شابة غزاوية تتحدى التحفظات وتفتح معرضاً للإكسسوارات بحي شعبي.. فكيف تقبلها المجتمع؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/08 الساعة 03:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/08 الساعة 03:13 بتوقيت غرينتش

شبح البطالة كابوس يلاحق خريجي الجامعات في قطاع غزة، ولكن ظهرت في السنوات الأخيرة مشاريع ريادية خاصة بالشباب والفتيات الذين رفضوا الاستسلام لهذا الكابوس والاستيقاظ منه قبل أن يقضي على مستقبلهم.

لهذا لجأت مجموعة من الشباب للتفكير بطرق أخرى لكسر طوق البطالة من خلال استغلال أفكار نابعة من مجال دراستهم أو موهبة يتقنوها.

هذا ما فعلته غدير منصور (27 عاماً) خريجة هندسة اتصالات وإلكترونيات وكانت هاوية للأشغال اليدوية عندما كانت طالبة جامعية، فكان هذا خيارها في مجال العمل بدلاً من الجلوس في المنزل لتنتظر وظيفة في مجال دراستها الجامعية التي لم يكن لها نصيب فيها.

استغلال موهبتها في مجال العمل


خلال الدراسة الجامعية كان لغدير دور في مجال العمل المجتمعي في قطاع غزة قائلة لـ"عربي بوست": قبل تخرجي بثلاث سنوات كنت أعمل بالحقل المجتمعي وهو خاص بمشاريع الشباب، هذا ما دفعني أن أعمل بهوايتي وهي استخدام الإكسسوار اليدوي، وتصنيعه وبيعه للمستهلكين، وكنت حريصة جداً على تنفيذ الفكرة وتطويرها".

وتضيف قائلة "قمت بعمل دراسة للمشروع لمعرفة إمكانية توافر الإكسسوار الذي سوف استخدمه في الأعمال اليدوية وهل سيتم استيراده من الخارج مثل الصين، فان المشروع يحتاج إلى وقت ومبالغ مالية".

وعن بداية تنفيذ الفكرة، قالت "في البداية بدأت أن اشتغل طلبيات لقطع الإكسسوار وإنشاء معارض خاصة لكي أسوق لفكرة المشروع الذي أريد تنفيذه، توجهت إلى عدة مؤسسات لعرض الفكرة لكي يدعموني والحمد لله وجدت قبول لهذه الفكرة وتشجيع من قبل المؤسسات، حيث أصبحت أدرب فيها، من أجل تعليم الأشغال اليدوية باستخدام الاكسسوار".

إعطاء دورات تدريبية


بالتوازي مع إنشاء معارض خاصة لغدير، وذلك من أجل تسويق مشغولاتها اليدوية، كانت تتعاقد مع مؤسسات من أجل إعطاء دورات تدريبية لمختلف فئات المجتمع، لتعلم نوع جديد من الأشغال اليدوية.

وأوضحت لـ"عربي بوست" قائلة: قمت بتدريب السيدات على استخدام الإكسسوار في المشغولات اليدوية بعيداً عن التطريز الفلاحي الذي يعتبر تقليدي بشكل كبير، وركزت على أن يكون العمل مهنياً أي نصنع ونسوق ونبيع هذه المشغولات، وذلك لجعل كل سيدة شخصية منتجة في المجتمع".

وتصنف الفئات التي دربتها قائلة "دربت الفئات المهمشة من السيدات ومن هن من ذوي الاحتياجات الخاصة ومريضات السرطان، وذلك لإقناعهن بأن بإمكان أي شخص في المجتمع أن يكون له فرصة عمل دون الخضوع لظروف الحياة والبطالة.

وأضاف "الآن أعمل على فكرة جديدة مع المتدربين تعتمد على إعادة تصنيع المخلفات من مختلف المواد مثل البلاستيك ، وإضافة الاكسسوار اليها، وبالتالي نصنع مادة جديدة نستطيع استخدمها مرة أخرى في الأعمال الحياتية".

معرض خاص


بعد تعب متواصل من أجل تجسيد الفكرة على أرض الواقع افتتحت غدير معرضها الخاص بها منذ 3 سنوات في المنطقة السكنية التي تعيش داخلها وأسمته "هارموني للإكسسوارات" متبعة أسلوب معين في البيع والشراء للحفاظ على مستوى المحل وتطويره.

وقال لـ"عربي بوست" إنها تحاول قدر الامكان مواكبة الموضة في الاكسسوار لكي تجددها أول بأول، وهذا الشيء يلبي حاجة المستهلك، وحسب كل منطقة سكنية في قطاع غزة، حيث تختلف اهتمامات سكان كل منطقة بالإكسسوار، "لذلك أحاول أن أشتغل قطع مناسبة لمنطقة ما وتكون مميزة وأنيقة ومشابهة لاحتياجات الناس بسعر مناسب أيضاً".

نظرة المجتمع


وجود غدير في مجتمع له تفكيره المحافظ بالنسبة للبنت قد يكون عائق أمام نجاحها، لكنها أثبتت أن ما تفعله هو قناعة منها بأن النجاح والعمل يحتاج إلى الإجتهاد.

وقالت "في البداية لم يكن الأمر سهلاً أن أفتتح معرض للإكسسوارات في منطقة شعبية، ولكن بعد فترة زمنية تعوّد الناس على وجودي في المكان، وأصبحوا يحترمون مهنتي وكونت علاقات جيدة معهم وأصبحت متفاعلة معهم بشكل كبير".

وتضيف قائلة "عملي يعتمد على استيراد بعض الأنواع الإكسسوارات من الخارج، وبسبب إغلاق المعابر بشكل مستمر، يعيق هذا الأمر على عملي، بالإضافة إلى سوء الوضع الاقتصادي في القطاع وقلة الدخل يجعل القوة الشرائية ضعيفة، ولكني أحاول التغلب على ذلك قدر الإمكان".

تحميل المزيد