بعد أيام من قرار عمدة مدينة كان الفرنسية منع لباس السباحة المحتشم المعروف بالبوركيني، توالت ردود الفعل خاصة من الجالية المسلمة في فرنسا، معتبرين أن ذلك يعد مخالفاً لقيم الديمقراطية التي تتغنى بها فرنسا والقائمة بالأساس على الحرية.
لكنْ هناك أمور أخرى قد تدفعك إلى ارتداء البوركيني كما تراها الصحفية ريمونا علي في مقال لها في صحيفة "الغارديان" البريطانية.
فالكاتبة ترى 5 أسباب أخرى تدفعك لارتداء زيّ السباحة المحتشم، غير مضايقة الفرنسيين بحسب ما قالت.
وإلى نص المقال
يا للمرح.. لقد حان ذلك الوقت مرة أخرى، أيها الناس! البوركيني يثير الغضب، حتى أننا نسينا عدد المرات السابقة التي حدث فيها مثل هذا الأمر، أما عن أحدث مغامراتنا في الجدل حول ملابس السباحة فهي تأتي من – ولن تستطيعون التصديق – الفرنسيين.
فقد أطلق عمدة كان زناد الحظر للتضييق على حق البعض للسباحة على شواطئ الريفيرا الفرنسية وهُم يرتدون البوركيني الذي يغطي جسدهم كاملاً. وتقول القوانين: "في الوقت الذي أصبحت فيه فرنسا وأماكن العبادة فيها من أهداف الهجمات الإرهابية، فإن ملابس السباحة التي تمثّل بصورة واضحة الانتماء الديني لمرتديها، يزيد من إمكانية خلق الإزعاج والخلل بالنظام العام". ولكنني حقاً لا أظن أن هذا الأمر تبادر إلى ذهن نايجلا لاوسون من قبل.
لا شيء يدعو لإطلاق قول "فقدان المنطق" بالنسبة إليّ أكثر من تشويه صورة زيّ السباحة الكامل الذي يغطي الجسد. هل أصبح الآن زي السباحة الكامل أكثر عدوانية وإزعاجاً من رؤية متسكع في منتصف العمر يمشي مُنهاراً من السُكر؟ هل يرهبك حقاً أيها الرجل الذي يدعي المرونة إلى حد إصابتك بالانهيار جراء الأمر؟
لا. هكذا يقولون، لابد أن نمنع البُرقع. امنعوا ارتداء البوركيني! امنعوا ارتداء البكيني! لا! انتظروا، لا تمنعوا ارتداء ذلك الأخير. فلا بأس به لأنه ليس له صلة بأي من المعتقدات الدينية أو السياسية. أو هذا هو الظاهِر علناً. ولكن دعونا لا ننسى ما حدث قبل ذلك في الخمسينات، عندما لم يَكُن مُرحباً بالبكيني الصغير جداً ذاك، في المجتمعات الأوسع: بالإضافة إلى استنكار الكنيسة الكاثوليكية له، وتم حظر ارتدائه أيضاً في كل من إسبانيا، والبرتغال، وأستراليا، وإيطاليا، والعديد من ولايات أميركا. حتى أنه كان محظوراً في مسابقات ملكة الجمال، بعد أن ارتدت إحدى المتنافسات على لقب ملكة جمال العالم، ذلك اللباس الفاضح المُكوّن من قطعتين.
كثيراً ما يتحدث الساسة عن التكامل والاندماج، ثم سرعان ما ينطلقون إلى تهميش السيدات. أولئك اللاتي يقولون عنهن إنهن يتعرضن للاضطهاد والاستبعاد من المجتمع. وتلك الازدواجية في الحديث أصبحت مزعجة للغاية. حتى أن هناك بعض الحملات على الأحداث الخاصة: فعلى سبيل المثال، أطلق العمدة المحلي لبلدة بين ميرابو، القريبة من مرسيليا، دعوة لمنع إقامة حفل على المسبح استضافته إحدى السيدات المسلمات في إحدى الحدائق المائية. وبعد أقل من أسبوع بعد التخطيط لهذا الحدث، بدأ المنظمون في تلقي تهديدات بالقتل، ما جعلهم يلغونه.
ولذا، دفاعاً عن البوركيني، إليكم 5 أسباب لتحدي الحماقات وتجربة إحداهن:
1. إطلاق جنون وسائل الإعلام
في المرة القادمة التي تأتيك فيها الرغبة للنرول إلى المسبح، تذكر أن البوركيني سيضمن لك الشهرة عبر تويتر. فلم لا تستغل هذا الأمر لتحويل انتباه الناس عن الأشياء التي تهم حقاً؟ فيبدو أن ظهور بنوك الطعام، ونقص الأطباء وانتهاكات حقوق الإنسان ليست بالأهمية الكافية لدى الرأي العام ولا تجعلهم منزعجين للدرجة الكافية.2. توفير شراء كريم واقي الشمس وإزالة الشعر
قد يكون البوركيني هو الإجابة المطلوبة لمساعدتك على توفير المال الذي تنفقه لشراء كريم واقي الشمس، بالإضافة إلى توفير الذهاب إلى تلك الرحلات المؤلمة الضرورية إلى مركز التجميل. وسوف تتلاشى كل المخاوف تجاه الاصابة بسرطان الجلد والتشبُّه بالمرأة التي تسكن الكهوف، وستبدأ بدلاً من ذلك في التفكير في كيفية إنفاق مدخراتك. وربما تكون الذهاب إلى نزهة على شاطئ الريفيرا بكان فكرة جيدة. ولكن عليك الانتباه لكي لا تبدو وكأنك تمثّل تهديداً للعامة عندما تبدأ في تناول سندويتش المربى الي أحضرته معك.3. التنويع في حريات المرأة
لا تقبل أن يتم الدفع بك خارج النقاش مِن قِبَل أولئك الذين يدعون إلى تحرر المرأة، بينما يقولون لكِ الآن لا يمكن مساواتك بالنساء إن كنتِ مُغطاة بالكامل. النساء تركيبة جميلة للنصف الآخر من الجنس البشري، وهي تركيبة مُعقدة، ومتنوعة تنوعاً واسعاً للغاية. وعلى الرغم من أنه قد يبدو صادماً للبعض حقيقة أن زيّ السباحة ليس على رأس قائمة أولويات المرأة، ولكن لا يجب الحد من حرية المرأة في ذلك الأمر، ولا يجب إسكاتها أو التفضُّل عليها أو دفعها إلى خارج الحياة العامة – وعلى الأقل خارج جميع بنود حقوق المرأة – فقط بسبب ختيارها لارتداء زي السباحة الذي يغطي جسدها بالكامل، أوذلك المكون من قطعتين.4. تسليط الأضواء على السخافات
من كان يظن أن تلك الزيارة القصيرة إلى قسم ملابس السباحة في متجر ماركس وسبنسر ستصل بنا في النهاية إلى عملية شراء إرهابية؟ قال تيري ميجول رئيس الخدمات البلدية في مدينة كان: "نحن لا نتحدث هنا عن حظر ارتداء الملابس التي تمثل الاتجاهات الدينية على الشاطئ. ولكننا نعني تلك الملابس المُبالَغ فيها التي تدل على الولاء للتحركات الإرهابية التي تعتبر في حالة حرب معنا".ويبدو أن ميجول يعتقد أن النساء المسلمات اللاتي يقضين إجازتهن في التسوق كل ما يشغل بالهن هو "هل تبدو القنبلة التي أحملها كبيرة في هذا الرداء؟"، ولكن لا داعي للقلق، فالأشياء الوحيدة التي تبدو قبيحة للغاية هنا، وبوضوح شديد، هي الكراهية العلنية والنفاق.
5. الاحتفال بالحرية
على الرغم من أن البعض قد يصيبه الضيق من أجل تقييد حرية الملبس، إلا أن الجميع لابد أن يحتفل بالمعنى الحقيقي للديمقراطية عن طريق شراء أحد الخيارات العديدة الموجودة في قسم ملابس السباحة، وتذكير العمدة بأن المساواة، تعني التنوع أيضاً. وأن القضاء علينا وسلب حياتنا، سيكون أسهل بكثير من منع ارتداء البوركيني.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.