في السادس والعشرين من مارس/آذار 2016، كان العالم العراقي حسن الدواشي عائداَ من مؤتمر علمي في فيينا ويتطلع للقاء عائلته. حين جلس على مقعده في الطائرة المتجهة إلى جاتويك، أرسل لزوجته رسالة ليعلمها أن الطائرة تأخرت عن موعد الإقلاع، فقامت السيدة التي تجلس في الجهة المقابلة، وتركت مقعدها، وبعد لحظات، وصلت الشرطة.
طلب من حسن الدواشي الذي كان طالباً بجامعة شيفيلد-هالام البريطانية المولود بالعراق أن يغادر الطائرة، واحتجز لأربع ساعات. بعد ذلك، صودر هاتفه وترك في المطار دون أن يأخذ تذكرة بديلة أو يرد له ثمن تذكرته. ما السبب؟ الرسالة التي أرسلها كانت باللغة العربية.
قصة الدواشي ما هي إلا مثال بسيط على المضايقات التي يتعرض لها المسلمون أثناء رحلات الطيران ، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية الإثنين 8 أغسطس/آب 2016.
المسلمون يتعرضون للفحص الإضافي في المطارات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 تتراوح المضايقات من الأسئلة الزائدة من موظفي المطار إلى التفتيش من قبل الشرطة، والتحريات الأمنية الإضافية، وصعوبة الحصول على تأشيرة زيارة للولايات المتحدة. يبدو أن لدى كل مسلم قصة ليرويها، حسب التقرير .
عيد الزواج
منذ أسبوعين ( خلال يوليو/تموز 2016)، أجبر زوجان مسلمان كانا يحتفلان بعيد زواجهما على مغادرة طائرة متجهة من فرنسا إلى الولايات المتحدة بناء على شكوى أحد أعضاء طاقم الطائرة من أن الزوجة نادية علي، 34 عاماً، التي ترتدي حجاباً، كانت تتحدث في الهاتف، وزوجها فيصل كان يتصبب عرقاً. كما اشتكى المضيف أيضاً أنهما لفظا كلمة "الله". علقت شركة الطيران بأنها ملتزمة بشدة بمعاملة جميع الركاب باحترام.
في واقعة أخرى، تم توقيف واحتجاز فايزة شاهين، التي كانت عائدة من رحلة شهر العسل، واستجوبتها الشرطة بموجب الملحق 7 من قانون الإرهاب.
فقد أبلغ أعضاء الطاقم على طائرتها أنها كانت تقرأ كتاباً عن سوريا. وقالت فايزة أن تلك التجربة دفعتها للبكاء. أما تعليق خطوط طيران "تومسون" فكان كالتالي: "إن أعضاء طاقمنا مدربون على الإبلاغ عن أن أية مخاوف كإجراء احترازي".
كثيراً ما تنشر الصحافة قصصاً كقصة الدواشي وشاهين، حيث تعتبر تصرفات الركاب المسلمين العادية مثيرة للشبهات. أما الأكثر شيوعاً، ولكنها قليلاً ما تنشر، فهي الأحداث التي يشعر فيها الراكب العادي أنه مثار للشبهة بسبب ديانته.
تحذر جماعات المساواة والحريات المدنية أن آلاف المسلمين أصبحوا موصومين ويتعرضون للإقصاء.
البعض يخشى أن يتسبب هذا في زيادة المخاطر أثناء الطيران، عن طريق زرع بذور التفرقة. حتى المشاهير وصفوة المجتمع من المسلمين لا يستثنون من المشكلة، وفقاً لتقرير الصحيفة البريطانية .
فقد شكا كل من لاعب الكريكت الإنجليزي معين علي، والمطرب السابق كات ستيفنز، والمنتج الفني شاهد خان الشهير باسم "نوتي بوي" والممثل الكوميدي عادل راي من المعاملة العنصرية في المطارات.
كما أصدر مغني الراب ريز أحمد أغنية اسمها T5 يتحدث فيها عن المشكلات التي تقابله أثناء رحلات الطيران.
يقول الدواشي الذي يقيم في المملكة المتحدة منذ 2010 أن تلك التجربة لاتزال تؤرقه. "كان الجميع ينظر إلي معتقدين أني قد ارتكبت مخالفة ما. إن هذا لا يعتبر إجراءً احترازياً، بل تمييزاً عنصرياً.
لم يتلق عالم الأحياء أي اعتذار من الشرطة النمساوية، ويقول أنه أبلغ بأن الراكبة قالت أنها رأت شيئاً متعلقاً بداعش، ولم يتلق أي تفسير آخر. ولكن بعد أن نشرت الصحافة قصته، قدمت له شركة الطيران "إيزي جيت" اعتذاراً وأعادت له ثمن التذكرة.
يعتقد الدواشي أن تركيز الإعلام على الإرهاب يزيد من المشكلة. ويقول "كل من يعرفني يستغرب ما حدث، فأنا هادئ بطبعي، لا يمكنهم أن يتفهموا كيف يثير مظهري شكوك أي إنسان. يمكن تشبيه الوضع بإنفلونزا الخنازير، فقد ظن الجميع أنهم مصابون بها من كثرة ما سمعوا عنها".
بان كي مون
في أبريل/نيسان 2016، كان خير الدين مخزومي، 26 عاماً، عائداً إلى جامعته في كاليفورنيا، حينما اتصل بعمه في العراق ليخبره بأنه كان مدعواً لحضور عشاء رسمي حضره بان كي مون، وأنه سأل سكرتير عام الأمم المتحدة سؤالاً، فقامت امرأة تجلس أمامه بالإبلاغ عنه وأجبر على مغادرة الطائرة.
وقامت الشرطة بتفتيش حقيبته أمام الركاب الآخرين. يقول طالب العلوم السياسية أن مديراً بشركة الطيران قال له أن عليه أن يعرف أن التحدث "بتلك اللغة" يعتبر مخاطرة أمنية. ولكن الشركة أصدرت بياناً قالت فيه أن محتوى الحديث هو ما اعتُبر خطراً وليس اللغة العربية.
في مارس/آذار 2016، أجبر ماهري يماني-تسفاجيورجيس على مغادرة طائرة متجهة إلى روما لأن أحد الركاب قال أنه شعر بعد الأمان لوجوده على نفس الطائرة. وقال ماهري، وهو أسمر البشرة، أنه يعاني من التمييز العنصري.
طُلب من لاولو أوبيبيي، وهو مسيحي من أصل نيجيري مقيم في لندن، أن يغادر الطائرة لأن راكباً رآه يفتح رسالة على هاتفه من مجموعة اسمها المختصر "ISI" (وهي ترمز إلى عبارة "الحديد بالحديد يحدد" من الإنجيل)، وفقاً لتقرير الصحيفة البريطانية.
في أوائل شهر أغسطس/آب 2016، طرد جيدو منزيو، أستاذ الاقتصاد بجامعة بنسلفانيا ذو شعر "أسود ومجعد"، من طائرة في الولايات المتحدة بعد أن أقلقت معادلات كان يكتبها راكبة كانت تجلس بجواره.
السيخ
يتعرض العديد من السيخ في الولايات المتحدة للتدقيق الزائد بسبب ملابسهم، حتى أن اتحاد السيخ أطلق تطبيقاً للتنويه عن حالات التمييز ضدهم. تقول كاتي سيان، مدرسة بجامعة يورك كانت تبحث المشكلات التي يتعرض لها السيخ في المطارات، أن القضية توضح كيف يتم الزج بذوي البشرة السمراء في الحرب على الإرهاب.
وتقول كاتبة التقرير "عندما سألت الأهل والأقارب من المسلمين عن تجربتهم مع الطيران، سردوا لي العديد من القصص. حكى لي صديق عن منعه من صعود الطائرة واستجوابه من قبل مسئولي الأمن، كما تم توقيف أحد محرري الغارديان أربع مرات خلال سبع رحلات سافر فيها إلى الولايات المتحدة، سُئل فيها عما إذا كان التحق بمعسكرات تدريب في الشرق الأوسط.
قال أحد أقاربي يحمل جواز سفر أميركياً وآخر بريطانياً أنه يتعرض للتوقيف والاستجواب في 80% من رحلاته داخل الولايات المتحدة أو إليها، وهو يسافر إلى الولايات المتحدة 5 أو 6 مرات في العام.
كانت أول مرة بعد الحادي عشر من سبتمبر مباشرة، في مينسوتا، حيث استوقفه أحد رجال الشرطة وسأله عن اسمه ثم طلب منه الذهاب معه ليتم استجوابه.
يقول "حين سألته عن الأمر قال إن الطيار أفاد بأنني كنت عدوانياً أثناء الرحلة. فأجبته بلكنة أميركية "أبداً يا صاح، أنا لم أتحدث مع أحد." ثم قلت له أنه يبدو لي لطيفاً ولكن هذا التصرف عنصري، فاعتذر لي وقال أن مديره طلب منه تحري الأمر".
وقال لي أنه أصبح مضطراً إلى الذهاب إلى المطار مبكراً في الولايات المتحدة، آخذاً في الحسبان وقت التحريات الأمنية الإضافية.
وأضاف، "في إحدى المرات قالوا لي أن الاختيار يتم عشوائياً، وحين سألت عن معايير الاختيار قيل لي: الاسم والسن والعرق.
في تركيا قيل لي أن اسمي يشبه اسم ابن أحد الإرهابيين، وأن الولايات المتحدة تطلعهم على قوائم ترقب الوصول الخاصة بها. عادة ما أخوض معركة، لأن معاملتهم أصبحت سيئة للغاية. إذا لم أتحدث أنا، فمن إذن؟".
مئات الآلاف
يوضح هيو هانديسايد، من اتحاد الحريات المدنية الأميركي (ACLU)، أن تكرار طباعة SSSS على جواز سفرك يعني في الغالب أن اسمك قد أدرج على إحدى قوائم المراقبة الخاصة بالحكومة الأميركية، والمعنية بمحاربة الإرهاب. يكفي أن يكون اسمك مشابهاً لاسم أحد المطلوبين على القائمة.
يعتقد أن قاعدة البيانات تحتوي على مئات الآلاف من الأسماء، وهي محاطة بسرية تثير الجدل.
في ابريل/نيسان 2016، رفع مجلس العلاقات الأميركية-الإسلامية CAIR، فرع متشيغان، دعوى جماعية بالنيابة عن "آلاف الأميركيين الأبرياء الذين تم اتهامهم، أو الاشتباه بهم، بالإرهاب بلا مقتضى" وكذلك تم رفع دعوى تطالب باعتبار قوائم المراقبة "مخالفة للدستور".
يقول هانديسايد أن دعاوى قضائية رفعها اتحاد الحريات المدنية الأميركي (ACLU) أظهرت أن السفر لدولة معينة في سنة معينة قد يكون سبباً في إدراج الشخص في إحدى قوائم المراقبة – قائمة "المنع من الطيران".
نيويورك
في 2014، أظهرت بيانات مسربة أن نسبة المسلمين في القائمة أكثر من النسبة الطبيعية، وأن سكان نيويورك يمثلون العدد الأكبر على القائمة، بينما أتت مدينة ديربورن، ميتشيجان، في المركز الثاني. يوضح هانديسايد أن ديربورن بها أكبر تجمع لذوي الأصول العربية خارج منطقة الشرق الأوسط. ويتسبب استخدام البرمجيات في تحديد من سيخضع لتحريات إضافية في جعل النظام أقل شفافية.
يقول المحامي، الذي عمل لدى ال CIA لمدة سنتين، أن الأعداد الهائلة المدرجة على القائمة تشير إلى أن تلك القائمة لن تجعلنا أكثر أمناً.
ويضيف، "إنها تزيد من حجم كومة القش، فإذا أردت أن تبحث عن الإبرة، ستكون مهمتك أصعب بكثير".
وفي حالات الخطأ في تحديد الهوية، هناك نظام لإصلاح هذا الخطأ. يقول مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية أن الأمر مُحاط بالأمن والسرية، والطريقة الوحيدة لإكتشاف إذا ما نجحت في الأمر، هو القدرة الطيران مرة أخرى.
ويقول النشطاء أن عدداً قليلاً جداً من المسلمين يكونون على استعداد لتقديم شكوى رسمية عن الطريقة التي يتم معاملتهم بها في المطارات. وربما اتهامهم بأنهم إرهابيون، حتى وإن كانت تلك الاتهامات لا مبرر لها ولا دليل على صحتها، قد يكون سبباً كافياً لصمت الكثير منهم. بينما يخشى البعض الآخر من رد الفعل العنيف مِن قِبَل السلطات.
يقول هانديسايد، إن أولئك الذين يرفضون الطريقة التي يُعاملون بها، ليسوا على دراية كاملة بعواقب الأمور.
وأضاف "لا يمكننا الاستخفاف بالأمر، وخاصةً أنه مزعج للغاية أن تخوض التجربة في كل مرة تسافر فيها – أن تجد جميع من حولك ينظرون إليك ويظنون أنك إرهابي".
أما عن إمام أجمل مسرور، فقد كان يشعر بالسخط الشديد من معاملته في المطار، حتى إنه أنشأ موقعاً إلكترونياً لتجميع قصص غيره من المسافرين.
وبسبب سفره عدة مرات عام 2015 من وإلى الولايات المتحدة الأميركية، فقد أوقفه المسؤولون في المطار في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015، وأخبروه فجأةً أن تأشيرة رجال الأعمال الخاصة به أُلغيت.
مسرور، صاحب الـ 44 عاماً، والذي يقول أنه تلقى تهديدات بالقتل من قبل بسبب تحدثه علناً ضد الإرهاب، فسّر بأن السبب وراء ما حدث كما قيل له، هو وجود أحد الأشخاص على صفحة فيسبوك الخاصة به.
وقال "ولكن لدي 30,000 متابع على فيسبوك، لذا، لا أعرف من يقصدون". وعلى الرغم من الجواب الذي وصله من وزارة الخارجية الأميركية قائلاً أن إلغاء تأشيرته كان خطأ، إلا أنه يقول أن الوضع لم يتغير ولم يُصَحَّح بعد زيارته للسفارة الأميركية في بريطانيا.
ديزني لاند
وهناك سياسية واحدة فقط تحاول قياس حجم المشكلة، وهي النائبة العمالية البريطانية ستيلا كريسي. فقد ظلت تطرح العديد من الأسئلة حيال قضايا الأمن الداخلي الأميركي بعد إيقاف أسرة من 11 فرداً تابعين لدائرتها الانتخابية "والثامستو"، في المطار، عندما كانوا متجهين إلى ديزني لاند.
وخسرت الأسرة 13,340 دولاراً أميركياً بعد فوات رحلتهم، والتي قيل لهم أنهم لن يستطيعوا استرداد قيمتها.
ومن المستحيل تحديد حجم الصدمة بالطبع. قالت ستيلا "أُلغيت تأشيرة سفرهم. وانهمر الأطفال في البكاء. والآن، لابد أن يقوموا بإعادة كل ما قاموا بشرائه من الأسواق الحرة – كان الأمر مُفزعاً للغاية. لماذا لم يخبروهم بذلك قبل ذهابهم إلى المطار؟".
وبعد سماعها عن قصص مماثلة في دوائر انتخابية أخرى، بدأت ستيلا في طرح الأسئلة على البرلمان البريطاني ولكن قيل لها أن مكان الأرقام الخاصة بعدد مواطني المملكة المتحدة الممنوعين من زيارة الولايات المتحدة الأميركية، غير معلوم. وبينما تقوم السلطات في المملكة المتحدة بنشر بيانات الإيقاف والتفتيش، موزعة حسب العرق، فإن الولايات المتحدة أقل شفافية في هذا الأمر.
وأضافت ستيلا "هناك تأكيدات على أن مسؤولي الأمن الوطني يعملون خارج مطارات مانشستر، غاتويك وهيثرو، ولكن الجهة التي يعملون تحت رعايتها غير معلومة.
إن كانت لدينا أي معلومات أو بيانات، فقد يمكننا تهدئة المخاوف الموجودة لدى الكثيرين، أو العمل لإيجاد حل لهذا الأمر. ولكن الحكومة لا تعلم شيئاً، وهذا يثير قلقنا".
وتأمَل ستيلا أن تستطيع رفع دعوى قضائية تتحدى فيها الحكومة بسبب عدم توافر الأرقام لديهم، وتصر على اعتبار أن القطاع العام فشل في واجبه في نشر المساواة.
وتقول ستيلا "لا نطالبهم بوقف التحقيقات والمراجعات. ولكن المشكلة تكمن في نقص المعلومات والفحوصات الدقيقة".
وأكد متحدث باسم السفارة الأميركية في لندن أن الدين، والمعتقدات الإيمانية والروحانية، ليسوا من ضمن العوامل التي تحدد قبول دخول الأفراد إلى الولايات المتحدة.
أما عن قطاع الجمارك وحماية الحدود بالولايات المتحدة الأميركية فقد أكدوا أنهم لم يعلنوا عن نسبة المسافرين الذين تم اختيارهم من أجل إجراءات التفتيش الإضافي، أو تصنيفهم تصنيفاً عرقياً.
ومع ذلك، فإن المتحدث باسم السفارة قال إن الأعداد كانت "صغيرة للغاية" مقارنةً بعدد المسافرين الذين يصلون من المملكة المتحدة يومياً.
وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة تعلن عن أعداد الأشخاص الذين يتعرضون للإيقاف والتفتيش في المطارات، إلا أن هذا لا يعني عدم وجود مشاكل.
ففي عام 2012، واجه مطار غلاسكو حملة مقاطعة قام بها بعض المسافرين المسلمين، الذين قالوا أنهم سئموا من المضايقات التي يتعرضون لها من قبل شرطة مكافحة الإرهاب.
وقبل عام، كشف عضو البرلمان الإسكتلندي حمزة يوسف أنه تعرض للتوقيف تحت سُلطة Schedule 7 لـTerrorism Act 2000. ولم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها للتوقيف.
9 ساعات
وفي ظل التشريع الأصلي للإيقاف والتفتيش الذي يتم تحت إشراف القانون، فإنه من الممكن أن يتم احتجاز أي شخص أثناء دخوله أو خروجه من المملكة المتحدة لمدة قد تصل إلى 9 ساعات، دون الحاجة إلى وجود أي شكوك حوله.
ووصل الأمر إلى ذروته عام 2009، حيث تم إيقاف 10,85,000 مسافر، والأقليات المختلفة عرقياً كانت عرضة للتوقيف 42 مرة أكثر من غيرها من المسافرين من أصحاب البشرة البيضاء.
وأوضح يوسف أن تكرار توقيفه كان بسبب لون بشرته، وليس بسبب أي معلومات استخباراتية.
وفي عام 2014، بعد الانتقاد القوي الذي حدث، كان هناك تغييرات في القانون الخاص بتوقيفات Schedule 7. وتطلب الأمر وجود مجلس قضائي، وخفض عدد ساعات الاحتجاز لتكون 6 ساعات على الأكثر.
وأدت هذه التغييرات إلى انخفاض كبير في عدد الأشخاص الذين يتعرضون للتوقيف.
وتظهر أحدث البيانات المتاحة وجود عدد أقل نسبياً في عام 2015، بنسبة 21% عن العام السابق.
ويقول ديفيد أندرسون، المراجع المستقل لقانون مكافحة الإرهاب، إن هذا الأمر سوف يصل في نهايته إلى زيادة التركيز على البيانات المتاحة والتحليل السلوكي للأشخاص، و"تقليل التوقيف اعتماداً على الحدس". ولا يعتقد أندرسون أن الاحصاءات توضح أن قوى schedule 7 تستخدم بطريقة تدل على التمييز العنصري، على الرغم من أنه يعترف بأن تلك التوقيفات تتسبب في "إثارة غضب المسافرين من جميع الأعراق"، بينما لا تزال معدلات الاحتجاز منخفضة جداً في الواقع، وفقاً لمعايير الإيقاف والتفتيش".
وقام 5 من قضاة المحكمة العليا باستعراض تحليلاته، ووافق عليها 4 منهم، بينما كان يعتقد الأخير أن "تطبيق schedule 7 ليس فقط يسمح بالتمييز المباشر؛ بل يعتبر مخالفاً تماماً لفكرة وجود مجتمع تعددي مستنير".
وفي عام 2016، نشرت الحكومة البريطانية توجيهاً جديداً يشير إلى أن قرار توقيف أي شخص، لا يجب أن يكون بصورة تعسّفية، وأن عاملي العرق والدين، يتم أخذهما في الاعتبار فقط بجانب "العوامل التي تُظْهِر صلة بينهم وبين خطر وجود تهديدات إرهابية".
وطبقاً لتحليلات أرقام عام 2015، التي تقوم بها مؤسسة Faith Matters وهي منظمة للتماسك المجتمعي، فإن "أصحاب البشرة غير البيضاء، تزيد فرص احتجازهم في الميناء أو المطار بمعدل 37 مرة أكثر من أصحاب البشرة البيضاء.
أما الآسيويون، فقد يصل المعدل إلى 80 مرة أكثر من أصحاب البشرة البيضاء".
وبجانب الأدلة القولية، فإن هذا التحليلات، تظهر "مستوى عالياً من التنميط، والذي يتطلب إجراءات عاجلة لضمان المساواة في معاملة كل من المواطنين البريطانيين وغيرهم من مواطني الدول الأخرى أثناء زيارتهم لبريطانيا".
المطارات تخدم داعش
أما عن ستيفانو بونينو، الباحث في علم الجريمة في جامعة نورثومبريا، فقام بعمل مقابلات مع 39 من المسلمين الإسكتلنديين. ووجد أن الأغلبية كان لديهم قصص إيجابية من حيث "الانسجام المجتمعي النسبي"، وأما عن تجارب الأشخاص الذين أجرى معهم تلك المقابلات مع المطارات، فقد تسببت تلك التجارب في خلق مشاعر من العزلة، وعدم المساواة المجتمعية، بالإضافة إلى "الغضب والإذلال".
ويقول فيليب بوم، صاحب كتاب Violence in the Skies، إن التنميط العنصري لا يعود علينا بأي فائدة، ولكنه مع ذلك، يقول أنه لابد من وجود المزيد من التحليلات السلوكية في المطارات أكثر من تلك الموجودة الآن.
ويقول بوم "حتى وإن كان الهجوم يتم بواسطة داعش أو القاعدة، فلا يعني هذا أن الشخص الذي سيقوم بالهجوم سوف 'يبدو' وكأنه مسلم.
والحالة التقليدية القديمة كانت آن ماري ميرفي، وواقعتها التي حدثت عام 1986، إذ تم منعها من الصعود على الرحلة المتجهة إلى تل أبيب – عام 1986. كانت ميرفي أنثى، بيضاء، حامِلاً – وليست هذه هي الصورة النمطية للإرهابيين".
ووُجِد أن ميرفي تحمل متفجرات داخل حقائب السفر الخاصة بها، من دون قصد منها – وَضَعها لها خطيبها الأردني، نزار هنداوي، الذي سُجِن لمدة 45 عاماً.
وأشار بوم إلى أن الاعتقاد السائد بأن المسلمين مستهدفون في كل مكان، سوف ينعكس على حدوث تغييرات في سلوكهم.
وقال "هناك العديد من حالات جنون الشك والاضطهاد، ويتأثر الناس أحياناً بهذا الأمر – فيتصرفون بارتياب نظراً لاعتقادهم بأنه سيتم توقيفهم".
وفي الوقت الذي أصبح عدد كبير من الأشخاص على استعداد لتحمُّل المزيد من الإجراءات الأمنية التطفلية، خوفاً من الإرهاب المحتمل في المطارات، فإن ممارسات التمييز التي يمر بها المسلمون في المطارات ويحكون عنها، تنذر باحتمالية تولُّد مخاطر عديدة، من بينها خلق الانقسامات والاستياء العام ما بين المسلمين.
وبالنسبة لبونينو، فإن العواقب واضحة ومعروفة. "الدعاية التي تقوم بها الجماعات الجهادية والتي تستند فيها على الظلم الواقع عليها، قد تستخدم مثل هذه الأشياء. فإن كنت تريد من المسلمين أن يبدأوا في التعاون مع السلطات من أجل مكافحة التطرف والعنف على أرض الواقع، فلن ينفع حينها الأسلوب الذي يُشْعِر المسلمون بأنهم مُسْتَهدفون من قِبل السلطات التي من المفترض أن يتعاونوا معها".
لابد أن تعلم جيداً ما هي حقوقك
دليل مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية لمعرفة حقوقك:
• من حق موظف الجمارك إيقاف، واحتجاز، وتفتيش أي شخص وأي شيء يحمله معه.
• القائمون بالفحص لديهم السلطة للقيام بتفتيش إضافي لك أو لأي من حقائب السفر التي تحملها معك.
• من حق قائد الطائرة أن يرفض الإقلاع بها مع وجود أحد الراكبين الذي يظن أنه يمثل تهديداً لسلامة الرحلة. وقرار قائد الطائرة يجب أن يكون معتدلاً ومبنياً على ملاحظات فعلية، لا على أفكار نمطية شائعة لا أساس لها من الصحة.
إن كنت تعتقد أنه تم التعامل معك بأسلوب به تمييز:
• قُم بتسجيل أسماء المشتركين في هذا الفعل، وأرقام الهوية الشخصية الخاصة بهم.
• اطلب التحدث مع المدير المباشر لهذا الشخص.
• اطرح تساؤلاً بطريقة مهذبة عما إذا كانت المعاملة معك بسبب الاسم، المظهر، الملابس، السلالة، العرق، المُعتقد الديني أو الموطن الأصلي.
• اطلب بطريقة مهذبة من الشهود أن يعطيك كل منهم اسمه ومعلومات للاتصال به.
• قُم بكتابة تقرير عن الحقائق بعد حدوث الواقعة مباشرةً. واذكُر رقم الرحلة وتاريخ الرحلة واسم شركة الطيران.
قائمة المحظور سفرهم:
قد يكون اسمك مُدرجاً في قائمة حظر السفر إن كنت لا تستطيع استخدام الإنترنت أو الأكشاك الموجودة في المطار للقيام بعملية تسجيل الوصول الآلية.
من المفترض أن تتمكن من الصعود على الطائرة في نهاية الأمر. ولكن قائمة حظر السفر تمنع الأفراد الموجودين عليها من السفر نهائياً. ولِذا، إن استطعت الصعود على متن الطائرة، بغض النظر عن كم الاستجواب أو التفتيش الذي تعرضت له، فهذا يعني أنك لست على قائمة الحظر.
دليل Faith Matters عن Schedule 7:
• تحت سلطة Schedule 7 يمكن تفتيشك، أو فحصك، أو احتجازك بواسطة ضابط الشرطة في الميناء أو المطار.
• إن تم توقيفك، فقد يتم تفتيشك شخصياً أو تفتيش أي من أغراضك الشخصية، ولكن يمكنك أن تطلب أن يتم هذا التفتيش بواسطة شخص من نفس جنسك.
• يمكنك رفض الإجابة على أسئلة تخص أشخاصاً آخرين، ويمكنك أيضاً رفض التجسس على الآخرين.
• من حقك التحدّث مع محام.
• إن حُجِزْت، من المتوقع أن تصطحبك الشرطة إلى مركز الشرطة في أقرب وقت ممكن إذا كان الأمر منطقياً ومقبولاً. الحد الأقصى لفترة الاحتجاز هي ٦ ساعات (إلا إن أُلقي القبض عليك أو اتهامك). ولك الحق في إخبار "شخص واحد بالاسم" عن احتجازك.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا .