بدأت مكسيكو سيتي أول يوم لها في مهرجان الموتى، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول 2016، مع وجود عوامات ودمى ضخمة على شكل هياكل عظمية وأكثر من 1000 ممثل وراقص ولاعب بهلوان يرتدون الأزياء.
إلا أن هذا المشهد المثير للإعجاب لم يكن أبداً جزءاً من احتفالات يوم الموتى التقليدية، بل كان من مخيلة كاتب سيناريو فيلم جيمس بوند الذي عُرض العام الماضي: Spectre.
في الفيلم الذي صُورت مشاهده الافتتاحية في مكسيكو سيتي، يُطارد بوند أحد الأشرار خلال حشد من المحتفلينـ، وفق ماجاء في الغارديان.
قال لوردس بيرو، الرئيس التنفيذي لمجلس السياحة في المكسيك، إنه كان من المتوقع حضور 135 ألف شخص إلى المهرجان.
تغير الأفلام ومسلسلات الزومبي وأعياد الهالوين وحتى السياسة من احتفالات مهرجان الموتى في المسكيك بشكل سريع، وكانت هذه الاحتفالات تتكون عادة من تجمعات عائلية هادئة عند قبور الأحباء، يرافقها تشغيل الموسيقى وإحضار الشراب والمحادثات.
يقول بيرو: "عندما عُرض فيلم Spectre على الشاشة الكبيرة وشاهده الملايين في 67 بلداً، بدأ هذا في خلق توقعات بأنه سيكون لدينا شيء ما".
وأضاف: "علمنا أنه سيولد رغبة هنا عند المكسيكيين وعند السياح في الحضور والمشاركة في احتفال ومهرجان كبير".
حتى أن السلطات في مكسيكو سيتي وعدت بوجود بعض الدعائم المُستخدمة في الفيلم في المهرجان. ودعاها مجلس الحكومة الراعي لهذه المسيرة جزءاً من "حملة جديدة متعددة الأوجه لجلب السياح إلى المكسيك خلال عطلة مهرجان الموتى".
ويرى البعض تغييراً جوهرياً في العطلة المكسيكية التقليدية. تقول جوانا انجيل، أستاذة الفنون والتواصل في الجامعة الإيبيرية الأميركية، إن التأثيرات تتدفق في الاتجاهين الشمالي والجنوبي.
وأشارت إلى أن احتفالات الهالوين الأميركية تشمل الآن أزياء "الجماجم" التنكرية المستوحاة من المكسيك، وأشخاصاً يرتدون زي "كارتينا Catrinas" التنكري على غرار القرن الـ 19 والمُصمم على شكل هيكل عظمي وقبعة كبيرة.
وتضيف أنجيل: "أظن أنه كان هناك تغيير بسبب تأثير هوليوود. الواردات الأجنبية هي أكثر ما يؤثر على معظم الطرق التي نحتفل بها بمهرجان الموتى هنا".
تقليدياً، يقوم المكسيكيون في عطلة الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، بتجهيز المذابح بصور الموتى وأطباق من أطعمتهم المفضلة في منازلهم، ويجتمعون عند قبور أحبائهم للشرب والغناء والتحدث مع الموتى.
وفي بعض المدن، تترك العائلات أثراً من بتلات ماريغولد البرتقالية في مداخل منازلهم حتى تستطيع الأرواح العثور على طريقها للمنزل. كما تشعل بعض العائلات النيران ويجلسون حولها يدفئون أنفسهم بأكواب من شراب الفاكهة المغلية لتخفيف برد الخريف.
وتقوم العديد من المدن بإقامة مذابح ضخمة للموتى وينثرون عليها الزهور ويعقدون المناسبات العامة مثل المسيرات وفعاليات الدراجات وعروض الأزياء التي يرتدي فيها الناس أزياء "كاترينا" التنكرية.
ويؤكد البعض أن هذه التغييرات لا تتعارض مع جذور العطلة التي يقولون إنها سوف تستمر. وقال معظم المشاركين في "مسيرة زومبي" الحديثة، حيث سار المئات عبر مكسيكو سيتي مرتدين أزياء تنكرية على شكل جثث قبل أسبوع واحد من مهرجان يوم الموتى، إن المسيرة كانت جيدة وممتعة ونظيفة.
يقول جيسوس رودريجيز، أحد المنظمين، وهو يلوح بذراع بلاستيكة كان "يلتهمها": "نحن لا نحارب تقاليدنا الثقافية. بل على العكس، إذا خلعت صورة الزومبي ستجد هياكل عظمية وكاترينا".
ليس عرض المكسيك التقليدي للموتى متوحشاً أو مخيفاً، يُنظر إلى الموتى باعتبارهم "الأعزاء الراحلين" والأشخاص الذين سيبقون على مقربة حتى بعد الموت. هل يمكن للتأثيرات الخارجية أن تهدد ذلك؟
وتقول أنجيل: "لا أعتقد أن هذا سيتغير. أعتقد أن المكسيك ستحتفظ بحسّ تذكر الموتى بالقرب وليس الخوف". وتابعت: "أي فرصة لمهرجان هي موضع ترحيب وبأي تأثيرات من الداخل أو الخارج، وبأي مزيج محتمل".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.