يتصاعد الخلاف بين أقارب الزعيم السابق – لما عُرف في اليابان باسم – جماعة "يوم القيامة"، والذي تمَّ إعدامه الأسبوع الماضي، حول من سيكون له الأحقية في تسلُّم رماد جثته التي أُحرقت بعد تنفيذ حُكم الإعدام في 6 تموز/يوليو الجاري.
بقايا رماد شوكو أساهارا حُفظت في مركز احتجازٍ في طوكيو، وهو المكان الذي أُعدم فيه شنقاً، ويقبع فيه 6 سجناء من أتباع جماعة "أوم"/Aum، على خلفية تورُّطهم في هجومٍ استهدف محطة قطارات في العاصمة اليابانية، استخدموا فيه غاز السارين القاتل في العام 1995.
القلق بشأن الرماد سببه إمكانية وجود أعضاء سابقين في التنظيم، والذين قد لا يزالون موالين لـِ أساهارا، قد يسعون إلى سرقة رماد جثته للثأر من إعدامه؛ علماً أن المركز وُضع تحت حراسةٍ مشدَّدة هذا الأسبوع، بينما كان المسؤولون يتّخذون قرارهم بشأن مصير الرفّات.
وادّعت الابنة الرابعة لـِ أساهارا – واسمه الحقيقي تشيزو ماتسيموتو – أن والدها أخبر حرّاس السجن، قبل وفاته، أن رماد جثته يجب أن تستلمه هي.
الابنة، التي لم يفصح الإعلام الياباني عن اسمها، أدانت طائفة "أوم" وتبرّأت من والدتها وإخوتها. فيما تقدّمت زوجة أساهارا، مع 3 من أبنائها، بمذكرة إلى وزارة العدل يطالبون فيها بتسلُّم رماد جثة زوجها، رافضين ادّعاء الابنة ومشكّكين بقوى أساهارا العقلية قبل إعدامه!
ابنته الثالثة، واسمها ريكا ماتسيموتو، كتبت في تدوينةٍ لها أن أباها لم يكن ليحدِّد الشخص الذي يتسلّم رماد جثته "على ضوء حالته العقلية السيّئة"، ووصفته بـِ "الرجل المكسور غير القادر على التواصل".
وقد تمَّ حظر جماعة "أوم"/Aum من ممارسة طقوسها أو المجاهرة بالانتماء إليها، بعد اكتشاف تورُّطها في الهجوم الذي خلّف 13 قتيلاً، وتسبَّب بإصابة 6 آلاف آخرين؛ والذي سبقه أيضاً هجومٌ آخر على مدينة ماتسيموتو، قُتل فيه 8 أشخاص.
وبعد أن عادت للظهور في العام 2000، تحت اسمٍ جديد وهو Aleph، أصّر أعضاؤها على أنهم نبذوا العنف وتعاليم أساهارا، ووافقوا أيضاً على دفع تعويضات لضحايا "أوم". بينما تعتقد السلطات القانونية أن بعض أعضاء Aleph لا يزالون يمجّدون بأساهارا، ولا تزال صوره وتسجيلاته الصوتية تُلهمهم.
الابنة الرابعة (29 عاماً) هي واحدة من بين 6 أبناء – ولدان و4 بنات – أنجبهم أساهارا من زوجته، وهي عضوة سابقة في "أوم" وعضوة حالياً في جماعة "سبلنتر".
وكانت الابنة قد أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنها تخلّت عن إيمانها بمعتقدات "أوم"، وقطعت كلَّ علاقاتها بعائلتها والمجموعة الصغيرة التي نتجت عن التنظيم الأصلي.
ما هي طائفة "أوم شينريكو"؟
شوكو أساهارا (63 عاماً) هو معلّم يوغا فقد بصره جزئياً، وصدر حكمٌ بإعدامه في العام 2004، بعد إدانته بـِ 13 تهمة، منها الهجمات بغاز السارين على قطار الأنفاق في طوكيو، بالإضافة إلى جرائم قتل أخرى.
أسَّس أساهارا جماعة "أوم شينريكو" – وتعني الحقيقة السامية – في العام 1984، وهي تقوم على مزيجٍ من الأفكار البوذية والهندوسية والتنبؤات بيوم القيامة. وتؤمن بأن نهاية العالم وشيكة، وكل من هو خارجها سيذهب إلى الجحيم، إلا لو قُتل على يد أعضاء الطائفة.
أساهارا يردّد أنه سافر عبر الزمن حتى العام 2006، وتحدث إلى أشخاص ٍفي ذلك الوقت عن تفاصيل الحرب العالمية الثالثة.
وكانت صحيفة Japan Times قد ذكرت أن زعيم الطائفة أساهارا جعل الهجوم، بمثابة "محاولة مقدّسة لتطهير الأرواح الملعونة في هذا العالم". ويُعرف عن أساهارا قوله الشهير بأن "الولايات المتحدة ستهاجم اليابان وتحوّلها إلى مكبٍّ للنفايات النووية".
حصلت "أوم" على اعترافٍ رسمي بها في اليابان في العام 1989، ونجح أساهارا في استمالة عدد كبير من الناس حول العالم، من خلال كتبه والمحاضرات التي كان يُلقيها في الجامعات. وقد بلغ عدد المنتمين إلى الجماعة نحو 10 آلاف، على الأقلّ، في أوج تألقها.
وكان مؤشّر Nikkei قد ذكر في تقريرٍ له، أن "أوم" – التي أسَّسها أساهارا في العام 1984، والتي ترتكز على عبادة يوم الدين الياباني – لا تزال مؤثرة في البلاد، وتعمل على جذب أعضاء جدد.
هل اطّلعتَ على سرّ غياب الملكة إليزابيث عن تفاصيل مراسم معمودية الأمير لويس الصغير؟