بنزيمة وبن عرفة.. لماذ استُبعد المسلمان الأفضل في فرنسا من كأس أوروبا؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/01 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/01 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش

اتهم اللاعب الفرنسي كريم بنزيمة، المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم ديدييه ديشان، بالعنصرية في اختياره قائمة اللاعبين المشاركين في كأس أوروبا "يورو 2016"، معتبراً أن الأخير "رضخ لضغوطات العنصريين".

وكان بنزيمة الذي ينحدر من أصول جزائرية، استُثني من قائمة "الديوك" بعد اتهامه بابتزاز زميله في الفريق ماثيو فالبوينا على خلفية شريط جنسي، بحسب تقرير نشره موقع Eurosport الفرنسي.

ولم يقتصر الأمر على بنزيمة، بل استُبعد أيضاً صانع ألعاب نيس حاتم بن عرفة ذو الأصول التونسية من قائمة ديشان النهائية رغم أدائه المميز هذا الموسم، ليُحرم بن عرفة هو الآخر من المشاركة في البطولة المقامة في فرنسا.

بنزيمة: أشعر بالظلم!



وفي تصريح له لمجلة Marca الرياضية الإسبانية، قال بنزيمة عن ديشان إنه "ركع لضغوطات العنصريين في فرنسا. عليه أن يعلم أن الحزب المتطرف في فرنسا حل ثانياً في آخر انتخابين".

وأضاف، "لذلك لست على يقين ما إذا كان قرار ديدييه شخصياً أم ماذا لأني لطالما جمعتني به وبالرئيس وبالكل علاقة طيبة".

وعبر بنزيمة عن شعوره بالظلم التعسفي إزاء استبعاده من البطولة بعد موسم حافلٍ فاز فيه بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد الإسباني، محرزاً 28 هدفاً في كل الدوريات والبطولات.

وختم اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً، "لا أفهم السبب من وجهة نظر رياضية، وأما من وجهة نظر قانونية فأنا لم يحكم علي ولست مذنباً (في قضية ابتزاز فالبوينا بشريط جنسي)، لذا علينا الانتظار لنرى ما تقوله المحكمة. أحب كرة القدم وأحب اللعب مع فريقي".

كانتونا: أفضل لاعبينا استُبعدوا



حديث بنزيمة جاء بعد اتهام أسطورة كرة القدم الفرنسية اريك كانتونا لديشان بأن خياراته تأثرت كثيراً بصعود اليمين المتطرف سياسياً في البلاد، حيث فاز حزب الجبهة الوطنية بـ 30% من الأصوات في الانتخابات المحلية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2015.

فعند سؤاله عن مدى عنصرية قرارات ديشان، قال كانتونا، "ربما لا، وربما نعم. الشيء المؤكد هو أن بنزيمة وبن عرفة هما من أفضل اللاعبين في فرنسا، ومع ذلك فهما لن يشاركا في البطولة الأوروبية. ومن المؤكد أيضاً أن أصول بنزيمة وبن عرفة تعود إلى شمال أفريقيا. إذاً، النقاش مفتوح".


وقد تسبب كانتونا، مهاجم مانشستر يونيتد الإنكليزي ومنتخب فرنسا السابق، في إثارة المخاوف الأسبوع الماضي حين اتهم المدير الفني للمنتخب الفرنسي باستبعاد لاعبين موهوبين بسبب أصولهما خلال لقاء أجراه مع صحيفة The Guardian البريطانية. وأعلن ديشان حينذاك أنه يعتزم مقاضاة كانتونا للتشهير بسمعته.

وأضاف كانتونا، "بنزيمة رائع عظيم وكذلك بن عرفة. ومع ذلك، يحظى ديشان باسم فرنسي حقاً، وربما هو الوحيد في ذلك. فلم يختلط أحد في عائلته بآخرين، على غرار طائفة المورمون في أميركا."

وتابع، "لست مندهشاً من استغلاله للموقف القانوني لبنزيمة وعدم ضمه للفريق. وربما أن بن عرفة أفضل لاعب في فرنسا حالياً. لكن لهما أصول مختلفة؛ ومن حقي أن أفكر ملياً في ذلك الأمر".

ديبوز: لم يختاروا "ممثلينا"



وكان أحد أشهر الممثلين الفرنسيين جدد مزاعم تعمد استبعاد اللاعبين من ذوي الأصول الشمال أفريقية، فقد أعاد جمال ديبوز إشعال الجدل الذي استهله الأسبوع الماضي اريك كانتونا.

وقال ديبوز ذو الأصول المغربية، إنه يأسف لحقيقة عدم اختيار أي من "ممثلينا" ليلعب باسم فرنسا خلال المسابقة التي من المقرر أن تنطلق نهاية الأسبوع المقبل.

وأشار إلى أن غياب كبار النجوم ذوي الأصل الشمال أفريقي يعمق حالة التوتر والغضب وسط الضواحي متعددة الأعراق المحيطة بالمدن الفرنسية.

وخلال لقاءٍ مع مجلة France Football، امتنع ديبوز عن اتهام ديشان أو الكرة الفرنسية بالعنصرية، لكنه قال إن بنزيمة وبن عرفة يسددان ثمن وجهة النظر المريبة للدولة تجاه اللاعبين من أصول أفريقية.

قائمة مليئة بالمهاجرين



وأدى الجدل إلى إصابة الكثيرين بالغضب والذهول في فرنسا، نظراً لأن الفريق المؤلف من 23 لاعباً يعد أكثر فرق البطولة من حيث تعدد الأعراق؛ فهناك 13 لاعباً من غير البيض، بما في ذلك لاعبين من أصول أفريقية وهندية غربية.

ومع ذلك، لم تتضمن القائمة النهائية للمنتخب أي لاعب ترجع أصوله إلى المستعمرات الفرنسية السابقة في شمال أفريقيا – الجزائر والمغرب وتونس -، فيما تمت إضافة لاعب خط الوسط عادل رامي ذو الأصول المغربية هذا الأسبوع، بسبب إصابة لاعبين آخرين.

هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية وموقع Eurosport الفرنسي.

تحميل المزيد