كان الدكتور عبد العزيز شحاته، لا يرى أحد محال بيع عصير القصب، إلا ويتوقف أمامها، ولكنه كان محروماً من شراء كميات ليتناولها في المنزل، بسبب أحد أهم خصائص عصير القصب، وهي أنه يفسد ويتغير لونه بعد أقل من خمس دقائق من العصر.
وخاصة أن شحاته أستاذ الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث يجد في هذا العصير حلاً من الحلول الناجعة للتخفيف من الآلام التي يعاني منها في كليتيه.
هذه التجربة الشخصية، كانت حافزاً للدكتور عبد العزيز، للاشتراك مع زميله الدكتور هشام أمين، في إنتاج معلبات عصير قصب، يمكن تخزينها لمدة 9 أشهر، في سابقة هي الأولى من نوعها، وهو المنتج الذي منحهم براءة اختراع.
كثير من الاختراعات تتوقّف عند حدود الحصول على البراءة، ولكن الفائدة التي يخلقها الاختراع، جذبت انتباه أحد مستثمري الصناعات الغذائية، الذي قام بشراء براءة الاختراع من المركز القومي للبحوث، ليطرح منتج عصير القصب في الأسواق، تحت اسم " دكتور قصب".
صيدلية متنقلة
ويقول الدكتور هشام أمين، الباحث الرئيسي في هذا الاختراع، أن المنتج صار موجوداً في بعض المراكز التجارية، وردود الفعل التي تأتيهم عنه من الشركة المنتجة إيجابية للغاية.
وأضاف الدكتور أمين لـ"عربي بوست" كنت "أتوقع ذلك، لأن المنتج له من اسمه نصيب، فهو يعالج ليس مرضى الكلى فقط، ولكن قطاعات عريضة من المرضى أيضاً، بما يجعله أشبه بـ (صيدلية متنقلة)".
ويوصف عصير القصب لمرضى الكلى، لأنه يساعد على إدرار البول، كما أنه مفيد للمرضى الذين هم بحاجة لنسبة عالية من السكريات لأسباب طبية، وهو أيضاً يعالج ارتفاع الكولسترول في الجسم ويقاوم الإمساك بحسب الدكتور أمين.
وتقوم فكرة هذا المنتج، كما يشرحها الدكتور شحاته، على استخدام مواد مضادة للأكسدة، تعمل على تثبيط أنزيم "البوليفينول أوكسيدز"، المسؤول عن الفساد السريع لعصير القصب وتغير لونه، كما يتم استخدام مواد حفظ طبيعية تطيل عمره لمده تسعة أشهر.
ويوضح الدكتور شحاته، أن هذا المنتج هو الأول من نوعه في العالم، إذ توجد منتجات اعتمدت على تركيز العصير وبيعه مجففاً، لكنها لا تقارن من حيث النكهة والقيمة الغذائية، بالمنتج الذي يوفر العصير للمستهلك، وكأنه تمّ عصره قبل دقائق.
قيمة مضافة
ويثني خالد حسب الله، مسؤول التسويق بإحدى شركات الصناعات الغذائية، على المنتج الجديد، متوقعاً له مزيداً من الانتشار، لأنه يحقق قيمة مضافة.
وقال حسب الله لـ"عربي بوست" إن " كثيراً من الاختراعات المصرية تضل طريقها نحو التطبيق، لأن صاحبها ابتكر فكرة جديدة، دون أن يفكر في القمة المضافة التي ستخلقها هذه الفكرة، ولكن اختراع معلبات عصير القصب خالف ذلك، فكانت له حظوظ في التسويق".
والقيمة المضافة، من وجهة نظر حسب الله، ليست فقط في أنه يلائم قطاعات عريضة من المرضى، ولكن يمكن تسويقه من ناحية أنه يوفّر عصيراً آمناً خالياً من ملوّثات المعاصر المنتشرة في ربوع مصر.
ويضيف: "أغلب هذه المعاصر لا تهتم بنظافة معصرة القصب، مما ينتج عنه أمراض معوية حال تناوله".