سيارة ذاتية القيادة تنقذ شاباً من الموت.. أوصلته للمستشفى رغم الزحام

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/09 الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/09 الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش

ربما لا يمكن القول بدقة إن سيارة جوشوا نيلي، بخاصية القيادة الآلية من طراز تيسلا "موديل إكس"، أنقذت حياته عندما بدأ في الشعور بآلام شديدة في الصدر؛ ولكنها في المقابل ساعدته على بلوغ معظم طريق المستشفى.

تقول صحيفة الغارديان البريطانية إن جوشوا البالغ من العمر 37 عاماً كان يقود سيارته الإلكترونية من مكتبه للمحاماة بمدينة سبرينغفيلد في ولاية ميسوري الأميركية، عندما غاب الهواء عن رئتيه وشعر بألم مفاجئ في صدره – إثر انسدد شريان في رئتيه. وبينما كان يشعر بآلامه ولايزال هناك زحام، سمح جوشوا لسيارته ذاتية القيادة المثيرة للجدل، أن تذهب به في الطريق إلى المُستشفى.

"لقد كان ذلك أشد ألم مُبرح سبق لي أن شعرت به"، هكذا قال صاحب السيارة في حديث لاحق لمحطة KY3 news المحلية، وأضاف: "زوجتي كندة هي من كانت في حالة ذعر، لقد اتصلت بها وفقط قلت إن هناك شيء ما ليس على ما يرام، وفقط عرفت أنني عليّ الوصول إلى هناك، إلى المُستشفى".

ويتطلب عمل سيارة تيسلا ذاتية القيادة أن يقوم القائد بلمس عجلة القيادة كل بضع دقائق، وكان جوشوا قادراً على إبقاء ذلك ممكناً طوال 20 ميلاً بالطريق السريع، وقال إنه في لحظة الأزمة، أخذ في اعتباره احتمال التوقف من أجل سيارة إسعاف، ولكنه قررأن يثق بالبرنامج، خوفاً من أنه قد يصطدم بسيارة أخرى إن كانت سيارته بالكامل قيد تحكمه، فبرنامج عمل سيارة تيسلا قد صمم للتحكم بالسيارات من أجل الوقوف على جانب الطريق إن لم يستجيب القائد بلمس عجلة القيادة.
وأضاف جوشوا: "إذا حدث شيء مثل هذا بأن أغيب عن الوعي أثناء القيادة، فلن أتجاوز الطريق السريع إذاً واصطدم بشخص آخر أو بأحد الجدران الصخرية الكبيرة للطريق".

وفي نهاية المطاف كان جوشوا على مقربة من المستشفى، واستجمع قواه وقام بالقيادة خارج الطريق السريع وواصل الطريق إلى المُستشفى، ومنذ ذلك الحين بدأ في التعافي ومواصلة علاجه.

ورفض جواشوا أن يجري مقابلة عندما تم التواصل معه من قِبل "الغارديان"، حيث قال: "أنا لست طفلاً يطغى عليه جذب الاهتمام"، كما لم يرد على طلب التعليق.

وفي مايو/أيار، لقى رجل مصرعه أثناء قيادة سيارة تيسلا آلية القيادة أثناء مشاهدة لأسطوانة فيلم "هاري بوتر"، بحسب شهود عيان. ووفقاً لشركة تيسلا؛ فإن أجهزة الاستشعار بالسيارة أخفقت في الكشف عن شاحنة بيضاء اللون على 18 عجلة في مواجهة السماء الناصعة، وحاولت السيارة القيادة أسفل جرار المقطورة، بتأثير مؤخرة المقطورة على الزجاج الأمامي من السيارة "موديل إس".

وفي الأول من يوليو/تموز؛ ارتطمت سيارة آلية القيادة من طراز "موديل إكس" على طريق بينسلفانيا السريع بحافة الطريق، حيث تحركت في عدة ممرات ضيقة وانقلبت في نهاية المطاف، ووُجهت اتهامات لمُستخدم السيارة في وقت لاحق بالقيادة المتهورة، كما وقع حادث اصطدام ثالث لم يتسبب في وفيات لسيارة من طراز تيسلا بولاية مونتانا، في وقت سابق من هذا الشهر، وتقول الشركة إن البيانات ترجح أن أيدي السائق كانت بعيدة عن عجلة القيادة لمدة تزيد عن دقيقتين، وهي مخالفة لشروط استخدام السيارة آلية القيادة.

وأقر جواشوا بتلك التساؤلات قائلاً: "أنا لن أصبح مثالياً، ولا توجد تكنولوجيا مثالية، ولكني أعتقد أن ذلك الإجراء هو الأفضل والأكثر أمناً".
تثير حوادث التصادم التساؤلات بشأن سلامة عمل سيارات تيسلا ذاتية القيادة، كما أسفر حادث اصطدام ولاية فلورايدا المميت عن إجراء تحقيق فيدرالي، وأُشير إلى أن لجنة الأوراق المالية والبورصات قد فتحت من جانبها تحقيقا بشأن ما إذا كان على شركة تيسلا، التي أعلنت عن الحادث في تقرير صدر خلال يوليو/تموز، أن تتطرق إلى الحادث في تقرير سابق من تقاريرها الدورية.

ودافع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون موسك، عن سجل السلامة بشركته، وصرّح في أبريل/ نيسان أن نطام القيادة الآلية يعتبر "أكثر جودة بنحو مرّتين من القيادة بواسطة شخص"، وفي يوليو/تموز، رد على الانتقادات الموجة لنظام القيادة الآلية فإنه "إن تم استخدام النظام بطريقة صحيحة سيكون بالفعل أكثر أماناً من قيادة الأشخاص لسياراتهم بأنفسهم، وبالتالي سيكون من المُستهجن أخلاقياً أن يتم تأجيل إطلاقها ببساطة بسبب الصحافة السيئة أو بعض الحسابات بشأن المسؤولية القانونية".

وصرّح موسك أيضاً بأن إحصاءات حوادث المرور الوخيمة تشير إلى أن حادث شهر يوليو/تموز كان أول الحوادث المميتة التي عُرِفت أثناء القيادة لأكثر من 130 ميلاً، على النقيض من وفاه 1.25 مليون شخص حول العالم جراء حوادث السيارات كل عام.

ولا تُعتبر وظيفة القيادة الآلية مُستقل بالكامل، مثل نظيرتها الذاتية التي طُوٍرت من قِبل شركة جوجل وشركات أخرى، وتقول الشركة إن تلك التقنية باسم خاصية "بيتا" لا تزال قدي الاختبار.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد