مع اندلاع أي صراعٍ مسلّح في العالم، تُقام المخيمات في المناطق الآمنة المجاورة لـ "ساحات المعارك" لاستيعاب اللاجئين الفارين من نيران الحرب بشكلٍ مؤقت.
ورغم أن صفة عدم الاستقرار تلازم مخيمات اللجوء التي يُفترض أن تكون مؤقتة، فإن عشرات السنين مرت على إنشاء بعض المخيمات التي لا تزال قائمةً حتى اليوم.
فيما يلي قائمة بأكبر خمسة مخيمات اللاجئين حول العالم:
1- مخيم داداب (كينيا)
تم إنشاؤه في العام 1992 كمخيم مؤقت لاحتضان مجموعة من اللاجئين الصوماليين الهاربين من الحرب الأهلية والمجاعة في بلادهم، إلا أنه تحول إلى مخيم دائم يحوي أكثر من 500 ألف لاجئاً منذ ذلك الوقت، ويشكل الصوماليون 95% من نسبة سكان المخيم الآن، حيث وُلد جيل كامل في ذلك المخيم ولم يخرج منه قط.
يقع "داداب" على بعد 100 كيلومتر مربع من حدود كينيا مع الصومال، ويضم ما يقرب من 42 مدرسة و22 مستشفى والعديد من الأسواق، وهو أشبه بمدينة سكنية متكاملة تعيش على التبرعات وإعانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
شهد هذا المخيم ثلاث موجات نزوح رئيسية، الأولى عند اشتعال الحرب الأهلية في التسعينيات، والثانية في العام 2006 بعد الاجتياح الإثيوبي للصومال، وأخيراً في العام 2011 عندما ضربت موجة جفاف عير مسبوقة الأراضي الصومالية.
2- مخيم الزعتري (الأدرن)
مخيم للاجئين السوريين في الأردن، يعتبر أحد أكبر مخيمات اللجوء عربياً والثاني عالمياً. يقع في محافظة المفرق على بعد 85 كلم شمال شرق العاصمة الأردنية عمان. وقد أنشأته السلطات الأردنية فوق أرض صحراوية تبعد حوالي 10 كلم عن نقطة التقاء الحدود السورية – الأردنية، يوم 29 يوليو/تموز عام 2012، لاستيعاب آلاف السوريين الفارين من بطش نظام بشار الأسد.
ومنذ إنشائه ظلت مساحة المخيم تتسع باطراد حتى أصبح أشبه بمدينة مترامية الأطراف تعد رابع أكبر تجمع سكاني في الأردن، وذلك على شكل شبكات منتظمة أقامتها وكالات الإغاثة العالمية.
ويولد في المخيم يومياً ما بين 12 و15 طفلا، وقد احتفل صندوق الأمم المتحدة للسكان يوم 1 مارس/آذار 2016 بقدوم المولود رقم 5 آلاف في مخيم الزعتري.
وقد أنهت السلطات الأردنية اعتباراً من يوم 30 إبريل/نيسان 2014 استقبال اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بعد أن بلغت استيعابه نحو 110 آلاف لاجئ، لكن هذا العدد انخفض بعد ذلك.
3- مخيم السلامة (الحدود السورية – التركية)
يقع داخل الأراضي السورية عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، كان يقطنهُ في البداية بضعة آلاف في العام 2011، لكن العدد وصل إلى قرابة 100 ألف لاجئ سوري مع نهاية العام 2015 إزاء تصعيد القصف على الشمال السوري.
تُسهم عدة منظمات بمد يد العون إلى اللاجئين هناك الذين يعانون من ظروف سيئة جداً.
4- مخيم عين الحلوة (لبنان)
مخيم للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، يقع المخيم ضمن مدينة صيدا الساحلية، والتي تعتبر عاصمة الجنوب اللبناني. تبلغ مساحته حوالي كيلومتر مربع واحد، وعدد سكانه حوالي 80 ألف نسمة، لذا فهو أكبر مخيم في لبنان من حيث عدد السكان، ومعظمهم نزح في العام 1948 من قرى الجليل في شمال فلسطين.
يضم المخيم 8 مدارس، وعيادتان للاونروا، بالإضافة إلى مستشفيين صغيرين للعمليات البسيطة. وتتواجد العديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة داخل المخيم مثل حركة "فتح" وحركة "حماس".
5- مخيم فيران شهير (تركيا)
تم إنشاؤه في العام 2013 للاجئين السوريين جنوب مدينة أورفا التركية، تبلغ مساحته 650 ألف متر مربع ويحوي أكثر من 35 ألف لاجئ.
المخيم من أكبر مخيمات اللاجئين في تركيا، وهو عبارة عن مجموعة مخيمات داخل مكان واحد، على شكل أحياء ضخمة منفصلة، ولكل حي مخاتيره ومدارسه ومساجده.