يستقر الآن جيريمي شولر – الطالب الذي يعد "الطفل المعجزة" درس منزلياً على أيدي أبويه مهندسي الطيران والفضاء – في جامعة كورنيل، ويجد الدروس "سهلة نوعاً ما حتى الآن".
عندما كان جيريمي شولر في الثانية من عمره كان يقرأ كتب باللغة الإنكليزية والكورية. وعند بلوغه السادسة، كان يدرس التفاضل والتكامل. الآن، في عمر يذهب فيه معظم الأطفال إلى المدرسة الإعدادية يدخل الطالب الفذ البالغ من العمر 12 عاماً سنته الأولى في جامعة كورنيل، ليصبح أصغر طالب يحقق هذا الإنجاز في رابطة مدارس ايفي ليج على الإطلاق.
قال لانس كولينز، عميد كلية الهندسة بجامعة كورنيل: "من الصعب استقراء المستقبل، ولكن إذا نظرتم الى مساره، وبقي هو على نفس الحال، ففي يوم من الأيام سيحل بعض المسائل التي ليس لدينا حتى تصور عنها". ثم أضاف: "هذا أمر مثير للغاية".
"درس على يد والديه"
جيريمي طفل درس في المنزل على أيدي أبويه مهندسي الطيران والفضاء اللذين كانا يعيشان في جراند براري بتكساس عندما تقدم جيريمي بطلب إلى كورنيل. حين أظهر جيرمي مستوى مرتفعاً في اختبار SAT، وهو اختبار تحديد مستوى متقدم في الرياضيات والعلوم في سن 10 كان مستعداً ذهنياً للذهاب للكلية، وقال كولينز إن ما أتم الموضوع هو عزم والديه الانتقال إلى إيثاكا. والد جيريمي – أندي شولر – نقل عمله من شركة لوكهيد مارتن بتكساس إلى موقعها في شمال ولاية نيويورك.
قال كولينز: "أردت أن أتأكد من أنه يحظى ببيئة آمنة ولطيفة خلال نشأته".
مع قصة شعره الدائرية وضحكاته السعيدة المتكررة، من الواضح أن جيريمي لا يزال طفلاً على الرغم من ذكائه المتقدم. متأرجحاً في مقعده بينما والديه – اللذان يدعوهما مامي ودادي – يرويان سنواته الأولى خلال مقابلة في كلية الهندسة حيث يعمل جده كبروفيسور، حصل والده على درجة الدكتوراه وجيريمي الآن طالب في المرحلة الجامعية.
قالت هاري شولر، الحاصلة على دكتوراه في هندسة الطيران ولكنها علقت حياتها المهنية لتُعلم جيرمي في المنزل: "منذ البداية، كان متقدماً جسدياً وقوياً جداً". ركز اهتمامه على الحروف والأرقام في عمر 3 أشهر، وعرف الأبجدية في عمر 15 شهراً، وكان يقرأ الكتب وحده في عمر 21 شهراً باللغة الإنكليزية والكورية، وهي لغة والدته الأصلية.
عندما كان في الخامسة قرأ "مملكة الخواتم"، و"رحلة خلال العبقرية: النظريات الكُبرى في الرياضيات" وحده. فكان من العبث تسجيله في رياض الأطفال.
"كان يفزع من الأطفال"
قالت والدته: "كنا قلقين على تنشئته الاجتماعية مع الأطفال الآخرين". وتابعت: "في الملعب، كان يفزع من الأطفال الآخرين الذين يركضون ويصرخون. ولكن عندما أخذناه إلى حلقة مدرسة الرياضيات ومخيم الرياضيات، كان اجتماعياً جداً. كان يحتاج لشخص له نفس الاهتمامات".
أومأ جيريمي بشدة موافقاً على ذلك، قائلاً إن أصدقاءه المقربين هم من مجموعات نقاش الرياضيات. وقال: "أحد أصدقائي بحلقة الرياضيات كتب فعلاً كتاب ماين كرافت، لعبةٌ للمبتدئين"، مضيفاً أن ألعاب الكمبيوتر هى إحدى تسلياته المفضلة، جنباً إلى جنب مع قراءة كتب الخيال العلمي.
قال إنه يستقر في الحياة الجامعية.
وأضاف: "كنت عصبياً في البداية، لكني الآن متحمسٌ بشدة أكثر من كوني عصبياً"، مؤكداً أنه تعرف الآن على بعض الأصدقاء. "كما قالت مامي، كان جميع الأطفال في مخيم الرياضيات أكبر مني، لذا أنا معتاد على مصاحبة أصدقاء أكبار مني. طالما أنهم يحبون الرياضيات".
وقال إنه يستمتع بحصصه، خصوصاً المناقشات النظرية. "الحصص سهلة نوعاً ما حتى الآن، لكنني أعرف أنها ستكون أكثر صعوبة في وقت قريب جداً".
هناك شيء مهم يجب أن نأخذه بعين الأعتبار وفقاً للآخرين من ذوي الخبرة في دخول الكلية في وقت مبكر. جو بيتس، مؤسس الحاسبات المفردة في نيوتن، ماساتشوستس، وأحد كبار الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، دخل جامعة جونز هوبكنز عندما كان بعمر 13 عاماً. والآن وهو بعمر 60 يقول بيتس إن الكلية كانت بمثابة تحرير له بعد التعليم التقليدي الذي دائماً ما كان يشعر بالملل منه.
وأضاف بيتس: "كانت تلك في الواقع هى أول مرة ممتعة ومثيرة للاهتمام لأكون في المدرسة". على الصعيد الاجتماعي، كان يشعر بأنه في المنزل أكثر مع زملائه كثيري الدراسة مما كان يشعر به مع طلاب الإعدادية.
تابع بيتس: "إذا كان لي أن أعطي جيريمي أي نصيحة، ستكون أن الأمر يمكن أن يكون صعباً، وأنك لا يجب أن تفترض أنه يمكنك تولي كل شيء"، مستعيداً كم الضغط الذي عانى منه أثناء دراسة الدكتوراه في كلية الهندسة بجامعة كورنيل.
"يجب عليك حقاً إبقاء والديك ومستشاريك على اطلاع على كل شيء، واطلب منهم الحصول على المساعدة. لن يكون الأمر مثلما كان من قبل، عندما كان بإمكانك تدبر كل شيء".
أما بالنسبة للمستقبل فيخطط جيريمي للاستمرار في التعلم فقط، حيث قال: "أريد أن تكون لدي مهنة في أكاديمية".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.