رواد فضاء يتدربون في كهوف «مظلمة» تحت الأرض استعداداً للسفر إلى القمر والمريخ

كشفت صحيفة The Mirror البريطانية أن رواد فضاء من ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية ووكالة الفضاء الروسية (Roscosmos) يتدربون على مهماتٍ مستقبلية تتجه نحو القمر والمريخ في كهفٍ ضخم تحت الأرض يحاكي الظروف التي سيواجهونها في الفضاء.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/15 الساعة 16:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/15 الساعة 16:10 بتوقيت غرينتش
صورة لرواد الفضاء أثناء التدريب/ صحيفة The Mirror البريطانية

كشفت صحيفة The Mirror البريطانية أن رواد فضاء من ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية ووكالة الفضاء الروسية (Roscosmos) يتدربون على مهماتٍ مستقبلية تتجه نحو القمر والمريخ في كهفٍ ضخم تحت الأرض يحاكي الظروف التي سيواجهونها في الفضاء.

رواد فضاء يتدربون داخل كهف مذهل في أعماق الأرض

وبحسب فرانشيسكو ساورو، مدير الدورة التدريبية، فإن الكهف، الموجود في سلوفينيا، بداخله "متاهة من الممرات غير المستكشفة في أغلبها، وهو غنيٌّ بأنواع الأحياء الخاصة به".

وتوضح لوريدانا بيسوني، مصممة الدورة: "إنه أقرب ما يمكن أن تحصل عليه على هذا الكوكب من حيث القيود البيئية والنفسية واللوجستية المشابهة لمهمة فضائية".

خلال الدورة التدريبية التي تستمر 6 أيام، سيعيش ويعمل رواد الفضاء من ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية ووكالة الفضاء الروسية (Roscosmos) داخل الكهف.

حيث سيعيشون في الظلام خلال معسكرهم التدريبي

وبدعمٍ من فريق من المدربين وموظفي السلامة، سيبدأ المستكشفون الستة نزولهم إلى الظلام لإقامة معسكر أساسي في 20 سبتمبر/أيلول.

وسيتعلم الطاقم كيفية تتبع مسارات الهواء واقتفاء أثر تدفقات المياه، وهما العاملان الرئيسيان للحياة على الأرض وموردان ثمينان في استكشاف الفضاء.

وتوفر بيئة الكهف العديد من الظروف المشابهة للفضاء، بما في ذلك العزلة، والحبس، والحد الأدنى من الخصوصية، والتحديات التقنية، والمعدات والإمدادات المحدودة اللازمة للنظافة الشخصية والراحة.

وسيتعين على رواد الفضاء اتخاذ قراراتهم الخاصة والعمل بشكل مستقل، معزولين عن العالم الخارجي حيث سيعانون من التأخير في عمليات الاتصالات.

وقال ساورو: "تساعدهم هذه المغامرة الجديدة في استكشاف الكهوف على التعلم من بعضهم البعض، ومن أنفسهم، ومن الكهف، الذي يهزمك دائماً بمساحاته الضيقة وظلامه".

تعتبر هذه الكهوف، التي يصعب الوصول إليها وغير قابلة للإقامة فيها، عوالم لم تمسّها تقريباً ومصيدة مثالية للأدلة العلمية.

وسيجرون التجارب ويبحثون عن التكيف مع ظروف الحياة الغريبة

خلال فترة وجودهم تحت الأرض، سيجري رواد الفضاء التجارب وسيبحثون عن علامات على تكيف الحياة مع الظروف القاسية.

تقول بيسوني: "نأمل حقاً في إيجاد أنواع حية جديدة".

وسيحتفظ رواد الفضاء بسجلات لتجاربهم واكتشافاتهم على جهاز لوحي، ويمكنهم أيضاً استخدامه للتحقق من الإجراءات وبطاقات الإرشادات.

في الوقت نفسه، ستتعقب البعثة، من فوق الأرض، التقدم الذي يحرزه رواد الفضاء أثناء استكشافهم للكهف على خريطة ثلاثية الأبعاد.

وسيتمكن العلماء من تحديد موقع الملاحظات العلمية التي يسجلها رواد الفضاء مقترنة بالصور، بالإضافة إلى إرسال تعليقاتهم إلى الرواد بالكهف.

توضح بيسوني: "إنه العلم المعزز. هذه التقنية توفر وقت الطاقم والفرق الأرضية وتساعد في تحسين العائد العلمي للمهمة".

ومن المأمول أن يكون رواد الفضاء قادرين على نقل خبرتهم المستفادة من بعثتهم في الكهوف إلى بعثات الفضاء المستقبلية، خاصة مع استعداد وكالات الفضاء لمزيد من استكشاف القمر.

تقول بيسوني: "تتخذ وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) زمام المبادرة في الرحلات الاستكشافية تحت سطح الأرض وذلك لتشكيل المهام المستقبلية لاستكشاف الكهوف القمرية".

وقد حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ "ناسا" الموعد النهائي الطموح لإرسال البشر مرة أخرى إلى القمر بحلول عام 2024.

وسيسمح البرنامج، المسمى "Artemis"، للعلماء بفحص سطح القمر عن قرب.

وقالت "ناسا": "هذا سيعلمنا كيفية التحرك بأمان فوق التربة القمرية، والمعروفة باسم "الحطام الصخري"، وكيفية بناء البنية التحتية فوقها، وكيفية الحفاظ على سلامة البشر في الفضاء".

على المدى البعيد، تأمل "ناسا" في أن يقوم عملها فوق سطح القمر بإعدادها للخطوة الكبيرة التالية: البعثات إلى المريخ.

تحميل المزيد