لُقّب بـ«طبيب الموت» وقتل 250 ضحية حقناً بالمخدرات.. مَن هو القاتل المتسلسل هارولد شيبمان؟

لكن ماذا لو كان طبيبك الشهير، حسن السمعة في واقع الأمر، له حياة سرية مخيفة، تثير القشعريرة في الأبدان، فقد قتل 250 ضحية حقناً بالمخدرات.. مَن هو القاتل المتسلسل هارولد شيبمان؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/01 الساعة 16:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/01 الساعة 17:25 بتوقيت غرينتش

قبل قصة هارولد شيبمان دعنا نطرح هذه الفكرة سريعاً: عندما يعاني الشخص من مرض، أو متاعب صحية، فإن أكثر وأسرع ما قد يُشعره بالراحة هو التعامل مع طبيب موثوق به، وله سُمعة طيبة، ولأن الأطباء بشر في نهاية الأمر، فإن الشعور بالارتياح تجاههم قد يختلف من طبيب إلى آخر.

ولكن ماذا لو كان طبيبك الشهير، حسن السمعة في واقع الأمر، له حياة سرية مخيفة، تثير القشعريرة في الأبدان، نعم هذا الوصف تحديداً ينطبق على الطبيب البريطاني هارولد شيبمان، الذي لُقب بطبيب الموت، وقتل ما يقرب من 250 ضحية بدم بارد.

مَن هو القاتل المتسلسل هارولد شيبمان؟

ولد هارولد شيبمان في مقاطعة ليدز Leeds في إنجلترا عام 1946، وعاش طفولة منعزلة بصحبة أم متسلطة حجَّمت من علاقاته، وفي بدايات الستينات أصيبت أمه بسرطان الرئة، وهو ما جعله شغوفاً بعلاج السرطان، وتحديداً مخدر المورفين، الذي كان له أثر عجيب على آلام أمه.

القاتل المتسلسل هارولد شيبمان

التحق بكلية الطب لدراسة الطب العام في ليدز، وبدأ بالعمل عام 1970 طبيباً في أحد المستشفيات العامة، حتى أصبح مستقلاً.

تزوج شيبمان مبكراً في عمر 19 عاماً، بعدما توفيت والدته وتركته من دون الكثير من الأصدقاء أو الإخوة، وبعد عامين صار أباً لطفلين، ولكن آثار عزلته النفسية، وغرابة أطواره أسهما بشكل كبير في ولوجه إلى عالم الخطر الذي قاده إلى الهلاك.

هارولد شيبمان وإدمان المسكنات والمخدرات

كونه طبيباً بالطبع كان له أكبر أثر على إدمانه، فبحكم عمله لم يكن هناك أسهل من الحصول على المسكنات القوية، ومشتقات المخدرات وما يشابهها من المواد الطبية.

بحلول منتصف السبعينات كان هارولد شيبمان مدمنا للمورفين ومشتقاته من مسكنات الأمراض المزمنة، ولكن كعادة الإدمان كونه يفضح صاحبه لاحظ زملاؤه في المستشفى سلوكه غير العادي، وتزويره للعديد من الوصفات الطبية للحصول على المخدر، فقاموا بتحذيره، ولكن كما هو متوقع لم يمتثل، وكان لا بد من الإبلاغ عنه.

وبعد فصله من عمله التحق بأحد برامج علاج الإدمان، وعوقب بغرامة محدودة بتهمة التزوير.

العودة إلى الطب.. بداية النهاية وشكوك "اللّحاد"

بنهاية السبعينات استطاع هارولد شيبمان أن يحصل على منصب كطبيب ممارس في مركز دوني بروك الطبي، في مقاطعة هايد، واستطاع بكفاءة أن يستعيد ثقة المحيطين به، وأن يصبح طبيباً بارعاً وملتزماً برغم غروره الواضح وتعاليه على زملائه الأقل سناً، وعلى مدى 20 عاماً لم يثر الطبيب هارولد شيبمان أية شكوك حوله.

القاتل المتسلسل هارولد شيبمان

وبينما كان عدد مرضاه الذين ينتهي بهم الأمر إلى الموت يزداد، لم يكن أبداً هارولد شيبمان محل شكوك، إذ كان ينتقى المرضى الذين لهم أقل عدد من الأقارب ويحقنهم بجرعات مختلفة من المورفين للتلذذ بإدمانهم، ثم يقوم في النهاية بالإجهاز عليهم بجرعة قاتلة.

وفي نهاية التسعينات، وتحديداً عام 1998، لاحظ أحد اللّحادين الذين يعملون لصالح البلدة، أن هناك ارتفاعاً مثيراً للشكوك في عدد الموتى الذين يأتون لإعدادهم للدفن من زبائن ومرضى هارولد شيبمان، ولما ذهب وواجه الطبيب أنكر غرابة الأمر، وطمأن اللحاد أن الأمور على ما يرام.

ولكن شكوك زميلة أخرى تزامنت مع الشكوك التي صرح بها اللّحاد، مما دفع البعض من إدارة المركز الطبي والزملاء لتنبيه السلطات.

المراوغة والضحية الأخيرة

وبعد أن اعتقل أول مرة استطاع ببراعة الإفلات من أية عثرات قد توقع به في التحقيقات، وقام بعناية بالاحتماء خلف سمعته الطيبة كطبيب محل ثقة لمئات الأسر في مقاطعة هايد.

القاتل المتسلسل هارولد شيبمان

ولكن عندما تُوفيت كاثلين جراندي، البالغة من العمر 81 عاماً، وكانت إحدى مريضات شيبمان فتح التحقيق، واشتبهت السلطات في مسؤوليته عن القتل، وبتشريح جثتها تم تحديد سبب الوفاة: جرعة قاتلة من المورفين!

وبتكثيف التحقيق تبين أن شيبمان زوّر وصية الضحية الأخيرة للتربح بمبلغ يفوق 300 ألف جنيه إسترليني، وحوصر في التحقيق واعترف في النهاية بقتل 15 مريضاً من مرضاه، بغرض التلذذ بالسيطرة على حياتهم بالمخدر القاتل، وليس لغرض الكسب المادي.

تشير تحقيقات أخرى لاحقة إلى أن عدد ضحايا شيبمان قارب الـ250 ضحية خلال 24 عاماً، إلا أن المحكمة رأت أن ثبوت قتله لـ15 ضحية بالاعتراف كافية ليقضي حياته في السجن.

وفي نهايات عام 1999 حكم على هارولد شيبمان بـ15 حكم مؤبد من دون إمكانية إطلاق سراح، وفي عام 2004 عُثر على جثة هارولد شيبمان منتحراً في زنزانته في أحد سجون إنجلترا شديدة الحراسة.

تحميل المزيد