رُكبتا زوجة رمسيس الثاني تظهران.. كيف استنتج العلماء أنهما لامرأة جميلة ذات شأن رفيع بعد 30 قرناً؟، صورة

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/03 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/03 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش

عُثِر على زوجٍ من الرُكَب المُحنَّطة في وادي الملكات في مصر، تعودان على الأرجح إلى الملكة نفرتاري، زوجة الفرعون رمسيس الثاني، بحسب ما يقول علماء الآثار.

كانت نفرتاري، التي يُعتقَد أنَّها توفيت حوالي عام 1250 ق.م، الزوجةَ المفضَّلة لرمسيس الأكبر، واشتهرت آنذاك بجمالها، وفق ما جاء في صحيفة الغارديان.

وقالت جوان فليتشر، الأستاذة بجامعة يورك، والمؤلفة المشاركة في البحث المنشور في مجلة PlosOne "كان دورها الأساسي هو أن يكون حضورها شكلياً، بينما يستعرض رمسيس عضلاته الفرعونية في الفعاليات العامة، وكانت تقف هناك مثل الزينة للناظرين. ولكنها في الحقيقة كانت امرأةً أخَّاذة، وأعتقد أنَّها كانت تمارس نفوذاً وراء العرش إلى حدٍّ ما".

اكتُشِفت مقبرة نفرتاري الفخمة عام 1904، كانت جدرانها مغطاة برسومات جميلة، رغم أنَّ المقبرة نفسها كانت قد سُرِقت قبل زمنٍ طويل، ولكن لم يكُن واضحاً ما إذا كانت الساقان المحنَّطتان المفتَّتتان المكتشفتان وسط المحتويات الباقية تخصَّان الملكة بالفعل.

وقالت فليتشر "يوجد تاريخ طويل للغاية في ذلك الجزء من مصر، في أنحاء وادي الملكات، ووادي الملوك، ومقابر النبلاء. كانت العديد من مواقع الدفن تُستخدَم أكثر من مرة، لذا أُعيد استخدام الكثير من المقابر في أوقاتٍ لاحقة. توجد كذلك آثار كل الفيضانات التي كانت عارضة، ولكنَّها كانت أيضاً هائلة وسريعة، التي كان يمكن خلالها انتقال كل المواد الممكنة إلى داخل المقابر، لذا فرغم العثور على أشياء مختلفة في إحدى المقابر، فإنَّ ذلك لا يعني بالضرورة أنَّ البقايا البشرية التي نجدها تعود إلى نفس الفرد المرسوم داخل المقبرة وعلى جدرانها".

الفحص تم في إيطاليا

وفي محاولةٍ لحلِّ هذه المسألة، أجرت فليتشر وفريقٌ دولي من الباحثين مجموعةً من الاختبارات على تلك البقايا -المحفوظة الآن في المتحف المصري في تورينو في إيطاليا- بما فيها التأريخ بالكربون المشعّ، والأشعة السينية للساقين، ومقارنة الركبتين بعينات قديمة وحديثة، وفحص كيمياء مواد التحنيط.

وتابعت فليتشر: "بعد دراستي هذه المرأة، وتفحُّصي العديد من صور وجهها الجميل، أعتقد بوجود حسٍّ من سخرية القدر العظيمة، في أنَّ هذا هو كل ما لدينا. لقد اختُزِلت في ركبتين. ولكن لأنَّنا لا نستسلم، فالأمر يجعلنا نقول إنَّ لدينا الركبتين، حسناً، لنفعل ما يمكننا فعله بهما".

كيف عُرف أنها كانت لها مكانة اجتماعية مرموقة

تكشف النتائج عن أنَّ البقايا تعود لامرأةٍ عمرها على الأرجح بين 40 و50 عاماً، وتبدو وكأنَّ لها مكانة اجتماعية مرموقة. أضافت فليتشر أنَّ "الخبرة التي وضعت في عملية التحنيط -حتى بمجرد النظر إلى الساقين- والعناية والانتباه واللف والمواد المستخدَمة، تشير كل هذه بقوةٍ إلى شخصٍ ذي مكانة كبيرة للغاية".

يقول الباحثون إنَّ الأدلة، إلى جانب كيمياء مواد التحنيط، وتحليل الأغراض المتنوعة التي عُثِر عليها في المقبرة، تشير إلى أنَّ الركبتين تخصَّان نفرتاري بالتأكيد.

ولكنَّ الاستنتاج لم يذهل الجميع. فكما يشير كريستوفر آير، أستاذ علم المصريات في جامعة ليفربول، فإنَّه لا يمكن التقاط أي معلومات من تحليل الحمض النووي القديم الذي أجراه الفريق، وقد تكون المقارنات مع رُكَبٍ أخرى إشكاليةً، وعلى أي حال فقد افترض الكثيرون أنَّ الركبتين تخصَّان نفرتاري.

ولكنَّه قال إنَّ "هذا تحليل علمي مثير جداً للاهتمام، ولكنَّه لا يضيف شيئاً في النهاية إلى الافتراضات التي افترضناها قبل أن نبدأ في التحليل".

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد