هل تجذب الملابس الحمراء الآخرين؟.. هذه بعض فوائدها في السياسة والرياضة

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/18 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/18 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش

تيريسا ماي تعرف هذا. جين راسل، ومارلين مونرو استغلتا هذا الأمر بدرجة مدهشة. حتى المغنية كريس دو بورغ كانت مدركة للقوى التحويلية للون الأحمر.

ليس هذا مجرد حكم مصممة أزياء لرئيسة الوزراء البريطانية، أو مجرد رأي هوارد هوكس، الذي جعل مونرو وراسل ترتديان أزياءً حمراء زاهية في فيلم "الرجال يفضلون الشقراوات". فقد أكد عدد لا يحصى من الدراسات النفسية أنَّ ارتداء الأزياء الحمراء يزيد من الجاذبية والإغراء الجنسي، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

أظهرت ورقة بحثية، نُشرت في المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي عام 2012، أنَّ النساء عندما يرتدين ملابس حمراء اللون، فإنهن يدفعن الرجال للجلوس بقربهن، وسؤالهن أسئلة أكثر حميمية.

ويعتقد أنَّ هذا التأثير متبادل. فقد قدمت ورقة بحثية نشرتها مجلة علم النفس التجريبي، أدلة مستقاة من 7 تجارب أفادت بأنَّ النساء يعتبرن الرجال أكثر جاذبية ومرغوبين جنسياً أكثر، عند وقوفهم وراء خلفية حمراء، مرتدين ملابس حمراء.

وبحسب أحدث مقال نشر في مجلة "نشرة أبحاث جمعية علم النفس البريطانية" فإنه "عادة ما يشير ظهور اللون الأحمر في مملكة الحيوان إلى الرغبة والإتاحة الجنسيتين، بالإضافة إلى الدلالات الثقافية التي تربط اللون الأحمر بالشهوة والجنس".

هيمنة حمراء على الاحتفالات

هيمن اللون الأحمر على موسم احتفالات المهرجانات هذا العام. فقد ارتدت آيمي آدامز فستاناً أحمر في العرض الأول لفيلم "حيوانات ليلية" في نيويورك، ونفس الشيء فعلته دوقة كامبردج في استقبال لها بقصر باكينغهام. وقال تاجر الأزياء، جي دي ويليامز لموقع إيفيننج ستانداردز إنَّ مبيعات الفساتين الحمراء زادت على مبيعات الفساتين السوداء بمقدار 43% هذا العام.

لكن ماذا لو كانت جاذبية اللون الأحمر محض خرافة؟ فقد نشر فريق من الباحثين الهولنديين والبريطانيين 3 محاولات لتكرار ما أطلقوا عليه اسم تجربة "تأثير اللون الأحمر". شملت هذه المحاولات التأكد من كون هذا التأثير أكثر ظهوراً "في سياق التزاوج قصير المدى"، وهو أمر يدعم "فكرة أنَّ اللون الأحمر يرسل إشارات بالإتاحة الجنسية"، بحسب النشرة.

ومع ذلك، فإن البحث، الذي نُشر في مجلة علم النفس التطوري، لم يفشل فحسب في الكشف عن تأثير اللون الأحمر في سياق التزاوج، بل إنَّ التجارب الثلاث فشلت في التدليل على وجود أي أثر للون الأحمر على الجاذبية.

في الدراسة الأولى، سئل حوالي 200 شاب هولندي أن يقيّموا جاذبية النساء في موقع للمواعدة، إلى جانب تحديد إلى أي مدى أرادوا ممارسة الجنس مع كل واحدة منهن. ظهرت صور النساء في الموقع مرتديات أزياء حمراء أو سوداء أو بيضاء. بعض الرجال كانوا يبحثون في سياق البحث عن علاقة لليلة واحدة، أما الباقون فكانوا يبحثون عن شريكات للمدى الطويل. في كلتا الحالتين لم يكن للون الملابس تأثير على التقييم.

ظهرت النتائج نفسها في عينة من حوالي 200 رجل أميركي. أما في الدراسة الثالثة، فقد استقدم الباحثون حوالي 400 رجل من خلال موقع مرتبط بموقع أمازون، وطلبوا من البعض تفحص صورة امرأة ترتدي قميصاً أحمر اللون، بينما طلب من الآخرين تفحص صورة امرأة ترتدي قميصاً أبيض اللون. أكدت إجابات الرجال أنَّ اللون لا تأثير له على تقييمهم للمرأة.

وخلصت الدراسة إلى أنَّ "الافتقار إلى الأدلة الداعمة لتأثير اللون الأحمر في 3 تجارب يدفعنا إلى التشكيك في قوة تأثير اللون الأحمر على تفضيلات التزاوج لدى البشر. ونرى أنه لو كان للون الأحمر أي تأثير، فمن المرجح أنه تأثير ضئيل".

لا تتخلى عنه

ومع ذلك، فقد حذر كريستيان جاريت، محرر نشرة أبحاث جمعية علم النفس البريطانية، أي شخص يفكر في التخلي عن اللون الأحمر، فكتب: "مثلما هو من الحكمة ألا نضع الكثير من الثقة في اكتشافات مستقاة من دراسة واحدة، فإنه ينبغي لنا أن نفسر فشل تكرار التجارب بالكثير من الحذر. هذه النتائج السلبية الجديدة لا تعني عدم وجود تأثير للون الأحمر، لكنها تثير التساؤل حول قوة هذا التأثير، واحتمال وجود نوع من التحيز في الأبحاث السابقة أدى إلى ظهور نتائج إيجابية".

وأضاف جاريت: "إنَّ التفسير الأفضل أنَّ تأثير اللون الأحمر ربما يكون أكثر أهمية في التفاعلات الحقيقية منه في بحث معملي يستخدم صوراً ثابتة، لأنَّ اللون الأحمر ربما يؤثر على لابسه فيجعله يتصرف بطريقة أكثر غزلاً، على سبيل المثال".

وكانت الفوائد الخرافية لارتداء أزياء حمراء، قد وُضعت موضع شكوك بالفعل. إذ جاءت نتائج دراسة، أجريت أوائل العام الجاري، حول إعطاء البقشيش للنادلات، خلاف التوقعات حين أثبتت أن الرجال يعطون بقشيشاً أقل للنادلات اللواتي يرتدين الأحمر. لا يعني هذا أنَّ اللون الأحمر فقد كل دعم، فعلماء النفس الذين يدرسون العلاقة بين اللون والتصويت يعتقدون أنه ما زال من الممكن أن يكون للون الأحمر تأثير قوي، وهو الأمر الذي استفاد منه الحزب الجمهوري الأميركي تاريخياً.

وبحسب موقع colorpsychology.org فإنَّه "يمكن القول إنَّ اللون الأحمر أكثر الألوان حيوية. فهو لون جاذب للانتباه، ويشي بنوع من القوة والإثارة".

كما يبدو أنَّ للون الأحمر خصائص سحرية في مجال الرياضة كذلك، إذ جاء في دراسة أجراها متخصصون في علم النفس الرياضي بجامعة مونستر في ألمانيا، عام 2009، ونُشرت في مجلة "نيو ساينتسيت"، أنَّ اللاعبين الذين يرتدون أزياء حمراء يسجلون أهدافاً أكثر بنسبة 10% من منافسيهم عندما يلعبون مرتدين أزياء بألوان أخرى. ويعي المشجعون الإنكليز، بشكل مؤلم، أنَّ الفريق الإنكليزي الفائز بكأس العالم عام 1966 كان يرتدي الأحمر، لا اللون الأبيض المعتاد لفريقهم حالياً. ولم يفز المنتخب الإنكليزي بكأس العالم، ولا كأس أمم أوروبا منذ ذلك الحين.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد