شابة تعثر على والدَيها بعد 20 عاماً من فقدانها في محطة قطار

تمكَّنت امرأة من الالتقاء بعائلتها مجدداً بعد أن فقدها والدها في قطار وهي ابنة 4 أعوام قبل عقدين نشأت خلالها مع والدين تبنياها من ملجأ للأيتام.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/04 الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/04 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
يوليا غورينا مع والديها/الشبكات الاجتماعية

تمكَّنت امرأة من الالتقاء بعائلتها مجدداً بعد أن فقدها والدها في قطار وهي ابنة 4 أعوام قبل عقدين نشأت خلالها مع والدين بالتبنّي.

لقاء حار بعد يأس من البحث

نشرت  يوليا غورينا (24 عاماً) صوراً مؤثرة بعد اجتماعها مع أمها، وأبيها الذي فقدها عندما حُقن بمادة منومة خلال رحلته لقطع مسافة 97 كيلومتراً بالقطار من مدينة مينسك إلى بلدة أسيبوفيتشي.

والآن، أثبت تحليل الحمض النووي أنها ابنة فيكتور وليودميلا مويسينكو، وطلب منها أبوها راجياً "الصفح عنه" بسبب فقدانه إياها.

إذ بحث والداها، وهما في أواخر الخمسينيات من عمرهما الآن، عن طفلتهما الضائعة في حينها، وكذلك فعلت الشرطة المحلية؛ لكنهم توصلوا في نهاية المطاف للاشتباه في مقتل الفتاة.

ولم يعرف مصير الطفلة حتى عام 2017، عندما أعادت الشرطة فتح القضية، خضع كل منهما إلى اختبار كشف الكذب ونجحا في تخطيه.

عثرت على والديها ببحث بسيط عبر الإنترنت 

نشأت يوليا طوال 20 عاماً في كنف والدين بالتبنّي بعدما تمكنت بشكل غامض من العبور من بيلاروسيا إلى روسيا، ولم يمكن العثور على عائلتها الحقيقية.

لكن بعد كل هذه السنوات، تمكنت غورينا من العثور على والديها بعد أن أجرى صديقها الجديد، إيليا كريوكوف، بحثاً بسيطاً على الإنترنت، وفق صحيفة Daily Mail البريطانية.

وقد جُمع شمل العائلة في قسم للشرطة في مستوطنة مارجينا هوركا. وتقول يوليا عن هذه اللحظة: "لقد كنا جميعاً غارقين في الدموع".

وأوضحت يوليا: "لقد أثبت ذلك اختبار الحمض النووي؛ لكنه كان واضحاً حتى قبل ذلك. فنحن نشبه بعضنا كثيراً، وبمجرد رؤيتنا لصور بعضنا البعض، لم يشك أحدنا في الأمر: إننا عائلة واحدة". وتابعت: "لم أجد أمي وأبي في بيلاروسيا وحسب؛ بل وأخي ديميتري وأختي الكبرى ناديا".

ولا تزال يوليا تقيم في مدينة ريازان التي عُثر عليها فيها عام 1999 في أحد جوانب محطة سكك حديدية. وهي مدينة تبعد ما يقارب 885 كم تقريباً من بلدة أسيبوفيتشي التي فُقدت فيها.

كيف انتقلت الطفلة من مدينة لأخرى؟

تبقى كيفية انتقال يوليا من بلدة أسيبوفيتشي إلى مدينة ريازان وهي طفلة ابنة 4 أعوام غير واضحة، فيما عدا أنها تتذكر رحلة بالقطار، فيما يُعتقد أن زوجين، يُحتمل أنهما مَن اختطفا الفتاة الضائعة، لهما علاقة بالأمر.

إذ تتذكر يوليا كيف كانت في طفولتها تسافر مع رجل وامرأة كانا يختبئان من الشرطة. تقول: "نِمنا في بعض المنازل المهجورة. لا أتذكر كل هذا الآن".

وتتابع: "لقد أُخبرت أنني كنت أتحدث بالفعل بلهجةٍ بيلاروسية، وأستخدم كلمات محلية لخضراوات كالبطاطس والبصل؛ لكني لا أعرف لِمَ لَمْ يهتم رجال الشرطة الروسيون بهذا عندما كانوا يبحثون عن عائلتي".

وقد أرسلتها الشرطة إلى ملجأ للأيتام بعد بحث غير مُجدٍ في روسيا عن عائلتها. وبحلول مارس/آذار من العام التالي، تبنتها إيرينا وأوليغ اللذان كان لديهما ولدان وأرادا الحصول على ابنة.

الابنة بحثت كثيراً عن والديها

تقول يوليا الآن: "كنت دائماً أبحث عن عائلتي من خلال تفقُّد الإنترنت ومحاولة التصفح؛ لكنني لم أجد شيئاً".

لكنها حين أخبرت إيليا عن قصتها، تمكن بشكل إعجازي من العثور على تفاصيل قصة فتاة فُقدت في بيلاروسيا قبل العثور على يوليا في روسيا بوقتٍ قصير. وبعد محاولات خاطئة عديدة، تواصلوا مع والديها من خلال شرطة بيكهوفيتشسكي.

وقد حاولت التواصل مع والدها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؛ لكنه لم يرد. ولم تكن تعلم أن هذا كان بسبب أنه لا يعرف كيفية الكتابة.

إذ تقول: "لماذا لم أتصل بهم؟ أعرف أن الشرطة كانت بحلول هذا الوقت قد أخبرتهم عني؛ لكني كنت خائفةً في أعماقي من المحادثة الأولى. لقد كانت بالنسبة لي ولهم متعبة للأعصاب؛ لذلك راسلت والدي وجلست أنتظر رده. تحولت الدقائق إلى ساعات وبقي هو صامتاً".

وتابعت: "كنت أموت من القلق من أنه لا يرد؛ لكنني عرفت بعدها أنه لم يعرف طريقة الكتابة. بعد ذلك كلمتني امرأة وقالت: "مرحباً، اسمي ناديا. أنا أختك الكبرى، وأنا سعيدة جداً لأننا عثرنا عليكِ".

تقول يوليا: "بعد ذلك مرَّرَت الهاتف إلى أمي التي انفجرت في البكاء مباشرة. لقد طلبت منِّي نقل أكبر شكرٍ ممكن إلى والديَّ بالتبني لأنهما اعتنيا بي خلال هذه السنوات".

كذلك فعلت والدتها

فيما تحكي ليودميلا كيف بحثت هي وفيكتور عن ابنتهما المفقودة: "كنا نبحث لأيام بأنفسنا عن طريق استقلال كل قطار من مينسك إلى أسيبوفيتشي والعكس، حيث سألنا الركاب عما إذا كانوا قد رأوا يوليا. وتفقدنا الآبار والمتاجر والبيوت المهجورة وكل شيء". 

وتابعت: "كان العيش كل هذه السنوات مع ألم عدم معرفة ما جرى لابنتنا مؤلماً بشكل يستحيل تحمله. كان الأمر أكثر من شنيع". في النهاية انتقل الزوجان من منزلهما.

علامات:
تحميل المزيد