أصاب المزارع الفلسطيني أمجد بركات عصفورين بحجر واحد عندما حوّل مزرعته للزراعة العضوية فأنقذ صحته وزاد دخله.
ففي عام 2016 أُصيب بركات بمرض حاد في الأعصاب، وأظهرت الفحوص أن سببه هو الاستخدام المكثف لمواد كيماوية مثل المبيدات والأسمدة في مزرعته.
وقال بركات (50 عاماً) "في بداية سنة 2016 تعرضت إلى مرض، توجهنا إلى أحد المراكز الصحية وعملنا فحوصات، تبين أنه هذا المرض ناتج عن مبيدات زراعية نستخدمها إحنا. فاستولد عندي قناعة إنه لازم نحوّل المزرعة إلى تمر عضوي، فبلشنا نشتغل على هذا الموضوع والحمد الله رب العالمين من سنة 2016 طبعاً ثلاث سنوات تحويل، فترة تحويلية، فالسنة هي معنا ترخيص هو إنتاج تمر فلسطيني عضوي سوف يدخل الأسواق الأوروبية".
وحالياً، بعد ثلاث سنوات، تعج مزرعة بركات بعمال يقطفون المحصول ويعبئون تمراً عضوياً، خالياً تماماً من أي مبيدات، استعداداً لتصديره للخارج.
وأضاف بركات "يعني فرحة كبيرة أنك تدخل هذا المنتج تُقطف ثمرة تعب ثلاث سنوات تحويل وإنه يدخل هذا المنتج للأسواق الخارجية، تمر عضوي فلسطيني لأول مرة فهذا شيء مفرح جداً يعني".
التجارة نحو أوروبا
وسرعان ما سيتوفر تمر بركات على أرفف المتاجر الأوروبية، حيث يزيد الطلب عليه خاصة في أسواق فرنسا وإيطاليا وبلجيكا والسويد.
وفيما يتعلق بزيادة دخله نتيجة التحول للزراعة العضوية يقول بركات "أول شيء أنك بتوفر في مستلزمات الإنتاج. المواضيع الكيمياوية كلها أنهيتها فبتكلف حوالي من 7 إلى 10% من قيمة الإنتاج، فهذا وفرناه. الشغلة الثانية إنه بالأسواق الأوروبية في الطلب على المنتج العضوي من ناحية السعر رح يكون أفضل وأحسن من التمر العادي بنسبة ممكن يكون من 20 إلى 25% زيادة من التمر العادي".
ويتلقى بركات دعماً من معرض لمنظمة أوكسفام الخيرية للتجارة العادلة ومعرض مؤسسة الريف للتجارة، وهي مؤسسة محلية فلسطينية تتولى تسويق وتصدير المنتجات الزراعية المميزة لمنطقة غور الأردن. وتوفر هذه المؤسسة فرص عمل لنحو 40 عاملاً فلسطينياً.
تسويق المنتج
وقالت ماريون ميفيس، وهي مديرة إنتاج في معرض أوكسفام للتجارة العادلة، "اخترنا العمل مع فلسطين لأنه من الصعب للغاية بالنسبة للمزارعين الفلسطينيين تسويق منتجاتهم وتصديرها، فهم لا يملكون ميناء وكذلك بسبب الصراع، بالتالي من الصعب جداً إيجاد أسواق لبيع منتجاتهم. وهذا العام نحن في غاية السعادة لتمكننا من شراء تمر عضوي لأننا نشعر أن هناك طلباً كبيراً عليه في أوروبا لا سيما على التمر العضوي الفلسطيني".
وتقول الجمعية التعاونية لمزارعي النخيل في أريحا والأغوار إن مزارع النخيل تدعم زهاء 4500 فلسطيني، في منطقة غور الأردن، بينهم 1500 امرأة.
وتغطي مزارع النخيل مساحة تقدر بنحو 5436.3 فدان في المنطقة، ويقدر إنتاجها بنحو عشرة آلاف طن في السنة.
وإلى جانب التمر ينتج المزارعون في الضفة الغربية محاصيل عضوية أخرى بينها زيت الزيتون والزعتر.