حين يصلون إلى بر الأمان، ورغم أنهم يرتعشون من البرد، إلا أنهم سعداء لاجتيازهم الجزء الأخطر من رحلتهم إلى أوروبا.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول وحده، اجتاز 218 ألف باحثٍ عن الحماية المخاطرَ الهائلة عبر المتوسط، نصفهم ما زال على جزيرة ليسبوس اليونانية.
وبسبب ندرة منظمات المساعدة الإنسانية والموظفين الحكوميين المخصصين لهذه المهمة، تتركز جهود المساعدة في المتطوعين من جميع أرجاء العالم الذين أخذوا على عاتقهم عبء مساعدة الوافدين الجدد.
بحسب ما أوردته صحيفة بيلد الألمانية، قامت منظمة "لجنة الإنقاذ العالمية" الأميركية (والتي تُعرف اختصاراً باسم IRC، وتأسست عام 1933 لمساعدة اللاجئين الوافدين من ألمانيا النازية عقب مبادرة من ألبرت آينشتاين) بوضع قائمة بالأسئلة العشرة الأكثر تكراراً التي يطرحها اللاجئون بُعيد وصولهم إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.
1- أين أنا؟
غالباً ما يترك المهربون مهمة قيادة المركب للاجئين الذين لا خبرة لديهم في البحر. وفي بعض الأحيان، تتعطل المحركات في وسط الرحلة، بل إن بعض هؤلاء اللاجئين المجبرين على قيادة المراكب لا يعرفون السباحة.
لذا لا يصدق الكثير من اللاجئين أنهم وصلوا حقاً إلى شاطئ ليسبوس، فينهارون باكين من الفرح.
2- هل يوجد واي فاي هنا؟
تقريباً كل الواصلين إلى الشاطئ اليوناني والذين قاموا برحلة اجتياز المتوسط لديهم أقارب وأصدقاء في الجانب الآخر من البحر. ويشكل إخبار العائلة والأصدقاء أنهم اجتازوا الرحلة بسلامة أولوية تسبق كل شيء آخر، حتى قبل الحصول على الماء والطعام.
يريهم موظفو منظمات المساعدة الإنسانية الطريق إلى المقاهي والمطاعم التي تقدم خدمة واي فاي مجانية. ويقومون أيضاً بشحن هواتفهم وشراء خطوط للاتصالات لأن الهواتف الذكية هي أداتهم الأكثر أهمية للاستمرار في رحلتهم باتجاه وسط أوروبا.
3- أين أستطيع شراء الطعام والماء؟
يفتقر اللاجئون الواصلون إلى جزيرة ليسبوس إلى كل شيء تقريباً، لكن المال ليس أكثر ما يحتاجونه. العديد من اللاجئين السوريين كانت لديهم مهنٌ حتى وقت قريب، وهم لم يأتوا لتلقي الصدقات. ورغم أن المنظمة تقدم لهم لائحة بأماكن وأوقات توزيع الطعام، إلا أن معظم اللاجئين يفضلون تناول الطعام في مطاعم موجودة في البلدات الصغيرة المتناثرة على الجزيرة.
4- أين أستطيع أن أرضع طفلي؟
توجد خيم في معسكرات اللاجئين في الجزيرة مخصصة للأمهات اللواتي لديهن أطفال رضَّع، كما تقوم منظمات أخرى ببناء مراكز خاصة لهذا الغرض. السبب: بعد وصول الموجة الأولى من اللاجئين التي كانت مكونة من رجال على الأغلب، وصلت الموجة الثانية المكونة من النساء والأطفال، وهؤلاء يحتاجون إلى مساعدات من نوع مختلف.
5- أين الباص الذي يذهب إلى ألمانيا؟
فورَ وصولهم إلى جزيرة ليسبوس، يسارع العديد من اللاجئين بالسؤال عن كيفية التوجه إلى ألمانيا (ونادراً: السويد). تساعدهم منظمة IRC بشرح كيف أنه يتوجب عليهم أولاً الوصول إلى ميتيلين بالباص، ثم كيف يسجلون أسماءهم ليستطيعوا شراء بطاقة لركوب عبّارة إلى العاصمة، أثينا.
6- هل أستطيع أن أستقل سيارةَ أجرة؟
حين يصل اللاجئون إلى الساحل الشمالي للجزيرة، غالباً ما يسألون إن كان بمقدورهم استقلال سيارة أجرة إلى العاصمة. الجواب هو: لا. ممنوعٌ أن يقوم الأفراد بنقل اللاجئين بسياراتهم، وسيارات الأجرة تستطيع تقديم خدماتها فقط للاجئين المسجلين في قوائم رسمية.
7- كيف أسجّل اسمي؟
بسبب التغييرات المستمرة في القوانين، يصعب على العاملين في الإغاثة مواكبة هذه التغييرات في إجراءات التسجيل. يتم إخبار اللاجئين بأنه يجب أولاً تفقد جوازات سفرهم، تصويرهم، وأخذ بصماتهم قبل أن يُسمح لهم بمغادرة الجزيرة.
8- لم عليَّ أن أبصم؟
يعلم اللاجئون أن القانون الساري في الاتحاد الأوروبي هو أن اللاجئ يعاد إلى الدولة الأوروبية الأولى التي يتم تسجيله وأخذ بصمته فيها. لذا يخشى العديدون منهم أن يبقوا ملزمين بالبقاء في اليونان لأن بصمتهم أخذت فيها.
يحاول عاملو الإغاثة أن يخففوا من هذه المخاوف وأن يشرحوا لهم أن الإجراء يهدف إلى سلامتهم بالدرجة الأولى.
9- كم المدة التي علي مكوثها هنا قبل التمكن من السفر؟
حالما يستلم اللاجئ وثيقة السفر، يسمح له بمغادرة اليونان. يخشى اللاجئ من أن تطول فترة إقامته في الجزيرة اليونانية، لكن عمال الإغاثة يخبرونه أن بوسعه ركوب العبارة إلى أثينا خلال 24 ساعة.
10- أين أستطيع صرف العملة؟
تقريباً كل اللاجئين الوافدين يحملون دولارات أو ليرات تركية، لكن يتوجب عليهم أن يدفعوا ثمن بطاقات العبارة وشراء الاحتياجات الأساسية باليورو. لذا يبحثون عن بنوك لصرف العملة، فعمال الإغاثة قد حذروهم من الصرّافين غير الشرعيين ومن بائعي العملة المزيفة.