برأت محكمة النقض الإيطالية رجلاً في عقده الثالث من تهمة السرقة، رغم اعتقاله متلبساً بالجرم في العام 2011 داخل سوبرماركت بمدينة جنوى شمال البلاد، حينما كان يحاول سرقة نقانق وقطعتين من الجبن، قبل أن ينتبه إليه أحد الزبائن ويُخبر الأمن.
وبحسب صحيفة Corriere della Sera الإيطالية الثلاثاء 3 مايو/ أذار 2016، فإن المحكمة وجدت أن "سرقة كمية صغيرة من المواد الغذائية لسد الجوع ليست جريمة"، وهو الأمر الذي ينطبق على المتشرد رومان اوسترياكوف الذي اعتقل في العام 2011 لمحاولته سرقة ما يُعادل ثمنه 4.07 دولار من المواد الغذائية.
وكانت المحكمة الابتدائية قد قضيت بسجن المتشرد اوسترياكوف 6 أشهر بعد اعتقاله، إلى جانب فرض غرامةٍ ماليةٍ تم تخفيفها إلى مبلغ 100 يورو فقط؛ نظراً لظروفه المالية والمعيشية السيئة، إلا أن النيابة العامة، وعلى غير العادة، طالبت بالحصول على حكم مخفف أكثر بالنظر إلى أن الرجل لم يرتكب جريمة سرقة المواد الغذائية، و"إنما حاول فقط القيام بذلك".
الصحيفة أضافت أن القضية انتقلت بعد محكمة الاستئناف إلى محكمة النقض، التي قررت بدورها تبرئته من تهمة السرقة المُوجهة إليه "حالة المتهم الخاصة والظروف التي قام فيها بأخذ المواد الغذائية".
وبررت المحكمة قرارها بالقول، إن المتهم أقدم على السرقة من أجل "مواجهة حاجة ماسة إلى الأكل عنده، وبما أنه لا يمكن البقاء على قيد الحياة من دون أكل فإن تصرفه كان بدافع الضرورة فقط".
ولم تمر هذه القضية في إيطاليا دون إثارة الجدل والسخرية حول المحاكم والقانون في البلاد، حيث استغربت العديد من وسائل الإعلام "الحاجة إلى مرور قضية محاولة سرقة ما يبلغ سعره 4.07 يورو من مراحل التقاضي الثلاث، ابتداءً من المحكمة الابتدائية ثم الاستئناف ثم محكمة النقض"، مع كل التكاليف المالية التي يفرضها ذلك.