بينما تحاول السلطات التايلاندية إنقاذ الأطفال العالقين داخل كهف تحيط به المياه من كل مكان، متحديةً الظروف الطبيعية، ظهر معوّق آخر قد يعطل العملية برمتها، وهو أن بعض الأطفال لا يعرفون كيف يستخدمون أجهزة التنفس والغوص تحت الماء!
هذه المشكلة المفاجئة دفعت السلطات إلى البحث عن حل، فكان لابد من تعلم الاثني عشر صبياً في وقت واحد استخدام الأجهزة كي يتم إنقاذهم؛ لأن المنقذون يشترطون جهازية الجميع في نفس الوقت لكي تتم العملية، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
وتحاول السلطات في سباقٍ مع الزمن تصريف الماء الذي يغمر الكهف حيثُ يوجد الصبية ومدرب كرة القدم الخاص بهم، وذلك قبل وصول العواصف إلى المنطقة، إذ سيصبح بعدها من "شبه المستحيل" إخراجهم من الكهف لأشهر، وفقاً لمنسقٍ لجهود الإنقاذ الدولية.
إما تعلّم الغوص أو استحالة الإنقاذ!
لا يستطيع أيٌّ من هؤلاء الأطفال السباحة، وتعليمهم استخدام أجهزة التنفس ليُخرجهم غواصو الإنقاذ من الكهف يُعتقد أنَّه الخيار الوحيد لإنقاذهم قبل هطول أمطار الرياح الموسمية لاحقاً هذا الأسبوع.
وبينما يتعلَّم هؤلاء الصبية في الوقت الحالي استخدام معدات الغوص، لم يحاول أيٌّ منهم الغوص في الماء الذي يحبسهم داخل الكهف.
وقال روينغريت تشانغ كوانيوين، وهو منسّق الفريق التايلاندي في فريق الغوص الدولي الذي عثر على الأطفال مساء الاثنين الماضي 2 يوليو/تموز، إنَّ الأطفال كانوا على أرضٍ مرتفعة، في أمانٍ من أيِّ فيضاناتٍ مفاجئة.
وأضاف: "لكنَّ المنقذين يحتاجون للعمل بسرعة لأنَّ هناك عاصفةً مُتوقَّعة بحلول يوم الجمعة القادم، وإن بدأ المطر في الهطول مجدداً، سيُغمَر الكهف تماماً. وإن حدث هذا سيكون من شبه المستحيل إرسال الإمدادات أو الاستمرار في التواصل معهم".
فيديو من داخل الكهف
وظهر مقطع فيديو جديد للأطفال صباح اليوم الأربعاء 4 يوليو/تموز، يظهرون فيه وهم يتلقون العلاج على يد طبيب تابع للبحرية التايلاندية، أمضى الليلة على بعد 4 كيلومترات داخل الكهف، حيثُ كان الصبية محتجزين طوال 11 يوماً.
ويوجد ممرض و4 جنود مع المجموعة أيضاً في مغارةٍ مرتفعة بالقرب من منطقة تُعرَف باسم "شاطئ باتايا"، يتابعون حالتهم الصحية ويحاولون إبقاء حالتهم المعنوية مرتفعة. وعن ذلك قال نارونغساك أوساتاناكورن، حاكم مقاطعة شيانغ راي: "نعتني بهم كما لو كانوا أطفالنا".
وقالت السلطات إنَّ الصبية بدوا في صحةٍ جيدة نفسياً وجسدياً بعد تلقي إمدادات الغذاء والماء، لكنَّهم لم يتواصلوا مع عائلاتهم بعد. وكانت هناك محاولةٌ لإرسال هاتف محمول داخل الكهف، لكنَّها فشلت حين كُسِرَت وسيلة الحماية المانعة لتسرب الماء المحيطة بالجهاز. وتستعد السلطات لإرسال جهازٍ آخر.
وقال متحدثٌ باسم الجيش، أمس الثلاثاء، عن ضرورة تواصل الأطفال مع آبائهم: "بمجرد وصول الهاتف إليهم، نريد من العائلات التحدث مهم، وبهذا سيخف الضغط كثيراً".
وقال المسؤولون، أمس، إنَّه ليست هناك أيُّ محاولاتٍ قريبة لإخراجهم من الكهف، وأوضح أوساتاناكورن في بيانٍ صحافي في الصباح: "لن نستطيع فعل ذلك اليوم".
لابد أن يخرجوا معاً
وأضاف: "يجب أن نكون متأكدين بنسبة 100% من أنَّ جميع الأطفال سيخرجون معاً في الوقت نفسه. ربما يصبح بعضهم مستعدين قبل الآخرين. وإن لم يكونوا مستعدين جميعاً، أو كان الأمر يحمل بعض المخاطر، لن نُخرجهم".
وقال إنَّ السلطات ما زالت ملتزمةً بخطتها الرئيسية، التي تقضي بمحاولة تصريف قدرٍ كافٍ من الماء من الكهف ليُمكِن إخراج الصبية، وهي الجهود التي ساعدها المناخ الجاف هذا اليوم على غير العادة في ماي ساي.
وأوضح أوساتاناكورن: "أهم شيء حالياً هو خفض مستوى المياه. انخفضت المياه كثيراً، لكن عندما تهطل الأمطار لا يمكننا مقاومة ارتفاعها. وإن لم تهطل الأمطار يمكننا الحصول على نتائج جيدة حينها. الوقت محدود في ما يتعلق بإنقاذ هؤلاء الأطفال".
وتابع قائلاً إنَّ كمياتٍ أكبر من الماء تُضَخ حالياً خارج الكهف، أكبر مما يتسرب للداخل، وأن الغواصين يعملون على سد الفجوات في الصخور المحيطة بالصبية. لكنَّه امتنع عن تحديد إطارٍ زمني لعملية الإخلاء، معللاً: "الأمر يتوقف على الكثير".
جديرٌ بالذكر أنَّ الجنود التايلانديين أجروا أول تدريباتهم على إخلاء الصبية ظهر أمس الثلاثاء، وشبَّكوا أذرعهم لتكوين طابورٍ من مدخل الكهف حتى ميدانٍ قريب تنتظر فيه 13 عربة إسعاف لنقل المجموعة إلى المستشفى.
وقال المتخصصون في الصحة النفسية إنَّ متخصصاً سيرافق كل طفل في عربة الإسعاف مع واحدٍ من والديه. تلك المجموعة محتجزة داخل الكهف منذ 23 يونيو/حزيران الماضي، حين تجول أفرادها داخل الكهف بعد تدريبٍ لكرة القدم، واحتجزهم ارتفاع مستويات المياه وفقاً للتقارير.
اقرأ أيضاً
أحد أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ.. تعرف كيف سيتم إخراج 12 صبياً علقوا تحت الأرض منذ 11 يوماً