يضم أشهر الطهاة في باريس.. مطعم فرنسي يقدم أطباقاً شهية لكن من سلة النفايات.. تعرف على قصته بالصور

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/27 الساعة 05:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/27 الساعة 05:55 بتوقيت غرينتش

هل يمكن أنت تصبح المواد الغذائية منتهية الصلاحية أطباقاً فاخرة تحظى بإقبال الزبائن عوض إلقائها في سلة المهملات؟ إنه رهان مطعم "فريغن بوني" الباريسي الذي يضم أشهر طهاة المدينة، الواقع شمال العاصمة الفرنسية، بهدف القضاء على ظاهرة إهدار المنتجات الغذائية.

فريق "فريغن بوني" المكون من نحو 20 طاهياً متطوعاً، يستقبل الزبائن التواقين لخوض هذه التجربة 4 مرات في الأسبوع.

المطعم الباريسي الذي أطلق تيار "فري غانيزم" (المتمثل في استهلاك الأطعمة المجانية والنباتية بعد إعادة تدويرها) للمرة الأولى في فرنسا، لا يحدد أسعار أطعمته بل يترك الخيار لزبائنه بعد أن يفرغوا من تناول الأطباق ليدفعوا ما يشاءون.

المكان يستقبل نحو 80 زبوناً يجلسون خلف منضدة مفتوحة على المطبخ، ليتم إعداد الأكل على مرأى منهم.

شوربة الكرفس والخبز القديم مع الموز أطباق من إمضاء الطهاة، يقومون على إفرز الطعام من "سلة المهملات"، ويقترحون في كل وجبة قوائم مختلفة، تنافس أشهر المطاعم الباريسية الأخرى من حيث طريقة التقديم والتنوع.

وتتكون الوجبة من 3 أطباق تضم المقبلات والطبق الرئيسي والتحلية، من بينها شوربة الكرفس مع الخرشوف بصلصة الفلفل والخل والزيت وكذلك الخبز القديم مع الموز وقطع اللحم مع العدس و"بوب كورن" الشمار والجرجير.

ويستعمل "فريغن بوني" في تحضير بعض الأطباق مكونات يندر الحصول عليها في المحلات التجارية، مثل زهرة السلبوت وعباد الشمس وفاكهة التنين (بيتايا).

"فريغن بوني" يعيد النظر في الفواكه والخضر أيضاً

المطعم يسعى إلى استخدام الفواكه والخضراوات "المنفرة أو غير اللذيذة"، ليحولها بعد ذلك إلى "أطباق على ذات القدر من اللذة مع بقية المطاعم الأخرى" التي تستخدم أجود الأنواع، وفق جيليا باتاي، منسّقة "بنك النفايات" (جمعية فرنسية تهدف إلى إعادة تدوير المنتجات الملقاة في النفايات)، لـ"الأناضول".

وبعد زيارة الفريق إلى سوق رونجي، أكبر أسواق المنتجات الزراعية في العالم الواقع في باريس، يواصل المطعم تجربته الفريدة التي نجحت في استقطاب آلاف الزوار.

باتاي قالت إن فريق "فريغن بوني" يتوجه مرتين في الأسبوع إلى سوق رونجي للحصول على الفواكه والخضراوات "الطبيعية 100%" حتى وإن بدت أقل جودة.

المنتج لا يتلخص في سعره فقط

بحسب باتاي، تسهم التجربة التي يقدمها المطعم في دفع الزبائن إلى إعادة التفكير في الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع الأطعمة والمنتجات الزراعية، فـ"المنتج لا يتلخص في سعره فقط، بل يتمثل في الجهد الذي يقف وراءه وإتلافه يعتبر استهتاراً".

من المهم أن "يتعلم الناس قيمة المنتجات"، تابعت منسّقة "بنك النفايات"، مضيفة: "نتجه نحو التفكير في أن كل شيء جائز، بما في ذلك تجاهل الفواكه والخضراوات الموسمية".

المزيد من المبادرات

باتاي ترى أن زوار مطعم "فريغن بوني" يحبذون "تنوّع" المعروض من الطعام، خلافاً لـ"مبدأ التجانس الذي تقدمه بعض الأماكن في باريس"، ولم يشعروا بخيبة أمل بعد تجربة الأطباق الفريدة من نوعها.

من جانبها، قالت بيرونغير، طالبة ماجستير بالشؤون الدولية في باريس، في هذا الاتجاه، إنها جاءت لـ"فريغن بوني" من أجل فهم طريقة عملهم.

وتوصلت الشابة الفرنسية إلى فهم الرابط بين القانون المتعلق بالتبذير، الذي يجبر المحلات التجارية الفرنسية الكبرى على التبرع بالمنتجات التي لم يتم بيعها لكنها مازالت صالحة للاستعمال، والفكرة التي يقوم عليها المطعم.

وبخصوص نوعية الأطباق، علقت بيرنغير بأن لائحة الطعام التي يقترحها "فريغن بوني" قائلة: "لا تختلف عن الأطعمة التي نجدها في بقية المطاعم العادية"، إلا أنها تتميز بنكهة "منزلية" أكثر.

إيسيبيو، مدرس إسبانية في معهد "سيونس بو" للعلوم السياسية في باريس، الذي يزور المكان لأول مرة باقتراح من صديق مقرّب له، اعتبر أن المطعم يرمز إلى تطور "الاقتصاد التعاوني" في فرنسا، لافتاً إلى أن مثل هذه الخطوات تعد "خبراً سعيداً" للبلاد.

علامات:
تحميل المزيد