لا شك أن الجيوش حول العالم لا تستطيع تخزين أسلحتها القديمة التي لا تحتاج إليها إلى الأبد، فكل يوم تتيح التكنولوجيا المتطورة أسلحةً جديدةً تدفع الجيوش للتخلص من القديم.
لكن هل تساءلت يوماً كيف تتخلص المؤسسات العسكرية من الأسلحة؟ سواءاً كانت خفيفة كالمسدسات والبنادق، أو ثقيلة كالدبابات والطائرات والسفن الحربية؟
التخلص من الأسلحة النارية
"كابتن كرانش Captain Crunch" هو اسم الآلة التي تستخدم للتخلص من آلاف الأسلحة التي تحولت إلى مجرد خردة معدنية.
وتم استخدام الآلة في أغسطس/آب من العام 1993، للتخلص من الأسلحة النارية غير المرغوب فيها، وتقع في مستودع "أنيستون Anniston" العسكري في ولاية آلاباما والذي يدار من قبل وكالة الدفاع اللوجستية.
و "كابتن كرانش Captain Crunch" هي عبارة عن آلة فرم تستخدم شفرات متشابكة تستطيع تحويل المعادن والحديد والألمنيوم والبلاستيك إلى خردة.
ويستطيع "كابتن كرانش Captain Crunch" فرم حوالي ألفين 500 قطعة سلاح في اليوم الواحد، إذ بلغ عدد الأسلحة المفرومة في 6 أشهر حوالي 300 ألف سلاح ناري، منها 132 ألف بندقية، و110 ألف مسدس نصف آلي، و20 ألف سلاح خفيف، وتبلغ تكلفة فرم السلاح الواحد حوالي 3.25 دولار.
أكبر مقبرة للطائرات
أما في صحراء آريزونا الأميركية، فتقع أكبر مقبرة للطائرات الحربية في العالم، حيث تحتوي على أكثر من 44 ألف طائرة حربية ومقاتلات مهجورة غير مستخدمة، والتي تعرف بقاعدة "دافيس مونثان Davis–Monthan" الجوية العسكرية.
يوجد بالقاعدة طائرات من جميع الأحجام والطرازات، بدايةً من طائرات البضائع، وصولاً إلى قاذفات القنابل، مثل طائرة شحن هركليز، وايه-10 ثاندر بولت الثانية، ومقاتلة F-14 تومكات.
ويحتوي المستودع الضخم على طائرات مبعدة بشكل مؤقت عن الطيران وقد تعود للخدمة مرة أخرى في أي وقت، بجانب قيام الفريق المشرف على المستودع باستصلاح أجزاء صالحة للاستخدام بعد إعادة فحصها وإصلاحها، كما يتم تفكيك هياكل الطائرات هناك.
وتعود الكثير من الطائرات إلى حقبة الحرب الباردة وحرب فيتنام، وتتضمن طائرات كـ B-52 والقادرة على حمل قنابل نووية.
مقبرة الدبابات الألمانية
GmbH هي شركة ألمانية تقع في إبهليبن بألمانيا، قامت منذ العام 1990 بتفكيك أكثر من 15 ألف دبابة وعربة مصفحة من ألمانيا والنمسا وفرنسا ودول أوروبية أخرى.
ويخضع نشاط الشركة لمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا من بعد الحرب الباردة، والتي تم على أساسها وضع قيود على المعدات العسكرية الأساسية في أوروبا.
وفي حين تختار بعض الدول التخلص من الدبابات القديمة من خلال تفكيكها، فهناك أخرى تختار طرقاً أسهل، كإلقائها في البحر، ففي العام 2010، قام الجيش التايلاندي بإلقاء حوالي 25 دبابة خارج الخدمة في مياة الخليج التايلاندي.
تفكيك السفن ومراسم التشييع
أما السفن الحربية، فتحظى بدورها بمراسم مختلفة قليلاً عن بقية المعدات العسكرية، ففي الولايات المتحدة تتم إقامة مراسم عسكرية تشريفية قبل تفكيك السفينة، فيتم إنزال العلم من عليها وسط جمع من البحارة الذين خدموا بها، والذين غالباً ما يشعرون بحزنٍ شديد يصل إلى حد البكاء تجاه المركبة التي قضوا وقتاً طويلاً داخلها.
بعد ذلك يتم تجريد السفينة من معداتها وإفراغها من الوقود، وسحبها في البحر لاستخدامها كأهداف أثناء المناورات والتدريبات، حيث يتم تفجيرها ومن ثمة تغرق إلى القاع.
بعض السفن التي لم يتم استهلاكها بشكل كامل، يتم إيداعها في بعض القواعد العسكرية، بحيث يمكن استخدامها مرة أخرى إذا دعت الحاجة، بعد ترميمها وإصلاحها مرة أخرى، العملية التي قد تأخذ 30 يوماً على الأقل.
أما السفن الأثرية والتاريخية التي شهدت أحداثاً هامة، فإنه يتم حفظها في مرسى ما وفتحها أمام الجمهور لتتم زيارتها، مثل سفينة U.S.S. Iowa، والتي تحمل لقب "أعظم السفن البحرية في العالم".
