علمياً.. كيف يقوى عقلك على خداعك والتلاعب بك؟ تعرف على أسرار الـ “لا وعي”

هل تعلم بأنك لا تستطيع التحكم في عقلك بشكل دائم؟ بل إن أكثر العمليات التي تقوم بها أدمغتنا تكون خارج نطاق التحكم والسيطرة! فرغم أن بإمكانك التحكم بعقلك ودفعه للتفكير ملياً قبل اتخاذ أي قرار استراتيجي متعلق بحياتك، فإنه في الوقت ذاته، هناك عمليات أخرى تجري في العقل تأخذ قرارات بشكل تلقائي على هواها، تسمى بعمليات اللاوعي، والتي تحاول أن تأخذك لمنطقة الراحة وتحافظ على اتزانك الداخلي.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/24 الساعة 05:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/24 الساعة 05:42 بتوقيت غرينتش

هل تعلم بأنك لا تستطيع التحكم في عقلك بشكل دائم؟ بل إن أكثر العمليات التي تقوم بها أدمغتنا تكون خارج نطاق التحكم والسيطرة!

فرغم أن بإمكانك التحكم بعقلك ودفعه للتفكير ملياً قبل اتخاذ أي قرار استراتيجي متعلق بحياتك، فإنه في الوقت ذاته، هناك عمليات أخرى تجري في العقل تأخذ قرارات بشكل تلقائي على هواها، تسمى بعمليات اللاوعي، والتي تحاول أن تأخذك لمنطقة الراحة وتحافظ على اتزانك الداخلي.

تتميز عقولنا بقدرتها على إظهار التناسق والمنطقية؛ وحتى إذا لم يكن هذا التناسق موجوداً، فإن أدمغتنا تميل لإظهار الأشياء بصورة منطقية.

رؤيتنا للعالم أقل دقة


ولتوضيح هذا الأمر، فعليك أولاً أن تعرف أننا لا نرى العالم بوضوح كما نعتقد، فكل ما نراه هو بقعة صغيرة في مركز رؤيتنا. فيما عدا ذلك، تكون رؤيتنا أقل دقةً، فأعيننا تتحرك حوالي 5 مرات في الثانية حتى تتمكن من تناول عينات أوسع من عالمنا.

وقام الباحثون بتجارب عدة لإثبات أن رؤيتنا المحيطية ضعيفة، فقد تم إرسال كاميرات خفية وشرطة مزيفة تسأل المارة في الشوارع عن شخص له مواصفات معينة، وهو موجود في نطاق رؤيتهم المحيطية بالفعل، لكنهم لم يتمكنوا من ملاحظته على الإطلاق.

ويعود السبب إلى أن الرؤية المحيطية فقيرة جداً في التقاط الأشياء الهامة، لذلك تعمل أدمغتنا على إدخال التناسق والمنطقية مع الرؤية المحيطية ليبدو وكأننا نرى العالم بدقة كبيرة جداً.

التدفق البصري


هناك أيضاً مصطلح هام جداً يساعد في عملية التلاعب بأدمغتنا وهو "التدفق البصري"، وهو نهر المعلومات البصرية التي نعيشها عندما نتحرك في هذا العالم.

دعنا نوضح عملية التدفق البصري بمثال شهيرك، فعندما تكون جالساً في قطار ثابت وترى من النافذة قطاراً يبدأ في الانطلاق والتحرك، فيخطىء دماغك وتعتقد بأن قطارك هو من أقلع!

فاللاوعي حينها يفترض بأن الأشياء من حولك ثابتة وأنك أنت من تتحرك، فيصدق عقلك الواعي هذا الأمر بحكم مجيئها من القسم الآخر للعقل، لذلك تعتقد حقيقة بأنك أنت تحركت.

يستخدم البعض التدفق البصري لتنفيذ خدع كثيرة، فيمكنهم مثلاً إيقاع شخص دون لمسه، فقد قام الباحث لي وليشمان بإعداد غرفة التدفق البصري منذ العام 1972.

وصممت بعدها غرف أخرى للتدفق البصري، منها غرفة تتحرك جدرانها بعجلات، وأوهموا فتاةً بأنها بطلة إعلانات، وأمسكت بصينية عليها كاسات مياه، وبمجرد تحريك الجدران تهتز الفتاة وتوقع بالصينية على الفور، وهذا بسبب اعتقادها في هذه اللحظة بأنها تتحرك وليس الجدران!



الحواس تعمل مجتمعة


هل تعلم أيضاً بأن جميع الحواس تعمل مع بعضها؟ خذ مثالاً على ذلك، فإذا قمت بجرح يديك قد لا تشعر بالألم حتى ترى بعينيك الدم يتدفق خارج الجرح، فالعين كانت المصدر الأكثر موثوقية للإدراك وقتها، وذلك لوجود تراتبية بين الحواس.

دعنا ننتقل للعلاج بالوهم والذي يكون علاجاً فعالاً في بعض الأحيان؛ فإذا كنت تشعر بالصداع وأعطيتك حبة سكر على أنها حبة اسبرين، سيزول الصداع كما كنت تتوقع تماماً!

وقد طبق باحثون هذا الأمر على مجموعةٍ من الشباب، إذ أخبروهم بأنهم سيشربون الكحول مجاناً بهدف دراسة تأثير استهلاك الكحول على قدرات المرء، لكنهم قاموا بتقديم بدائل غير كحولية.

ما تمت ملاحظته، هو أن الشباب ثملوا بالفعل على الرغم من أنهم لم يشربوا قطرة كحول واحدة!

التكيف


عملية التكيف (Adaptation)، هي عملية تشبه إلى حدٍ كبيرٍ مفهوم التناسقية، وتعتمد على أكثر العمليات منطقيةً بالنسبة للعقل، كما أنها تتم بشكل سريع.

فمثلاً عندما تشعر بقطرات المطر، تخبرك الخلايا الحسية بأنها تمطر، ثم بعد ذلك حين يستمر المطر، تتوقف الخلايا الحسية عن نقل الأمر مرة أخرى لك، فكل ما أنت بحاجة لمعرفته هي أنها تمطر فقط.

قام باحثون بإعطاء نظارة للاعب كرة قدم محترف تجعل كل شيء ينحرف بمقدار 10 درجات، وعندما قام بارتدائها سقط أكثر من مرة في بداية الأمر، لكنه سرعان ما اعتاد الأمر ليتأقلم على الوضع الجديد ويحرز أهدافاً.

وعندما قام بخلعها، أصبح من الصعب عليه إحراز الأهداف لكنه سرعان ما استعاد التأقلم على الوضع الطبيعي دون هذه النظارة!

علامات:
تحميل المزيد