خرجت ليلى في صباح يوم العيد بثوب جديد رفقة والديها لزيارة جديها، ولكنها لم تكن تعلم أن هذه هي لحظاتها الأخيرة، وأن عينيها الزرقاوين لا تليقان بهذه الدنيا كما علّق معظم الناس على قصة وفاتها.
يقيم جدا ليلى، ذات الأعوام الـ4، في محافظة آغري شرق "الأناضول" بقرية بيزيرهان، وصلت رفقةَ والديها في يوم عيد الفطر وفضَّلت البقاء أمام المنزل؛ لتلعب هناك، بينما دخل بقية أفراد العائلة الى الداخل.
مضت دقائق.. ذهبت الأم لتتفقَّدها ولكنها لم تجدها حيث تركتها، بحثت في أرجاء المنزل، وبالخارج سألت عنها الجيران، ولكنها لم تجد لها أثراً.
استُنفر جميع أفراد الأسرة والجيران للبحث عنها وأبلغوا السلطات الأمنية، التي لم تترك مكاناً لم تبحث فيه بالمنطقة، في الأنهار والغابات وحتى المقابر.. كما شاركت الكلاب البوليسية في البحث عنها ولكنهم لم يعثروا عليها.
وبعد 4 أيام من البحث المستمر للعثور عليها، عرض جدها مبلغ 300 ألف ليرة تركية مكافأةً لمن يُحضرها سالمة، ووجه نداءه لجميع المواطنين والقوات الأمنية ليُحضروا له حفيدته سالمةً معافاةً.
مرت الأيام والليالي وليس هناك أي أثر لليلى وأسرتها لم تتوقف دموعها والحزن يخيم عليها، البحث عنها لم ينتهِ، وما زالت الشرطة تبحث وتعيد البحث في المناطق نفسها، ولكن لا أمل في العثور عليها.
العثور على ليلى
وفي يوم الإثنين 2 يوليو/تموز 2017، بعد 18 يوماً من اختفاء ليلى، كانت الفاجعة؛ وجد أحد القرويين جثة ليلى ملقاةً على بُعد ما يقارب 2 كيلومتر من منزل عائلتها، في منطقة كانت القوات قد بحثت فيها وأعادت البحث فيه! سارع الرجل الى إبلاغ السلطات، التي أسرعت الى المكان وأغلقت جميع مخارج القرية ومداخلها؛ للتحقيق مع الجميع، كما نَقلت الجثة إلى المشرحة.
https://www.youtube.com/watch?v=SP8gYS9zvyc
وقال جد ليلى زكي آيدمير (58 عاماً)، إن أحد الفلاحين وجد جثة حفيدته، ولم يستطع النظر إلى وجهها الذي كان يغطيه الماء، وكان هناك علامات على ظهرها، وتمنى أن يتم العثور على من فعل هذا بحبيبته ذات العيون الزرقاء، وتقديمه للعدالة لينال عقابه.
وتداولت الصحف العديد من الشائعات عن تعرُّض الطفلة للاغتصاب قبل وفاتها، ولكن نتائج تشريح الجثة لم تثبت ذلك.
فبعد التشريح، صرح والي آغري، سليمان البان، بأن جثة الطفلة لم تتعرض لأي اعتداء أو اغتصاب، وأنه لا توجد أي علامات للضرب بجسدها، وأن ما على جسدها من آثار هو بسبب حروق أشعة الشمس.
وأضاف أنه بناء على نتائج التشريح تبيَّن أن الطفلة توفيت بعد 8-10 أيام من اختفائها؛ بسبب العطش والجوع، حيث تم اختطافها ووضعها في مكان مغلق، ولم يتم إطعامها حتى توفيت؛ ومن ثم تم إلقاؤها بالنهر.
وفي رده على أحد الصحفيين عن مشتبهين محتملين بالجريمة، أجاب بأنه تم القبض على العديد من المشتبه فيهم، وما زال العمل مستمراً للكشف عن تفاصيل الحادثة، ولم يصرح بعدد المعتقلين في القضية.
وتم تسليم جثة الطفلة ليلى الى أسرتها، حيث أقيمت صلاة الجنازة عليها وتم دفنها بحضور جميع أفراد أسرتها وعدد كبير من المواطنين الذين أوجعتهم حادثة ليلى.
وقال والد الطفلة، حسبما جاء في صحيفة "يني شفق"، إنه أخبر الرئيس طيب أردوغان، الذي اتصل لتعزيته، بأنه يجب إلقاء القبض على هذا الجاني ومعاقبته.
وقال إنه وجَّه نداء للخاطف فور اختفائها بألا يتركها من دون طعام، ولكنها وُجدت ميتةً من الجوع؛ بل وتم نزع ثيابها عنها، وملقاة بالنهر.
حادثة أيلول
ولم تمضِ على حادثة أيلول 7 سنوات سوى بضعة أيام حتى ظهرت قصة ليلى.
فُقدت أيلول بالعاصمة أنقرة يوم 22 يونيو/حزيران 2018، وتم العثور على جثتها يوم الجمعة 29 يونيو/حزيران 2018 مدفونة في الأرض.
وقالت وسائل الإعلام التركية إن الطفلة تعرضت للاعتداء والاغتصاب ثم الخنق والدفن، كما ألقت السلطات الأمنية القبض على المشتبه فيه الأول، الذي اتضح أنه جار عائلة الضحية والذي تشير الدلائل إلى ارتباطه بالحادثة.
وطالب الشارع التركي وجميع المتضامنين مع هذه الحادثة التي أشعلت وأثارت الرأي العام أياماً، بإعدام الجاني فوراً أو تعذيبه ومعاقبته عقاباً شديداً يعاني به.
وتفاعل مشاهير أتراك مع حادثتي أيلول وليلى، مطالبين بسرعة القبض على الفاعلين ومعاقبتهم.