“سيخمكا” يختفي من لندن.. والمصريون يبحثون عنه بعد بيعه بـ16 مليون جنيه إسترليني!

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/10 الساعة 04:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/10 الساعة 04:42 بتوقيت غرينتش

طالب نشطاء بإغلاق أماكن المزادات المجهولة المختصة ببيع التحف الفنية، وذلك بعد أن كشفت وثائق بنما عن "تجارة غير أخلاقية ومجهولة تتعامل مع بيع وشراء التحف الثمينة والآثار مقابل أهداف مشبوهة مرتبطة بالتهرب الضريبي وغسل الأموال".

ففي الغالب أمسى أحد التماثيل المصرية خارج أراضي المملكة المتحدة، وهو تمثالٌ يوصف بأنه "قطعة فنية لا يمكن تعويضها"، بعد أن باعه أحد المتاحف البريطانية إلى جامع تحف غامض مقابل ما يقرب من 16 مليون جنيه إسترليني، وذلك حسب ما قال النشطاء.

وقد حظرت الحكومة تصدير تمثال "سيخمكا" الذي يبلغ عمره 4500 سنة، وسط محاولات مصرية لجمع الأموال اللازمة لشراء التمثال، بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الثلاثاء 10 مايو/آيار 2016.

انتهاء حملة "أنقذوا سيخمكا"

وأصيب النشطاء في بريطانيا وكذلك الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار المصري، بحالة من الفزع بعد أن تأكدوا أن التمثال لم يعد متاحاً للعرض أمام العامة بعد الآن. كما وصف الدماطي عملية البيع التي نفذتها بلدية بورو نورثامبتون في بريطانيا بـ"الجريمة الأخلاقية في حق التراث العالمي".

وعلى الرغم من ذلك، فبعد أن رفع حظر التصدير، قالت مجموعة نشطاء "أنقذوا سيخمكا" البريطانية في بيان لها: "نخبركم ببالغ الأسف أنه من المرجح أن يكون التمثال غادر أراضي المملكة المتحدة إلى مصير غير معلوم، ما ينهي حملتنا وعملنا الذي دام لـ3 أعوام و10 شهور".

وأضاف البيان "من المؤسف أننا خلال كل تلك الفترة لم نحظ بأي دعم رسمي لحملتنا من المتاحف الوطنية العظيمة، وأن الإدانة النزيهة التي وجهها مجلس فنون إنكلترا وجمعية المتاحف ضد بلدية بورو نورثامبتون، لم تتمكن من فعل شيء حيال الأمر".

وانتشرت إشاعات تقول إن التمثال بيع إلى أحد جامعي التحف يحمل إما جنسية أميركية أو قطرية.

وأزال مجلس فنون إنكلترا متحف نورثامبتون من قائمة المتاحف المعتمدة لديه حتى عام 2019 على أقل تقدير، ما يعني أنه لم يعد يقبل المنح العامة أو أي نوع من التمويل؛ لأن عميلة البيع خرقت الشروط المتعلقة بالتصرف في القطع الأثرية.

من هو "سيخمكا"؟

ويبلغ طول التمثال حوالي قدمين ونصف القدم، وهو مصنوع من الحجر الجيري الملون، ويصور التمثالُ الكاتبَ المصري سيخمكا وملحق به تمثال آخر أصغر حجماً يجلس عند قدمه يفترض أنه لزوجته. ومنحت إجادة "سيخمكا" للقراءة والكتابة في الوقت الذي ندر خلاله وجود كُتّاب، أهمية خاصة للتمثال.

واصطحب سبنسر كومبتون، الابن الثاني لإيرل نورثهامبتون التاسع، التمثال معه خلال رحلته إلى مصر عام 1850، إلا أن العائلة تبرعت بالتمثال لصالح المتحف بعد 30 عاماً.

وقالت مجموعة دعم تمثال سيخمكا: "في ضوء ما كشفت عنه وثائق بنما، التي احتوت بعض وثائقها على معلومات متعلقة بالعمليات التجارية غير الأخلاقية والمجهولة التي تعمل في بيع وشراء التحف الثمينة مقابل أهداف متعلقة بالتهرب الضريبي وغسل الأموال، ينبغي على مجلس فنون إنكلترا وجمعية المتاحف بل والمتاحف كلها، أن يجبروا الحكومة البريطانية على إغلاق أماكن المزادات المجهولة".

وأضافت المجموعة: "وفي نفس الوقت، ينبغي على المالكين الإفصاح عن هوية المشترين، وينطبق الأمر على من يشتري التحف الثمينة".

وقالت المجموعة إنها ستنهي حملتها، لكنها ترغب "أن يستكمل الزملاء المصريون محاولاتهم لمقاضاة من تسببوا في تلك العملية غير الأخلاقية لبيع تمثال سيخمكا".

واختتم البيان: "في النهاية، نناشد المشتري الذي يقال إنه أميركي الجنسية أن يتنازل عن التمثال لمتحف بروكلين في نيويورك، الذي يعتني بالتماثيل التالفة التي يقترب عمرها من عمر التمثال، ولكي يتيح عرض التمثال للعامة مرة أخرى، لكي نحقق بعضاً من الشروط التي من أجلها تبرعت عائلة سبنسر كومبتون بالتمثال".

متحدثة باسم بلدية بورو نورثامبتون قالت إن البلدية لا تعرف مكان التمثال، وليس لديها أي فكرة عنه لأنها قامت ببيعه منذ نحو عامين.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد