اطمئن فلن تتحطم الطائرة.. المطبات الجوية ليست مخيفة كما تعتقد

عندما تمر باضطراب جوي ستشعر أن الطائرة قد تسقط في أية لحظة، ولكنه في الحقيقة ليس بهذه الخطورة على الإطلاق، وإن علمت الحقيقة العلمية وراء تلك الارتجاجات الجوية سيمكنك الاسترخاء في رحلتك القادمة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/20 الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/20 الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش

إن صعدت على متن طائرة من قبل فعلى الأرجح ستكون قد صادفت المطبات الجوية، وهي اضطرابات أو اهتزازات مفاجئة للطائرة تظل خلاله تتحرك للأعلى وللأسفل في سلسلة من الجيوب الهوائية.

عندما تمر باضطراب جوي ستشعر أن الطائرة قد تسقط في أية لحظة، ولكنه في الحقيقة ليس بهذه الخطورة على الإطلاق، وإن علمت الحقيقة العلمية وراء تلك الارتجاجات الجوية سيمكنك الاسترخاء في رحلتك القادمة.

قد تحدث الاضطرابات الجوية لعدة أسباب، فربما بسبب التغيرات في الضغط الجوي أو التيارات النفاثة أو الدوامات الهوائية حول الجبال أو الجبهات الهوائية الباردة والدافئة أو العواصف الرعدية أو قد تحدث في خضم السحب الرعدية أو عندما تبدو السماء صافية.

لكن لنكن واضحين، يمكن للاضطرابات الجوية أن تصبح عنيفة وقد تسبب الإصابات خصوصاً عندما لا تتبع إرشادات علامة حزام الأمان، لكن فرص تلك الاضطرابات في إسقاط طائرة ركاب حديثة من السماء تكاد معدومة.

أولاً: بعيداً عما تشاهده في المقصورة، إن الاضطرابات الجوية ليس لها تأثير كبير في الطائرة مثلما تظن.

كتب باتريك سميث، قائد طائرة ومؤلف، في موقع الطيران الإلكتروني اسأل الطيار، "إن الارتفاع ودرجة الانعطاف والميل يتغيرون بنسبة صغيرة جداً خلال الاضطرابات الجوية، فنحن نرى مجرد رعشة في مقياس الارتفاع بغرفة القيادة، قد تكون تلك الظروف مزعجة وغير مريحة لكن هذا لا يعني أن الطائرة ستتحطم".

ثانياً: لقد صُنعت الطائرات خصيصاً لتحمل أشد الاضطرابات، وتم تدريب الطيارين للتعامل معها.

قد لا تلاحظ هذا كراكب، لكن الطيارون عادة يبطئون سرعة الطائرة قليلاً وقد يضبطون الارتفاع لتجنب الاضطرابات الجوية، فهم فقط يتفادونها في أغلب الأوقات.

وفي الوقت نفسه تمر الطائرات التجارية باختبارات متطرفة أكبر من أي شيء قد تواجه في الهواء (حوالي ضغط أكبر بمرة ونصف)، ومن المحتمل أن تكون أجنحة الطائرة القادمة التي ستستقلها قادرة على الالتواء بدرجة تصل إلى 90 درجة.

خلال الاضطرابات العنيفة، قد ينسكب شرابك عليك، ولكن بقدر القلق على سلامة الطائرة ليس هناك حاجة للذعر.

أعلنت إدارة الطيران الفيدرالي الأميركي (FFA) أنه في السنوات الخمس الماضية كان هناك أقل من خمسين إصابة تحدث سنوياً بسبب الاضطرابات الجوية، ومعظمها كان لطاقم الطائرة الذين لم يكن لديهم فرصة في الجلوس وربط الحزام، وهذا ليس سيئاً عندما يصل عدد الركاب إلى حوالي 800 مليون شخص بأميركا كل سنة.

يقول تود لين، عالم الغلاف الجوي في جامعة ملبورن بأستراليا، "إن الإصابات التي تحدث بسبب الاضطرابات الجوية نادرة للغاية، وعندما تحدث تكون عادة بسبب عدم ربط الناس لحزام الأمان أو بسبب أنهم يتجولون في أنحاء المقصورة".

"إن أشياء مثل هذه تخلق تصور بأن الطيران غير آمن، لكنه آمنا جداً، فقيادة سيارتك إلى المطار تُعد أكثر خطورة من الطيران نفسه".

والخبر السار هو أن أنظمة الطائرة تتحسن طوال الوقت في اكتشاف التغيرات في الضغط الجوي، لكن الخبر الأقل تشجيعاً هو الاعتقاد أن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الهواء ستتسبب في حدوث المزيد من حوادث الاضطرابات الهوائية.

لذا من الأساسي، إن كنت ترغب في تجنب الحصول على جرح في رأسك بسبب الاضطرابات الهوائية فعليك أن تربط حزام الأمان دائماً بينما أنت جالساً، وحاول أن تجلس بجانب أجنحة الطائرة إن أمكنك هذا، حيث ستكون أقرب لمركز رفع وجاذبية الطائرة مما سيقلل الشعور بالاضطرابات قدر الإمكان.

– هذا الموضوع مترجم عن مجلة Science Alert الأسترالية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا