اختبروا مسافة تطاير الرذاذ.. دراسة أمريكية تكشف عن “الكمامة المنزلية الأمثل” للوقاية من كورونا

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/07/01 الساعة 17:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/01 الساعة 17:37 بتوقيت غرينتش
مواطن يسير بالكمامة في الشارع

قال باحثون بجامعة فلوريدا الأمريكية، إن الكمامة المخيطة المثبَّتة جيداً والمصنوعة من طبقتين من قماش التنجيد هي الأكثر فاعلية في إيقاف انتشار الرذاذ المتطاير من السعال والعطس، وذلك بعد تجارب لمواد وأساليب مختلفة للكمامات لمواجهة فيروس كورونا، إذ قارن الباحثون بين الكمامة المصنوعة منزلياً والمربوطة بشكل فضفاض، مثل الكمامة التي تصنعها بمنديل أو قميص، والكمامة التي تغطي الوجه بشكل يشبه البندانة، والكمامة التجارية غير المعقمة المخروطية التي عادةً ما تكون متاحة في الصيدليات.

وفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 1 يوليو/تموز 2020، فإن الباحثين اختاروا اختبار تلك الأنواع من الكمامات، لأنها متاحة بشكل سهل لعموم الناس ولا تؤثر في مخزون الكمامات الطبية وأجهزة التنفس المخصصة للعاملين بالقطاع الصحي، وذلك في محاولة للإجابة عن سؤال: ما نوع كمامة الوجه المصنوعة منزلياً والتي يوفر الحماية الأفضل؟

محاكاة السعال والعطس: أثناء التجربة، تم حشو رأس المانيكان لمحاكاة فتحتي الأنف لدى البشر، ورفعه ليبلغ طوله نحو 173 سم، ليكون قريباً من طول ذكر بالغ. وقد قام الباحثون بمحاكاة العطس أو السعال، باستخدام مضخة يدوية ومولّد بخار.

عند استخدام منديل مثنيّ من القطن، وصل الرذاذ إلى مسافة قدم وثلاث بوصات.

ثم استخدم الباحثون بعد ذلك أشعة الليزر؛ للكشف عن الرذاذ المتناثر من رأس المانيكان عند السعال والعطس، وأعدوا مخططات لمسارات الرذاذ ونظروا في تغير المسار باختلاف التصميمات والمواد المستخدمة.

تمثل التحدي الأساسي أمام الباحثين في كيفية محاكاة السعال والعطس بشكل صادق.

في هذا الصدد قال فيرما: "السياق الذي استخدمناه كان سعالاً مبسطاً، أما السعال على أرض الواقع فهو معقد وديناميكي".

وانتهى الباحثون إلى أن الرذاذ المتناثر من سعال المحاكاة دون تغطية الوجه تمكن من الوصول إلى مسافة تجاوزت 8 أقدام؛ وباستخدام البندانة وصل إلى مسافة 3 أقدام، وباستخدام منديل قطني مثنيّ وصل إلى مسافة قدم وثلاث بوصات؛ وباستخدام كمامة مخروطية وصل إلى مسافة 8 بوصات. أما باستخدام كمامة مخيطة من قماش التجنيد، فوصل إلى مسافة 2.5 بوصة.

من جانبه، قال مانهار داناك، البروفيسور في قسم هندسة الميكانيكا والمحيطات بجامعة فلوريدا أتلانتك والمؤلف المشارك للدراسة: "وجدنا أنه رغم ملاحظة تطاير بعض الرذاذ الذي لم يلقَ ما يعترض طريقه لمسافة تصل إلى 12 قدماً، فإن الأغلبية العظمى من الرذاذ المتطاير كانت قد سقطت على الأرض قبل الوصول لهذا النقطة".

يُذكر أن منظمة الصحة العالمية توصي بغسل اليدين قبل لمس الكمامة، والتأكد من أنها ليست فضفاضة أكثر من اللازم وتغطي الفم والأنف. وتذكر المنظمة ضرورة تخزين الكمامة في حقيبة نظيفة إذا كنت تنوي إعادة استخدامها وغسلها يومياً بالصابون والماء الساخن.

إجراء إلزامي: إن ارتداء كمامة الوجه أو تغطيته إجراءٌ موصَى به، بل إلزامي ببعض الدول، في الأماكن العامة للحد من انتشار فيروس كوفيد-19.

في هذا الصدد يقول سيدهارثا فيرما، البروفيسور المساعد في قسم هندسة الميكانيكا والمحيطات بجامعة فلوريدا أتلانتك ومؤلف الدراسة: "أجريت بعض الدراسة سابقاً على مدى فاعلية المعدات الطبية، ولكننا لا نملك كثيراً من المعلومات حول أغطية الوجه القماشية التي يعد الوصول إليها أكثر سهولة في الوقت الراهن".

يضيف: "نأمل أن تساعد التصورات التي قدمناها في الورقة البحثية في تقديم مبرر منطقي للتوصيات بالتباعد الاجتماعي واستخدام كمامات الوجه".

يُذكر أن هذه الدراسة نُشرت في دورية فيزياء الموائع (Physics of Fluids) يوم الثلاثاء 30 يونيو/حزيران.

وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن على الحكومات تشجيع الناس على ارتداء الكمامات القماشية غير الطبية، لا سيما في الأماكن التي لا يكون من الممكن فيها التباعد الجسدي بمسافة متر واحد على الأقل، مثل المواصلات العامة أو المتاجر أو غير ذلك من الأماكن المزدحمة أو المغلقة.

وفي الولايات المتحدة، توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، بارتداء كمامات قماشية لحماية الآخرين في الأماكن التي لا يمكن الحفاظ على التباعد الاجتماعي فيها.

تحميل المزيد