لا يغادر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أيٍ من المحافل الدولية الهامة، إلا ورافقته بعض الظواهر. وسواءً كانت عفويةً، أو حدثت ببحت الصدفة، أو خططها مساعدو الرئيس وأنصاره، فإنها لا تكف عن إثارة الجدل في كل زيارة.
رحلة السيسي الأخيرة إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية في سبتمبر/أيلول الجاري لإلقاء كلمة فى المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، شهدت تكرار بعض هذه الظواهر، والتي نسلط الضوء على بعضها فيما يلي:
1- وفود الإعلاميين والفنانين
لا ينفكون عن ملاحقته في المحافل الدولية الهامة! فهذه السنة لحق بالسيسي عددٌ من الوجوه الإعلامية، كوائل الإبراشي، ويوسف الحسيني، ومصطفى شردي، والذين تعرضوا لمضايقات من جانب معارضي الرئيس المصري.
كما أرسل حزب "المصريين الأحرار" وفداً رفيع المستوى من الحزب إلى نيويورك استعداداً لاستقبال السيسي خلال زيارته.
قبلها، وفي سبتمبر/أيلول 2014، رافق السيسي وفدٌ من الإعلاميين المؤيدين، إلى جانب استباق وفدٍ سياسيٍ تابع لتيار "الاستقلال" إلى نيويورك، بهدف التحضير لاستقباله أمام مقر الأمم المتحدة تحت اسم "الاحتفالية الكبرى".
أما في رحلة الرئيس المصري الأخيرة إلى ألمانيا، فرافقه أكثر من 20 فناناً مصرياً، أبرزهم يسرى، وإلهام شاهين، وعزت العلايلي، وممدوح عبد العليم، وشريف منير، وياسمين الخيام، ومدحت صالح، ولبلبة، وخالد سليم، وماجد المصري، ضمن وفد تم إعداده لدعم السيسي في مواجهة المظاهرات المضادة في برلين، إلا أن بعض المصادر نفت أن يكون السيسي قد دعا هؤلاء لمرافقته بشكلٍ رسمي.
2- الإعلانات المؤيدة
اعتبرت الإعلانات الأخيرة في شوارع نيويورك، أكبر حملة إعلانية ترويجية لمصر فى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك لاستقبال السيسي أثناء زيارته إلى الأمم المتحدة بحسب صحيفة "اليوم السابع".
وذكرت الصحيفة أن الحملة الإعلانية التي تقوم بها شركة استثمارية مصرية كبرى، هي الأضخم والأكبر من حيث نسبة التعرض وتكرار الإعلانات وكثافة عرضها، كما أنها الأكبر من نوعها التي تروج للاستثمار فى بلد أجنبي داخل أميركا.
وعرضت الإعلانات على 3 أبراج هامة في ميدان تايمز سكوير بنيويورك، تتضمن عرضاً ترويجياً لمدة دقيقة يعرض على مدار 72 ساعة عن قناة السويس الجديدة، وخطط السيسي لمحاربة التشدد الديني واﻹرهاب.
ووفقاً لمصادر صحيفة "العربي الجديد"، فإن العروض الترويجية وحدها تتكلف نحو 300 مليون دوﻻر، أما الملحق الإعلاني فلم يتسن التعرف على تكاليفه.
وبحسب "العربي الجديد"، فإن المصدر المعلن لهذه الحملة هو رجل اﻷعمال أحمد أبو هشيمة، أحد أكبر العاملين في مجال الحديد والصلب بمصر، ومالك صحيفة "اليوم السابع" المقربة من الحكومة المصرية.
3- مظاهرات الأنصار
بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري الأخيرة إلى أميركا، نظم العشرات من أنصار السيسي مسيرة بحافلات سياحية في شوارع نيويورك دعماً للبعثة المصرية المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت حركة تدعى "سند مصر"، دشنت حملة دعاية تهدف إلى حشد أبناء الجالية المصرية في أميركا للتجمع في نيويورك، واستقبال الرئيس ومساندته خلال إلقاء كلمته في المحفل الدولي.
وكان القنصل العام المصري في نيويورك أحمد فاروق، صرح بأن الجالية المصرية بالمدينة تستعد لاستقبال الرئيس، لافتاً إلى أن رجال أعمال مصريين قاموا بتأجير مراكب نهرية وسيارات وحافلات، بالإضافة إلى لوحات إعلانية ضخمة بميدان تايمز سكوير للترويج لمصر في الخارج ودعم الرئيس.
يذكر أن نفس المشهد تكرر في نيويورك العام الماضي، عندما احتشد أنصار السيسي لمواجهة الحشود المضادة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
4- الصحف والمجلات
من ضمن الحملات الدعائية المروجة للسيسي والنظام المصري، استئجار صفحات دعائية في أشهر الجرائد والصحف العالمية. فبالتزامن مع الزيارة الحالية، تم نشر إعلانات دعائية في صحيفة "وول ستريت جورنال" لتنشيط وجذب اﻻستثمارات ولترويج جهود الحكومة المصرية.
وكانت مجلة "ايكونوميست" البريطانية طبعت على بعض أغلفتها صورةً لقناة السويس الجديدة وصورةً للمتحف المصري للآثار، إلى جانب صورة السيسي ضمن إعلان مدفوع الأجر.