قبيلة بأكملها انقطعت أخبارها عن العالم.. صور جديدة لمُجتمع الموكسيهاتيتيما الذي فضّل الاختفاء بدل الاستسلام

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/18 الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/18 الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش

سلَّطت صور جوية جديدة لقبيلة برازيلية مُنقطعة عن العالم الضوء على أهمية حماية أراضيها من التهديد المتزايد الذي تشكله أعمال التعدين غير المشروعة بالمنطقة، وفقاً لنشطاء حقوقيين من السكان الأصليين.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية؛ قد التُقِطت الصور -التي بيّنت أفراد القبيلة داخل ساحة دائرية تُعرف باسم مالوكا- بمنطقة يانومامي بالقرب من حدود البلاد مع فنزويلا، وتعد الأوضح لمُجتمع الموكسيهاتيتيما الذي يبدو صحياً وآخذاً في النمو، والذي لم يُر منذ أكثر من عام.

فقد كانت تلك القبيلة –وهي واحدة من 3 مجموعات في يانومامي رُصِدوا عن بعد قطع الطريق أمام الغرباء- مصدرَ قلقٍ بعدما فُقِد سكانها بالتزامن مع الغارات المتكررة لعمال المناجم غير الشرعيين الذين يُعرفون باسم "غاريمبيرو".

ولكن العثور على أبناء القبيلة على قيد الحياة لايزال مشوباً بالمخاوف؛ إذ أنهم تحرّكوا مُقتربين من العاملين بالمناجم، التي تجلب الأمراض وتلوّث مصادر المياه بالزئبق، وغالباً ما يحمل العاملين غير الشرعيين فيها البنادق.

وقد وقعت اشتباكات عديدة في الماضي بين الطرفين، كان أسوأها مجزرة هاكسيمو عام 1993، والتي ذبح فيها المُنقِّبون عن الذهب 16 شخصاً من سكان منطقة يانومامي، وحرقوا منازلهم بالكامل.

وتلك الصور الصادرة مُؤخراً؛ كانت قد التُقِطت في سبتمبر/أيلول، خلال مُراقبة جوية لمخيمات عمال المناجم غير الشرعيين، كخطوة أولية لعملية الجيش والشرطة الأساسية القائمة لطرد أكثر من 5000 شخص من عمال المناجم غير الشرعيين بأراضي يانومامي.

وقالت فيونا واتسون من مؤسسة Survival International إن الأخبار الجيدة التي تُنبئ بها تلك الصور هي أن قبيلة موكسيهاتيتيما صار لديها كوخان من القش أكثر مما كان لديها في الماضي، وهو ما يُرجّح أن القبيلة قد نَمَت بواقع عائلتين، منذ انتقالها.

ولكن الخبر السيئ هو أن حماية السلطات لها آخذة في التضاؤل نتيجة لتخفيض الميزانية؛ فقد تضررت المؤسسة الهندية الوطنية التي تُعرف باسم "فوناي"، وهي المسؤولة عن أراضي السكان الأصليين، على نحو أكثر صعوبة من مناطق أُخرى تابعة للحكومة، نظراً لتدابير التقشّف التي أدخلها الرئيس البرازيلي، ميشيل تامر.

فقالت فيونا إن "فوناي قد أغلقت مقرّها بهذه المنطقة العام الماضي، تاركين الموكسيهاتيتيما يواجهون مصيرهم"، وأضافت "نحن نطالب بزيادة التمويل من أجل قسم المناطق المعزولة عن العالم والهنود المُتصلين بالعالم مُؤخراً بمؤسسة فوناي، أواستدامته على الأقل".

وقد نالت تلك الأراضي التي يقطنها السكان الأصليون أهمية دولية متزايدة، بعد الدراسات التي تبيّن الفعالية الكبيرة لها، والتي من شأنها تقليل انبعاثات الكربون الناجمة عن إزالة الغابات.
ومع ذلك؛ فإن هناك مخاوف من أن البرازيل تسير في الاتجاه المُعاكس، نتيجة للركود الاقتصادي وجهازها التشريعي المناهض لحقوق السكان الأصليين، حيث تضاءلت ميزانية فوناي بنسبة 37.7% هذا العام، ويناقش المجلس التشريعي للبلاد في الوقت الراهن تخفيضاً إضافياً لميزانية المؤسسة بحلول 2017، لتبلغ آنذاك 110 مليون ريال برازيلي (ما يعادل 32 مليون دولار أميركي)، وهو أدنى مُستوى نالته المؤسسة في السنوات العشر الماضية.

ويخشى سكان منطقة يانومامي التخلّي عنهم على هذا النحو؛ فبدون دعم ثابت، هناك خطر كبير بعودة عمال التنقيب غير الشرعيين.

ودعا رئيس اتحاد منطقة يانومامي "هوتوكارا"، دافي كوبيناوا يانومامي، إلى إدراك الخطر الذي يمثله عمال المناجم غير الشرعيين.

فقال في حديثه للغارديان "أنا لا أعتقد أن الرئيس يُدرك الخطر الذي نواجهه، فالموكسيهاتيتيما في خطر بالغ، ولكن ذلك لا يشملهم وحدهم، بل يشمل جميع شعب يانومامي في المنطقة، فهناك المزيد من الغاريمبيرو كل عام، وهم لا يحترمون أراضينا. يتحتم على الحكومة فعل المزيد لمنعهم من غزو أرضنا".

­هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد