بيت لحم تستعد لعيد الميلاد بغياب “سنتاكلوز”

تعيش مدينة بيت لحم أجواءً روحانية احتفالاً بعيد ميلاد السيد المسيح، تنغصها أجواء التوتر والقتل اليومي التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ففي كنيسة المهد، أقيمت الصلوات يوم الأحد الماضي، وتضرع المصلون لله داعين أن يعم السلام الأرض المقدسة.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/01 الساعة 00:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/01 الساعة 00:08 بتوقيت غرينتش

تعيش مدينة بيت لحم أجواءً روحانية احتفالاً بعيد ميلاد السيد المسيح، تنغصها أجواء التوتر والقتل اليومي التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ففي كنيسة المهد، أقيمت الصلوات يوم الأحد الماضي، وتضرع المصلون لله داعين أن يعم السلام الأرض المقدسة.

أما في ساحة المهد، فنصبت بلدية بيت لحم بالتعاون مع مؤسسات المدينة شجرة عيد الميلاد، والتي صُنفت العام الماضي من قبل صحيفة The Wall Street الأميركية، على قائمة أجمل أشجار الميلاد حول العالم وحلت في المرتبة الـ 12.


كاهن رعية الروم الأرثوذكس في كنيسة المهد عيسى ثلجية قال لـ "عربي بوست" عقب الانتهاء من الصلوات، "اليوم نصلي للرب ليعم السلام على وطننا فلسطين وعلى الكون، نعيش اليوم ظروفاً صعبة، كل يوم نقدم الشهداء على أرض السيد المسيح الذي جاء برسالة السلام والمحبة. اليوم تغيب عنا شخصية سانتاكلوز لغياب الفرحة ولو جزئياً، في كل عام كنا نحتفل ونفرح اليوم نعيش الحزن".

ومضى ثلجية قائلاً، " أقول للعالم كفى حروباً ودماراً، كفى حزناً، توحدوا من أجل السلام، من أجل مهد السيد المسيح. على الناس أن يحافظوا على المحبة في نفوسهم ليسود السلام، نحن هنا في فلسطين موحدون مع المسلمين لتحقيق الاستقلال والسلام، بالصلاة والدعاء".


وعن الاحتفال تقول دنيا جريس، "نحن بأمسّ ما نكون للسلام في ظل ما يدور من حرب ودمار في العالم، وتوترٍ وقتلٍ يومي في فلسطين. أطفالنا بحاجة للأمان والسلام، بحاجةٍ إلى مستقبل آمن. اليوم نحتفل وتغيب الفرحة الحقيقية، غابت شخصية سانتاكلوز، هذا دليل على أن أرض السلام لا تعيش السلام".

جدير بالذكر أن حالة التوتر الأمني منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل 105 فلسطينين وتسببت بآلاف الإصابات.

أعياد الميلاد.. رسالة سلام


وعن رسالة الميلاد تقول رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون، "رسالة بيت لحم لهذا العام في ظل ما تعيشه أرض فلسطين مهد السيد المسيح أن على هذه الأرض ما يستحق السلام، اقتبسنا ذلك من قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي قال: على هذه الأرض ما يستحق الحياة، نحن نقول على هذه الأرض ما يستحق السلام".


وأضافت، "رغم كل ما نعيشه من ظروف صعبة يومية، سنبقى في بيت لحم نصدر السلام ونصلي للسلام لفلسطين وللعالم".

احتفالات دنية ووطنية


من جانبه يقول فادي غطاس من وحدة العلاقات العامة في بلدية بيت لحم، "اليوم نضع اللمسات الأخيرة على تزيين المدينة المقدسة، وقد بدأ الاحتفال رسمياً بالأعياد المجيدة من خلال افتتاح سوق الميلاد يوم الأحد في بيت لحم".


وأضاف، "يوم 5 ديسمبر/كانون الأول نضيء شجرة الميلاد التي تعد واحدة من أهم وأجمل أشجار عيد الميلاد في العالم. نظراً لما تشهده المدينة وفلسطين من ظروف استثنائية هذا العام، فستكون الاحتفالات متناسبة مع ما يعيشه شعبنا الفلسطيني".

غطاس كشف أن الاحتفال بإنارة الشجرة سيرافقه أغانٍ دينية ووطنية، كنشيد موطني وأغانٍ تتحدث عن بيت لحم وأخرى تدعو المغتربين للعودة إلى بلادهم، إلى جانب تراتيل وأناشيد دينية.

سوق للميلاد الـ 15


وفي ساحة المهد، التي تعد واحدةً من أهم معالم مدينة بيت لحم، افتتح مركز السلام، بالتعاون مع بلدية بيت لحم سوق الميلاد لبيع المنتجات التراثية والمأكولات بمشاركة قنصليات وممثليات أجنبية.

رانيا البندك، القائم بأعمال رئيس مركز السلام قالت لـ "عربي بوست" أثناء تفقدها السوق، "هذه السنة الـ 15 التي نقيم فيها السوق هنا في بيت لحم مهد السيد المسيح، يضم السوق 25 كشكاً لبيع المأكولات والمطرزات والهدايا، تشارك فيه قنصليات وممثليات أجنبية، ويذهب ريعه لدعم مؤسسات تعنى بالطفولة".


وتوضح البندك، "رسالتنا بيوم الميلاد رسالة سلام، فهذا السوق يقدم يد العون لمؤسسات تعنى بالطفل. كل من يأتي هنا يقدم مساعدة تدخل البسمة وتزيل الحزن عن طفل".

وعادةً ما تكون ذروة أعياد الميلاد ليلة 24 ديسمبر/ كانون الأول، حيث يقام قداس منتصف الليل بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدد من الوزراء من دول عربية وأجنبية، وآلاف الحجاج.

وتقع مدينة بيت لحم التاريخية جنوبي الضفة الغربية، وتكتسب قدسيتها من احتوائها على كنيسة المهد التي يعتقد المسيحيون أن المسيح ولد في الموقع الذي قامت عليه. وفي ساحة المهد الشهيرة، يتوافد مئات السياح والحجاج، من مختلف الجنسيات، يلتقطون صوراً تذكارية مع شجرة عيد الميلاد، قبيل مغادرة غالبيتهم المدينة باتجاه القدس.

تحميل المزيد