بينما يصوم المسلمون في مصر شهر رمضان تنظم كنيسة في القاهرة إفطاراً جماعياً لمئات من أبناء المنطقة المحيطة بها وعابري السبيل وسط القاهرة.
فقبل غروب الشمس في يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع خلال رمضان تُبسط مائدة إفطار المحبة الوطنية تحت رعاية كنيسة الميدان (الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة) لاستقبال الصائمين المسلمين.
ويعمل في خدمة تقديم الطعام متطوعون مسيحيون ينتمون للكنيسة.
وقال القس سامح حنا إن الفكرة نبعت من "ثورة 2011" والحاجة إلى الوحدة الوطنية. وأضاف: "الفكرة بدأناها من وقت الثورة. وقت 25 يناير 2011 السنة بتاعة الثورة إن إحنا نتجمع مع بعض مسلمين ومسيحيين للتأكيد على فكرة الأسرة الواحدة والعيلة (العائلة) الواحدة والشعب الواحد اللي بيحب بعضه وان إحنا نشارك أعيادنا وأصوامنا وحاجاتنا كلها مع بعض".
ويجتمع المتطوعون وهم من مختلف الأعمار في الساحة المواجهة للكنيسة – حيث تُقام المائدة – قبل نحو ساعتين من موعد أذان المغرب.
وتوزع وجبات من الأرز والخضراوات والحساء في أطباق من الفلين على المائدة.
وقال أحد منظمي إفطار المحبة، ويدعى مايكل محسن، إن التحضير لتلك المائدة يبدأ قبل أسابيع من حلول شهر رمضان.
وقال شاعر يدعى بدوي مبارك إنه قرر خوض تجربة الإفطار على تلك المائدة ليرى الوحدة الوطنية مُجسّدة على أرض الواقع بعد أن كتب عنها من قبل.
وأضاف مبارك: "سمعت أكتر من مرة عن المائدة. فمن السمع إنها مائدة كويسة ومستوى الخدمة كويس وكل اللي موجودين بيبقوا إخوتنا المسيحيين والمسلمين. ده شجعني إن أنا آجي وأمر بالتجربة. لأني أصلاً أنا كنت عمل أوبريت إنتاج بيت العيلة ووزارة التربية والتعليم اسمه (كل الأديان) بيتكلم عن الوحدة الوطنية. فبالمناسبة كان الموضوع قريب فحبيت إني أشوف الوحدة الوطنية على أرض الواقع بالفعل".
وتقدم الكنيسة نحو 500 وجبة إفطار مرتين كل أسبوع خلال شهر الصوم الذي ينتهي أوائل يوليو/تموز.