يمثُل 25 شخصاً أمام القضاء في محكمة الاستئناف بالعاصمة المغربية الرباط، بسبب تورطهم في سرقة مجوهرات وساعات بقيمة ملايين الدولارات، من العاهل المغربي الملك محمد السادس، من داخل القصر الملكي في مدينة مراكش وسط البلاد.
وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 22 يناير/كانون الثاني 2020، نقلاً عن وسائل الإعلام المحلية، فإن الاتهامات طالت عضواً سابقاً في طاقم القصر الملكي، وضابط أمن، وعديداً من تجَّار المجوهرات.
المتهم الرئيسي في سرقة الملك: اعتُبرت خادمة بالقصر الملكي العقلَ المدبر لسرقة المجوهرات وبيعها بالتنسيق مع عدة أطراف، بثمن بخس، وبعدها أعاد المتهمون بشراء وإخفاء المسروقات الاتجار فيها، وهو ما وضعهم في قفص الاتهام، واستقدمت الفرقة الوطنية سبعة منهم يتحدرون من الدار البيضاء.
بعدما اتسعت دائرة الأبحاث التمهيدية سقط المتهمون تباعاً، واستقدمهم ضباط التحقيق من مدن مختلفة، ودوَّنوا أقوالهم بمحاضر الأبحاث التمهيدية. المتهمون عمدوا إلى سرقة الساعات اليدوية الخاصة بملك البلاد، وتذويبها واستخراج المعادن النفيسة منها، بقصد بيعها لمحلات متخصصة في بيع الذهب بعديد من المدن المغربية.
محاكمة خاصة: شهدت جلسات محكمة الاستئناف، التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي، استنفاراً أمنياً مشدداً، بسبب حساسية هذا الملف، فرغم أن الجلسة علنية وعمومية، فإنه تم منع عديد من الأفراد من حضورها.
ممتلكات الملك الخاصة: من المعروف أن الملك محمد السادس لديه مجموعة ضخمة من الساعات، وأشهرها ساعة Swiss Patek Philippe بقيمة 1.2 مليون يورو (1.3 مليون دولار). وقد أثارت صورة نُشرت له في 2018 وهو يرتدي تلك الساعة غضب رعاياه على منصات التواصل الاجتماعي.
يُعد الملك محمد السادس خامس أغنى رجل في إفريقيا، إذ يملك وفقاً لمجلة Forbes الأمريكية: 12 قصراً، وقلعة في فرنسا، و600 سيارة، وطائرتين خاصتين.
سرقات شهيرة داخل قصور المغرب: تعرَّض الملك الراحل الحسن الثاني لعملية سرقة داخل غرفته الخاصة، نفذها مستشاره هشام المنظري، الذي استغل الثقة الملكية للاستيلاء على خاتم ملكي خاص بالحسن الثاني، وكذا ساعات ثمينة وشيكات ومجوهرات.
كما سرق "المنظري" أيضاً وثائق سرية ومستندات من خزائن غرفة الملك ومبالغ مهمة بالعملة الصعبة، ليغادر في اتجاه فرنسا ثم بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
من بين السرقات التي حدثت داخل القصور الملكية، سرقة المصفاة الخاصة بالمسبح الملكي والتي عُثر عليها في بيت محافظ فاس، بعهد الراحل الحسن الثاني.
كما أن هناك سرقات وقعت في عهد الملك محمد السادس، ومنها سرقة طالت هاتف القصر الملكي سنة 2006، والتي أحيل على أثرها عشرة أشخاص إلى القضاء، بتهمة سرقة منقولات الإقامة الملكية في دار السلام، وكذا سرقة قصر الرباط، التي شملت علباً من مواد غذائية، وحُلِيّاً ولوحات وتحفاً فنية تمت سرقتها من الإقامة الملكية ببوزنيقة.
نظرة عامة: تقرير صحيفة The Times البريطانية أشار إلى أن الملك محمد السادس تمكن من صد موجة الربيع العربي من خلال تقديم إصلاحات دستورية وإطلاق وعود بالحد من سلطاته، لكن الاعتقالات الجماعية للمتظاهرين في 2016 أثارت مخاوف من تزايد القمع.
بينما ضغط صندوق النقد الدولي على المملكة لتسلك سلوكاً "أكثر شمولية" وتعالج عدم المساواة. وانتقدت المجموعات الحقوقية الملك كذلك، بسبب تزايد القيود على حرية التعبير.