بيعت الكنيسة المتحدة نورث ويسترن في أوتاوا عاصمة كندا إلى المجتمع المسلم بالمدينة لتحويلها إلى مسجد، مقابل مليون ونصف المليون دولار.
وقد تم جمع تبرعات من الجالية المسلمة في كندا والسفارات لجمع المبلغ المطلوب لأن الشريعة الإسلامية لا تسمح بأخذ القروض للشراء والتي فيها الفوائد الربوية.
لماذا آثرت إدارة الكنيسة بيعها للمجتمع المسلم على الرغم من عروض مؤسسات مسيحية لشراء مقر الكنيسة؟
بين الكنيسة المتحدة والمجتمع المسلم في العاصمة الكندية أوتاوا علاقات عميقة تعود إلى 55 عاماً.
تعود القصة إلى عام 1960 عندما أسس مالك نعيم رئيس جمعية مسلمي أوتاوا الجمعية وبحثوا عن مكان لإقامة الصلاة، حينها كتب الوزير فورمو براين كورنيليوس خطاباً إلى الكنيسة المتحدة في أوتاوا يطلب البحث عن مكان يتمكن المسلمون فيه من أداء صلاتهم، ووافقت الكنيسة على أن يؤدي المسلمون والمسيحيون الصلاة تحت سقف واحد.
وتم تخصيص القبو للمسلمين للصلاة، في حين كان المسيحيون يصلون في الطابق العلوي من الكنيسة.
يقول نعيم مالك (رئيس جمعية مسلمي أوتاوا) لقناة "سي بي سي" الكندية: كنا نجتمع كعلبة سردين هكذا وصف نعيم، كيف كان المسلمون يؤدون صلاتهم أواخر عام 1960.
وأضاف: بحث المسلمون بعد ذلك عن مكان يشترونه ليقيموا فيه مسجداً وكانت الأسعار خارج المدينة في الأطراف أرخص من وسط المدينة ووجدوا بيتين مجاورين للكنيسة المتحدة وقرروا أن يشتروا هذين البيتين لقربهما من الكنيسة نظراً لوجود العلاقة التاريخية الحميمة بين المسلمين والمسيحيين في هذه المدينة وأيضاً لقرب المكان من وسائل النقل العامة ،كما يقول مالك لذا فقد قرر المسلمون في أوتاوا أن يشتروا البيتين ويحولاهما إلى مسجد.
رئيس لجنة الكنيسة المتحدة سكوت ماك كريمون قال لقناة CBC الكندية أنه على الرغم من عدة عروض قدمت من مؤسسات ومنظمات مسيحية، ألا أننا آثرنا بيع الكنيسة إلى المسلمين نظراً لحميمية العلاقات التاريخية التي تربطنا ببعض.
لماذا هذه الكنيسة بالتحديد؟
يقول نعيم إن المسلمين في عام 1960 كانوا فقط عشر عائلات أي حوالي 100 شخص لكن اليوم المجتمع المسلم زاد عدده، ( وهذا لطف منهم) في إشارة إلى قبول إدارة الكنيسة بيعها للمسلمين.
وأضاف: في عام 1970 وصل عدد المسلمين إلى 500 عندما قرروا شراء البيتين بقرب الكنيسة لتحويلهما إلى مسجد أما اليوم فيبلغ عدد المسلمين 5000 مسلم ولذا قرروا شراء الكنيسة بعد أن عرضت للبيع وتم الشراء بمبلغ مليون ونصف دولار كندي.
وقد قامت إدارة الكنيسة بنقل مقتنيات الكنيسة والزجاج الملون والمزخرف إلى مكان الكنيسة الجديد تمهيداً لانتقال ملكية الكنيسة إلى المجتمع المسلم في شهر يونيو /حزيران 2016.