تستعد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية لإطلاق برنامج "عمرة بلس"، الذي يسمح لبعض المعتمرين بالتنقل في عدد من المناطق والمدن السياحية لقضاء بعض الوقت والاطلاع على المناطق الأثرية والتاريخية بالمملكة.
وبحسب الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في مؤتمر صحفي أقامه فإن الإجراءات أصبحت مهيأة لهذه الخطوة، كتحويل التأشيرات من العمرة إلى السياحة بطريقة آلية وغيرها من الإجراءات التي تم اعتمادها وتوفيرها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المشاركة في البرنامج".
"هافينتغون بوست عربي" التقت محمد المعجل رئيس لجنة السياحة في الغرفة التجارية الذي أوضح أن برنامج "عمرة بلس" سيسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والثقافية في السعودية، حيث سيتمكن المعتمر من زيارة المناطق القريبة من الحرمين كمدينة الطائف والمدينة المنورة وغيرهما من المناطق التي تتميز بتراثها وثقافتها، بالإضافة إلى الانتقال إلى المدن الساحلية كالباحة وأبها جنوب البلاد.
مدة تنقل المعتمر
وأضاف المعجل: "يحتاج البرنامج لحملات دعائية قوية؛ كي يحقق فاعليته المرجوة، وقد تصل مدة التنقل للمعتمر إلى 30 يوماً في المدن التي يرى أنها مناسبة له".
وعن آلية العمل برنامج "عمرة بلس" – بحسب المعجل – فمن المتوقع أن تقوم شركات السياحة باستقطاب المعتمرين ووضع برنامج سياحي متكامل لهم، فيكون لدى المعتمر خطة سياحية منظمة قبل وصوله للسعودية، ولكن عليه أن يختار جهة موثوقة ومعتمدة.
الاقتصار على السياحة الدينية
عضوة لجنة السياحة في الغرفة التجارية سيدة الأعمال، فاديا الراشد، قالت في حديث لـ"عربي بوست": "المملكة تمثل وجهة دينية لجميع المسلمين في أصقاع الأرض، ولكن بسبب الاقتصار على السياحة الدينية يفوت على هؤلاء الزوار فرصة التعرف على الموروث الوطني، حيث يصل المعتمر ويرجع ولم تتح له فرصة الاطلاع على معالم المملكة وتاريخها الإسلامي العريق وعادات شعبها والوقوف على التطور الحاصل في جميع القطاعات".
الاستثمار السياحي
واعتبرت الراشد أن مشروع "عمرة بلس" سيفتح آفاقاً جديدة للسياحة وسيعود بالنفع ليس على السائح الديني فقط بل سينعكس على القطاعات الخاصة ذات العلاقة بالسياحة كقطاع الإيواء السياحي والإعاشة من مطاعم وغيرها، وسيفتح أبواباً كانت مغلقة ومقتصرة على المواطن والمقيم.
وأوضحت أن المشروع سيشجع المستثمر في السياحة لتقديم خدمات أفضل وأرقى، ويدفع مستثمرين جدداً إلى الدخول في صناعة السياحة بثقة أكبر، مؤكدة أنه يتطلب جاهزية كاملة مدروسة لتوفير تسهيلات ومتابعة جيدة لإبراز المملكة كوجهة سياحية، بالإضافة إلى تكاتف الجهود والتنسيق بين القطاعات الخدمية.