لا تستخفِّي بدور المكملات الغذائية في العناية بالبشرة، فدورها قد يكون أساسياً للحصول على بشرةٍ صحية. وما الذي يهمّ المرأة في بشرتها سوى أن تكون صحية، أي صافية ونضرة ومُشرقة، فالملمس الناعم، والإطلالة المشرقة من السمات الرئيسية لأي بشرة صحية.
ورغم أن استخدام منتجات العناية بالبشرة- مثل المرطب والسيروم- تساعد في الحفاظ على بشرة صحية، مثلها مثل النظام الغذائي الصحي، فقد تتساءل كثيرات ما إذا كانت المكملات الغذائية مهمة لصحة الجلد.
وكما تتناول بعض النساء البروبيوتيك لتحسين صحة الجهاز الهضمي، وتؤكد أخريات على دور فيتامين D في صحة الدماغ، فإن البعض الآخر يحرصن على تناول مكملات الكولاجين أو فيتامين C للحصول على بشرة صحية.
ورغم أن المكملات الغذائية أصبحت تتضمن شبكة ضخمة من الخيارات، فهذا لا يعني أبداً أن علينا تجاهلها، بل العكس تماماً. وإليكم فيما يلي 3 خرافات شائعة عن المكملات الغذائية للعناية بالبشرة، والحقيقة التي يجب أن تعرفوها:
الخرافة الأولى: لا يمكنك امتصاص مكملات الكولاجين
هي واحدة من أكثر الخرافات شيوعاً، يعتبر البعض أن الجسم يعجز عن امتصاص الكولاجين، وبالتالي فلا ضرورة لها لأنها لا تعمل، ورغم أنه قلقٌ مبرَّر فإنه لا ينطبق على جميع أشكال الكولاجين.
وفي الواقع، فقد تمّ تكسير "ببتيدات الكولاجين" المتحللة بالماء إلى أحماض أمينية قصيرة السلسلة وقابلة للهضم. وكشفت الأبحاث أن مجريَي الدم والجسم يمكنهما امتصاص "ببتيدات الكولاجين" المتحللة بسهولةٍ أكبر من جزيئات الكولاجين ذات الحجم العادي.
فالكولاجين المتحلل هو كولاجين معالَج لتسهيل هضمه، حتى لا يمرّ بالمرحلة الأولى من عملية الهضم في القناة الهضمية. ويمكن امتصاص أجزاء الكولاجين كما هي، قبل أن تدور في جميع أنحاء الجسم لترك تأثيرها.
لذلك، وإذا كنتِ تتناولين حبوب الكولاجين يومياً كمكملات غذائية لتعزيز بشرتك فاطمئني، أنتِ لستِ وحدك، فمكملات الكولاجين من أكثر المكملات الغذائية شيوعاً، والتي يتم تسويقها لمن يردن الحصول على بشرة صحية.
وفي حين لا يزال العلماء يبحثون عن كيفية تأثير مكملات الكولاجين على الجلد، هناك بعض الأدلة التي تُشير إلى أنها تساعد في تحسين عمق التجاعيد ومرونة الجلد، وترطيب البشرة؛ وذلك وفقاً لدراسةٍ نُشرت في فبراير/شباط العام 2022.
ومع ذلك، يحذر العلماء من أنه على الرغم من أن مكملات الكولاجين قد ثبت أنها تقدم فوائد للبشرة في بعض الدراسات، فإن ادعاءات وسائل الإعلام والتسويق غالباً ما تكون مبالغاً فيها.
لكن تناول الكولاجين بانتظام قد يساعد في تحسين جوانب معينة من صحة الجلد. بالإضافة إلى ذلك تُعتبر مكملات الكولاجين مصدراً آمناً، ولم يتم ربطها بأي سلبيات، ما يعني أنها إن لم تقدّم الإيجابيات فإنها بالتأكيد لن تكون مضرّة.
2- فيتامين سي مفيد للاستخدام الموضعي فقط
تعبِّر غالبية النساء عن كامل حبّهن لسيروم فيتامين سي، لأنه يخفف البقع الداكنة، ويجعل البشرة أكثر إشراقاً، لكن لماذا يتجاهل البعض الآخر الحديث عن حبوب فيتامين سي؟ الحقيقة التي قد لا يعرفها كثيرون أن الجسم يحتاج إلى فيتامين سي لإنتاج الكولاجين.
هناك أبحاث قوية تُثبت أن تناول فيتامين سي يدعم الصحة العامة للبشرة. ووفقاً لدراسةٍ نشرتها American Journal of Clinical Nutrition في العام 2007، فإن تناول كميات أكبر من فيتامين سي يرتبط بتقليل تجاعيد البشرة.
وتبيّن كذلك أنه يساعد في إدارة الإجهاد التأكسدي للخلايا، بفضل خواصه المضادة للأكسدة، ما يدعم صحة خلايا البشرة وعلاج أضرار الأشعة فوق البنفسجية، وباختصار عليكِ البحث عن مكملات فيتامين سي، وضمّها إلى روتين العناية بالبشرة.
3- لستِ بحاجة إلى تناول المكملات الغذائية يومياً
غالباً ما نعير اهتماماً للمكملات الغذائية قبل بضعة أسابيع من حدثٍ مهم أو مصيري في حياتنا، وبعضنا لا يتناولها يومياً، خوفاً من أن تكون لها آثار جانبية، لكن ذلك ليس صحيحاً، فالحديث عن فوائد تناول المكملات الغذائية مثل حبوب الكولاجين وفيتامين سي، لا يأتي من عدم. فهناك أبحاث مختلفة أُجريت على مدى سنوات، وعلى أشخاص يتناولون المكملات الغذائية يومياً، وليس أسبوعياً أو عَرضياً.
لا خلاف على صعوبة جعل المكملات جزءاً من روتينك اليومي، خاصةً إذا لم تكن موجودةً على مرمى بصرك دائماً، لهذا يُنصح بوضعها في مكان تترددين عليه باستمرار داخل المنزل، أو زاوية واضحة أمامك، بحيث يمكنك العثور عليها.
وكوني على ثقة أن الاستمرارية تأتي بثمارها دائماً، بشرط تناول المكملات الغذائية بالكمية اليومية الموصى بها، لا سيما في حال وجود حالة مرضية مزمنة أو تحاليل تظهر وجود نقصٍ حاد بأحد الفيتامينات ويستدعي تناول مكملات غذائية أخرى.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.