انتقادات حادة لحديقة حيوان بتشيلي قتلت أسدين لإنقاذ رجل من الانتحار

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/25 الساعة 07:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/25 الساعة 07:41 بتوقيت غرينتش

قالت السلطات التشيلية إن الرجل الذي انتشرت صورته في الإعلام حينما ألقى بنفسه في قفص الأسود بهدف الانتحار، قد بدأت حالته بالتعافي بعدما أصيب بجروح وبسهمٍ مهدئ للأسود أصابه أثناء عملية الإنقاذ، فيما أقيمت جنازة للأسدين اللذين قُتلا برصاص أمن حديقة الحيوان في العاصمة سانتياغو.

ورغم تعرضها لكثير من الانتقادات على طريقة تعاملها مع الموقف الذي أدى إلى مقتل الأسدين، فقد ثبتت إدارة حديقة الحيوان على موقفها ودافعت عن قرارها برمي الأسدين بالرصاص، السبت الماضي، أثناء الحادثة.. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 25 مايو/أيار 2016.

وتواصل كشف التفاصيل تباعاً، حيث ظهر أن الشاب فرانكو فيرارا (20 عاماً) كان يعاني من وساوس وأوهام مبنية على قصة وردت في الكتاب المقدس حول دانييل والأسود، حسب التقرير.

فردان من عائلتنا

وكان فيرارا قد تسلق القفص وتجرّد من ثيابه ثم ألقى بنفسه في القفص وعانق رقبة أحد الأسود بذراعيه، فخرج من القفص بإصابات خطيرة في الرأس والحوض والصدر، في حين أطلق الحراس النار على الأسدين عملاً بسياسة الحديقة في حوادث مماثلة.

الحادثة جرت على مرأى جمهور وحضور غفير جاءوا لزيارة الحديقة في عطلة نهاية الأسبوع، روّعتهم المفاجأة وهالهم مقتل الأسدين البشع بدلاً من استجابة أكثر حكمة أو سداداً، وفقاً لبعض الآراء، فتعالت الأصوات المطالبة بإغلاق حديقة الحيوان ومحاسبتها.

بيد أن الإدارة ثبتت على موقفها ودافعت عن سياستها وطريقة استجابتها، إذ عبر المدير أليخاندرو مونتالبا عن حزنه وأسفه العميق لخسارة "فردين من عائلتنا"، إلا أنه أصر على أن الأولوية الأهم كانت "أننا أنقذنا حياة ذلك الإنسان".

جنازة خاصة

وكانت جنازة خاصة قد أقيمت الاثنين الماضي لدفن الأسدين اللذين كان أحدهما قد وُلد في الحديقة ذاتها، بينما الآخر أُنقذ من جور المعاملة السيئة في سيرك متجوّل جنوب تشيلي.

لكن حالة الحزن تسود أوساط الرأي العام هناك، حيث نظمت احتجاجات ومسيرات بالشموع فضلاً عن الدعوات لرفع شكاوى على الإنترنت لإغلاق حديقة الحيوان الرابضة على تلة مساحتها حوالي 50 ألف متر مربع احتجاجاً على ما وُصف بتعاملها الهمجي مع الحيوانات، منها حبس النمور في أقفاص صغيرة تذرعها مجيئة وذهاباً، كما جيء ذات مرة برافعة لإخراج فيل علق بحفرة، كذلك لم تسلم الحديقة من أيدي اللصوص الذين سبق لهم سرقة أنواع ثمينة من الحيوانات ليلاً.

ليست الحادثة الأولى

وعلى مر 91 عاماً منذ تأسيسها، تتعرض الحديقة لانتقادات على سوء جاهزية مرافقها وتدابيرها الأمنية الرديئة، فالأسود هربت منها مرتين.

وبالإضافة إلى تلك الحوادث وغيرها تعاني الحديقة من سوء توصيل التيار الكهربائي فيها، ما تسبب في اشتعال ألسنة من اللهب أحرقت 4 زرافات؛ كما قتل 12 غزالاً من الصدمة بعد تلقيحهم بمصل، كذلك وقع رجل مخمور في قفص قرود الشمبانزي، حيث قال مراسل "الغارديان" الذي شهد الحادثة الأخيرة إن قرود الشمبانزي اقتصرت في تسليتها على خلع حذاء الرجل السكران لا أكثر.

أنا الأسد

أما فيرارا الذي حاول الانتحار مؤخراً فقد كاد قلبه أن يتوقف عن النبض بعدما انقضت الأسود عليه نهشاً وتمزيقاً وبعدما أصيب بسهم يحوي مادة مهدئة بها كم من المخدر كفيل بتغييب أسد بالغ عن الوعي تماماً.

في البدء خشي الأطباء على حياة فيرارا وعلى قلبه من التوقف، فوضعوه في حالة "كوما"، أي غياب تام عن الوعي، ريثما يستعيد جسمه وظائفه الأساسية، غير أن حالته بدأت في التعافي ويتوقع الأطباء استمرار حالته في التحسن.

وكان فيرارا قد كتب بخط يده ملحوظات تبين لدى تفحصها أنها إشارات إلى قصة في الكتب المقدس تروي كيف أن النبي دانييل ألقي به في عرين الأسود فشاءت القدرة الإلهية أن ينجو منها. وكتب فيرارا في ملحوظاته: "أنا الأسد"، مع رسم صورة تظهره على أنه نصف إنسان ونصف أسد.

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد