفسها يومياً، لكن سرعتها ليست ثابتة، فما بالك بالمواظبة على هذا الثبات كل 24 ساعة لملايين السنين أو المليارات؟ وقد اكتشف العلماء مؤخراً أن دورة الأرض تستغرق 24:00:00:01، أي هناك جزء إضافي من الثانية على ما كان العالم كله يعرفه.
لذا للحفاظ على العرف الذي يمتد آلاف السنين حول ربط الوقت بموقع الشمس في السماء وتسهيل عمل علماء الفلك قليلاً أجمعوا على تعديل ساعات البشر جميعاً.
ولكن بعكس الأيام الكبيسة والتي تقضي بإضافة يوم واحد للسنة كل 4 سنوات، فإن الثواني الكبيسة وتعديل التوقيت الصيفي والشتوي تحصل في يوم واحد ووقت واحد في شتى دول العالم، لذا فمن يعيش في الشق الغربي من العالم سيشهد هذه الإضافة قبل حلول منتصف الليل ووفق فرق الساعات بين دولته وغرينتش.
أما سكان الجهة الشرقية كالدول العربية مثلاً، فسيشهدون هذه الإضافة في العام 2017 وفق الساعات الإضافية التي تفرقهم عن توقيت غرينتش، أي الساعة الثانية أو الثالثة غالباً بعد منتصف الليل (حسب توقيت كل بلد).
من يحدد موعد إضافتها؟
تستسغرق الكرة الأرضية 86400 ثانية لتدور حول نفسها يومياً، ولكن بسبب تباطؤ الدورة الأرضية، فإن العلماء الذين أجمعوا على تحديد الوقت كما نعرفه حالياً في ساعات الهواتف والأقمار الاصطناعية والقنابل النووية في سبعينيات القرن الماضي، علموا أن التوقيت الرقمي سيفرق بعض الشيء عن موضع الأرض ودورتها بعد عدة سنوات، فقرروا إضافة ثانية كبيسة كل عدة سنوات ليتطابق توقيت الساعات مع موقع الأرض.
وأسندت مهمة إضافة هذه الثانية للعلماء في معهد "International Earth Rotation and Reference Systems Service (IERS)"، حيث يحددون سرعة الأرض وفق تلسكوبات تعمل بموجات الردايو تلحظ كل عام في نفس التوقيت موقع مجرات معينة، وعلى أساسها يعرفون كيفية حركة الأرض وتمايلها، فيعدلون الساعة.
وعندما يرون أن موقع الكرة تأخر عن التوقيت العالميUTC ، يضيفون ثانية، وقد حصل هذا الأمر 27 مرة في السابق وهذا العام نشهد إضافة الثانية الـ 28.
دقة الوقت
مر زمن على الإنسان عندما لم يكن تأخر ساعته قليلاً أو تقدمها ليشكل إزعاجاً أو تأثيراً على الآخرين، لكن في عصر العولمة والتكنولوجيا التي وصلت جميع دول العالم بأنظمة دقيقة وحساسة، فإن التوقيت الموحد أمرٌ أساسي بما في ذلك أجزاء الثانية.
لذا فإن كنت على وشك توديع 2016 عند الثانية 60 ليلاً، انتظر ثانية إضافية قبل أن تصرخ مستقبلاً العام الجديد.. وكل عام وأنت بخير.