في موقف إنساني مؤثر، انسحب المغني التركي نيهات دوغان وهو يجهش بالبكاء من برنامج كان يبث مباشرة على قناة "بياز" المحلية احتجاجاً على ما يقع في حلب من قتل وتهجير للسكان.
وطالب دوغان، وهو مغن شعبي تركي من أصل كردي، بلاده بالدخول إلى حلب عسكرياً من أجل إيقاف المجازر، قائلاً "أين دولتي؟ فلتدخلوا يا أخي إلى حلب!".
وأضاف قبل مغادرته البرنامج: "لا أحد يخرج صوتاً! أين أنتم أيها المسلمون؟ من قبل كنتم تخرجون، والآن أين أنتم؟ بينما تُداس أمهاتنا وأخواتنا هناك في حلب تحت الأقدام، نجلس هنا نحن ونقدم البرامج".
وختم بعد أن أخبر المقدم بأنه لا يستطيع الاستمرار في البرنامج بالقول: "الصامتون بينما يسقط شرف أمة محمد إلى الأرض في حلب سيُسألون عند الله عنه، كما سيُسأل رجال الدولة أيضاً عن ما فعلوه من أجلها".
أسوأ أزمة
يُشار إلى أن حلب تعيش هذه الأيام أسوأ فترات أزمتها، حيث سجلت تقارير للأمم المتحدة قيام عناصر للنظام بالقتل الفوري لعشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد الدخول إلى المدينة، حيث اقترب من حسم المعركة ضد قوات المعارضة لصالحه والسيطرة بشكل كامل عليها.
ويبدأ خلال ساعات إجلاء مقاتلي الفصائل المعارضة والمدنيين من شرق حلب بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، كما بدأ مجلس الأمن الدولي بناء على طلب فرنسا اجتماعاً طارئاً لبحث الوضع هناك.
وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية لإجلاء المقاتلين المعارضين.
التنفيذ
وقال في هذا الإطار "تفيد آخر المعلومات التي وصلتني، أنه تم التوصل إلى اتفاق على الأرض يقضي بمغادرة المقاتلين المدينة" موضحاً أن عملية الإجلاء قد تتم "خلال الساعات القليلة المقبلة".
وقال ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي لوكالة الصحافة الفرنسية"تم التوصل إلى اتفاق لإجلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة في شرق حلب".
وتعد حركة نور الدين الزنكي من أبرز الفصائل السورية المعارضة في مدينة حلب.
وبحسب اليوسف، فإن التوصل للاتفاق "جرى برعاية روسية تركية، على أن يبدأ تطبيقه خلال ساعات".
ويتضمن الاتفاق وفق اليوسف "إجلاء المدنيين والجرحى خلال الدفعة الأولى بعد ساعات، ومن بعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف"، كما ينص على أن "المغادرين سيختارون وجهتهم بين ريف حلب الغربي أو باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب)".