اضطر الموقع الإلكتروني لصحيفة الديلي ميل البريطانية لدفع غرامة تقدر بـ150 ألف جنيه إسترليني (حوالي 185 ألف دولار أميركي) لأسرةٍ بريطانية مسلمة، بسبب مقال للكاتبة كيتي هوبكنز اتهمت فيه الأسرة زوراً بالتطرف.
فقد كتبت كيتي في المقال الذي نُشر في ديسمبر/كانون الأول 2015، أن السلطات الأميركية كانت على حق عندما أوقفت محمود طارق محمود وأخيه محمد زاهد محمود مع 9 أطفالٍ آخرين ومنعتهم من السفر إلى لوس أنجلوس في رحلةٍ لزيارة ديزني لاند العام المنقضي. وأشارت هوبكنز، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، إلى أن الأخوين كانا من المتشددين وعلى صلةٍ بتنظيم القاعدة.
وقال الموقع الإلكتروني للصحيفة في تصحيحٍ تم نشره في منتصف ليل الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2016: "نعتذر نحن وكيتي هوبكنز لعائلة محمود عن أي ضيق أو حرج تسبب فيه المقال، ووافقنا على دفع تعويضٍ عن الأضرار الجسيمة التي تعرضوا لها بالإضافة إلى التكفل بكافة المصاريف القانونية".
وأضافت هوبكنز في مقالها أن السبب الذي علَّلت به الأسرة زيارتها للولايات المتحدة كان مجرد كذبة، وأن الأمر لو كان بيدها لكانت منعتهم من ركوب الطائرة في مطار غاتويك. وحمل المقال التالي بعدها بأسبوع ادعاءاتٍ كاذبة بأن حمزة ابن محمد طارق محمود كان مسؤولاً عن صفحةٍ على موقع فيسبوك، زعمت كيتي أنه ينشر محتوىً متشدداً.
وصرَّح الأخوان بأنهم سعيدان بكون الصحيفة وكيتي قد تقبلا أخيراً حقيقة أن ادعاءاتهم كانت باطلة، بعد الكثير من المماطلة.
وأضاف الأخوان في تصريحٍ صحفي قدمه كارتر راك، المحامي الخاص بهم: "إلى يومنا هذا، لم تشرح لنا سلطات الولايات المتحدة أسباب منعنا من السفر؛ ونعتقد أنه ربما كان خطأ في الإجراءات أو تحديد الهوية. وبغض النظر عن ذلك، فالأمور لا تصبح أفضل على الإطلاق عند نشر مقالاتٍ مغلوطة ومعادية للإسلام بهذا الشكل، والتي تسببت للأسرة بأكملها في الكثير من التوتر والقلق. ونحن سعداء للغاية بأن الحق عاد لأصحابه".
ويقول كارتر راك إنه رغم كون معظم التغطية لمحنة عائلة محمود كانت متوازنة وعادلة: "لكنه لم يكن هنالك أي داعٍ على الإطلاق للادعاء أن أحد أفراد العائلة من المتشددين، فالأسرة كانت ذاهبة لقضاء عطلة بكل بساطة".
ونشرت كيتي الاعتذار بنفسها على موقع تويتر حوالي الساعة الثانية صباحاً. كانت صحيفة الديلي ميل قد تعاقدت مع كيتي من صحيفة "ذا صن" البريطانية في سبتمبر/أيلول 2015، حيث كانت تتعرض للانتقاد بشكلٍ مستمر بسبب أعمدتها الهجومية –مثل المقال الذي شبهت فيه طالبي اللجوء السياسي بالصراصير. وقد أدان زيد بن رعد الحسين المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ذلك المقال، بعد أن قامت الصحيفة بإزالة المقال من موقعها.
ويأتي اعتذار صحيفة الديلي ميل بعد أيامٍ قليلة من تصحيحهم لمقالةٍ على موقعهم تزعم بأن ماليا بواتيا، رئيسة جامعة سنغافورة الوطنية، قد قالت بأن الشباب المسلم يسافرون إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش بسبب تخفيض ميزانية التعليم.
ورفض الموقع الإلكتروني لصحيفة الديلي ميل التعليق على هذا الشأن.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.