قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إن خبراء توفير في وزارة التعليم البريطانية اقترحوا على المدارس تقديم وجباتٍ أصغر للطلبة؛ توفيراً للنفقات ونُصحت المدارس كذلك بالاحتفاظ بما يجمعونه من أموال التبرعات للأعمال الخيرية المحلية، وبعقد "دروسٍ مجمعةٍ" لتدريس ثلاث حصص دراسية في حصة واحدة، وذلك حسب تسريبات تضمنت جزءاً من هذه التفاصيل.
تسريبات عن نصائح بريطانية للمدارس بتقديم وجبات أصغر للطلبة
وحسب الصحيفة البريطانية، فقد اقترح خبراء توفير النفقات في وزارة التعليم البريطانية هذه الأفكار على المدارس التي تعاني نقصاً في التمويل لحماية ميزانياتها، ووجدوا فرصةً لتوفير مبلغ إجمالي يصل إلى 35 مليون جنيهٍ إسترلينيٍ (43.81 مليون دولارٍ) في 70 مدرسةً.
كانت لجنة التعليم العمومي قد طالبت الخميس 18 يوليو/تموز 2019، بمعرفة مزيد عن تلك التوصيات، التي كُشفت بعد تسريب الوثائق المجمعة للمستشارين.
وفي تقريرها قالت اللجنة: "سمعنا تقريراً مزعجاً يشير إلى أن الوزارة كانت تنفق الملايين على (مستشاري إدارة موارد المدارس) الذين كانت نصائحهم لتقليل النفقات تتضمن الاحتفاظ بأموال التبرعات، والاقتطاع من وجبات الأطفال، والاعتماد على الموظفين الاحتياطيين لتدريس صفوف مجمعةٍ في صالات الطعام".
وقال مجلس النواب إن خطةً عشريةً تحتاج أن توضع من أجل "إصلاح" ما سمَّوه "نظام تمويل التعليم المدرسي والجامعي المهترئ"، وزعموا كذلك وجود فجوةٍ تمويليةٍ سنويةٍ حجمها 3.8 مليار جنيهٍ إسترلينيٍّ (4.76 مليار دولارٍ).
وحذروا من أن التمويل لم يبق على الوتيرة نفسها التي يتنامى بها الضغط على المدارس، مع ارتفاع عدد الطلاب وزيادة التكاليف.
وقد خصصت وزارة التعليم مبلغ 2.3 مليون جنيهٍ إسترلينيٍ إضافية (2.88 مليون دولارٍ) لزيادة عدد المستشارين الذين يزورون المدارس.
بالإضافة إلى الاحتفاظ بنصف أموال التبرعات، وذلك بسبب أزمة في التمويل
وقد أورد موقع The Schools Week أنه شهد 20 تقريراً سرياً على الأقل للتجربة، كشفت عن نصائح بالاقتطاع من المناهج وتقليل عدد الساعات في الأسبوع الدراسي.
ونُصحت مدرسة كورف هيلز الثانوية في مدينة دورسيت بالاحتفاظ بنصف أموال تبرعات الجمعيات الخيرية المحلية، ومن بينها تبرعات إحدى دور رعاية الأطفال الميؤوس من شفائهم.
نصح المستشارون المدرسة كذلك بالاعتماد على الموظفين الاحتياطيين لتدريس ثلاث حصص دراسية في وقت واحد داخل صالة الطعام؛ لتوفير نفقات أجور المعلمين.
يأتي في تقرير الموقع كذلك أن تقريراً آخر لأكاديمية تشابيلتاون، وهي مدرسةٌ ثانوية مجانيةٌ تقع في مدينة شيفيلد، نصحها بأن "تنظر في تحسين كفاءة المطبخ، وضمن ذلك النظر في حجم الوجبة والتحكم في المخلفات".
وقال تقرير لجنة التعليم إنه حين برز ذلك الموضوع مع نيك غيب، مدير المدرس، في أثناء جلسةٍ تمويليةٍ، زعم أن نصائح المستشارين "أُخرجت عن سياقها".
جاء في التقرير كذلك أن "غيب" أصر على أنه "كان من المهم أن تُنفق المدارس أموال دافعي الضرائب بأكثر الطرق الممكنة فاعليةً. وقال إن المستشارين "بارعون للغاية، ويمكنهم أن يُروا المدارس كيف ينفقون أموالهم بحكمةٍ ويحققون الكفاءة".
لكن مجلس النواب قال: "نطالب الوزارة بتقديم التقرير الكامل لنا؛ لنرى السياق الذي قُدمت فيه تلك النصائح".
وقال غوف بارتون، الأمين العام لجمعية قادة المدارس والكليات: "بعض اقتراحات توفير النفقات تطول العملية التعليمية، في حين أن فكرة الاحتفاظ ببعض أموال التبرعات ليست مقبولةً إطلاقاً".
وقال متحدثٌ باسم وزارة التعليم: "في حين أن تمويل المدارس بلغ ذروته لو شئنا الدقة في التعبير، فإننا ندرك أن هناك تحدياتٍ تتعلق بالميزانيات".