السيلوليت (Cellulite) هو حالة شائعة جداً وغير مؤذية للجلد تُطلق على الجلد المتعرّج والمتكتل في الأرداف والفخذين والبطن، وهي أكثر شيوعاً لدى النساء والفتيات، إذ يصيب 90% منهنّ في مرحلة ما بعد المراهقة.
من المهم الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون قوام الفتاة ممتلئاً حتى يتشكل السيلوليت على جلدها، لأن هذه الحالة لا تفرّق بين جسمٍ رشيق أو غير رشيق، لكنها تظهر أكثر على الجلد إذا كان ممتلئاً.
كما أن السيلوليت يصبح أكثر وضوحاً مع التقدّم في العمر، لأن الجلد يصبح رقيقاً ويفقد مرونته، فيكشف بالتالي تموّج الأنسجة الضامة تحته. لكن بكل الأحوال، لا داعي للقلق من السيلوليت، وإنما يجب توخي الحذر في الوقاية منه أو تخفيف حدّته.
المسبب الرئيسي للسيلوليت هو تراكم الدهون تحت الجلد، لكن هذا التراكم قد تسببه عوامل عدة، مثل طبيعة البشرة والتغيرات الهرمونية، كما أن العوامل الوراثية قد تلعب دوراً أيضاً.
دراسة حديثة: "السيلوليت مفيد"
رغم أن معظم النساء يسعين جاهدات للتخلص منه ومن آثاره على الجلد، فإن دراسة حديثة، أُجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أشارت إلى أن السيلوليت قد يمنحهن حمايةً إضافية ضدّ الخرف والسكتات الدماغية.
وقد كشفت الاختبارات، التي أُجريت على الفئران، أن الدهون تحت الجلد -التي تسبب السيلوليت- تحمي من الاضطرابات المرتبطة بالالتهابات، وضمن ذلك أمراض القلب.
ووجد الباحثون أن إناث الفئران، التي تملك مستويات عالية من هذا النوع من الدهون، لديها مستويات أقل من التهاب الدماغ، مقارنةً بالقوارض الذكور. ولكن عندما خضعت الإناث لشفط الدهون، ارتفعت لديها مستويات الالتهاب.
وما يزال الباحثون غير متأكدين من سبب احتواء الدهون تحت الجلد على دهون واقية، لكن أبحاثاً سابقة كانت ربطتها بهرمون الإستروجين الجنسي، الذي يعمل مضاداً طبيعياً للالتهابات.
لكن الدراسة لا تشير إلى أنه يجب على النساء زيادة الوزن عن قصد بهدف حماية أنفسهن من الالتهابات، لأن زيادة الوزن والسمنة من شأنهما أن يزيدا من مخاطر الإصابة بأمراضٍ مزمنة، مثل: الخرف، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب.
ووفقاً للباحثين الذين أجروا الدراسة، فإن ذلك قد يكون سبباً في أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل المرتبطة بالالتهابات، من النوبات القلبية إلى السكتة الدماغية، مقارنة بالنساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث.
وأثناء انقطاع الطمث، تنتج النساء كميات أقل من الإستروجين ويبدأن في تخزين الدهون الحشوية بدلاً من الدهون الموجودة تحت الجلد. وبعد اجتياز هذا التحول، ترتبط مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة بالالتهاب ثم الطفرات.
أنماط الدهون المميزة هي كلمة السر
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Diabetes الأمريكية، فقد قام العلماء من جامعة "أوغوستا" في جورجيا، بدراسة الزيادات في كمية وأماكن الأنسجة الدهنية في ذكور وإناث الجرذان.
كما درسوا مستويات الهرمونات الجنسية والتهاب الدماغ، على فتراتٍ زمنية مختلفة، لأن القوارض تزداد سمنة عند اتباع نظامٍ غذائي غني بالدهون.
ونظراً إلى أن إناث الفئران السمينة، كما هو الحال مع النساء، تميل إلى امتلاك مزيد من الدهون تحت الجلد -مقارنةً بالفئران الذكور التي تملك دهوناً حشوية أقلّ- فقد استنتج الباحثون أن أنماط الدهون المميزة قد تكون سبباً رئيسياً للحماية من الالتهاب الذي تتمتع به الإناث قبل انقطاع الطمث.
وكما هو متوقع، رأوا أن ذكور القوارض تكتسب مزيداً من الدهون الحشوية، وأن الإناث تشهد تراكم مزيد من الدهون تحت الجلد. كما يتراكم لدى الذكور التهاب دماغي أكثر من الإناث.
وقارن الباحثون بعد ذلك تأثير النظام الغذائي الغني بالدهون (والمعروف عن زيادة الالتهاب على مستوى الجسم) في الفئران من كلا الجنسين بعد الجراحة، على غرار شفط الدهون لإزالتها من تحت الجلد.
وأوضحوا أنهم لم يفعلوا شيئاً للتدخل بشكلٍ مباشر في مستويات هرمون الإستروجين الطبيعية، مثل إزالة المبيضين.
وأدى فقدان الدهون تحت الجلد إلى زيادة التهاب الدماغ عند الإناث، من دون تغيير مستويات هرمون الإستروجين والهرمونات الجنسية الأخرى.
وقال الدكتور ألكسيس ستراناهان، أحد المشاركين في الدراسة: "عندما أزلنا الدهون تحت الجلد من المعادلة، بدأت أدمغة الإناث فجأة بإظهار الالتهاب كما تفعل أدمغة الذكور، واكتسبت الإناث مزيداً من الدهون الحشوية".
وأوضح الدكتور ستراناهان أن النتائج تشير إلى أن الأمر أكثر من مجرد هرمون الإستروجين، موضحاً: "عندما يفكر الناس في الحماية لدى النساء، فإن أول ما يخطر ببالهم هو الإستروجين. لكننا بحاجة إلى تجاوز نوع الفكرة التبسيطية القائلة بأن كل اختلاف بين الجنسين ينطوي على اختلافات هرمونية وتعرض للهرمونات".
وختم قائلاً: "نحتاج حقاً إلى التفكير بشكلٍ أعمق في الآليات الأساسية للاختلافات بين الجنسين؛ حتى نتمكن من معالجتها والاعتراف بالدور الذي يلعبه الجنس في النتائج السريرية المختلفة".
في الدراسة، قام الباحثون بتكبير جزأين من الدماغ لتسجيل الالتهاب: الحُصين، والوطاء. يلعب الحُصين دوراً رئيسياً في التعلم والذاكرة، بينما يتحكم الوطاء في الهرمونات ويحافظ على الجسم في حالة متوازنة، تُعرف باسم الاستتباب.
أسباب ظهور السيلوليت
يصيب السيلوليت ما يقارب 90% من النساء ما بعد سن المراهقة، بحسب ما ذكره موقع Medical Glamor الطبي، وهو أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال، وذلك لأن:
- كمية الدهون في العضل أعلى عند النساء.
- جلد الرجال أسمك، مما يُقلل تراكم الدهون تحته.
أسباب السيلوليت مختلفة، وهناك عدة عوامل تؤثر بشكلٍ عام على مدى ظهوره:
- نمط حياة غير صحي، والذي يعتمد غالباً على سوء التغذية، واتباع حميات غير صحية ومتوازنة، إضافةً إلى قلة ممارسة النشاط البدني.
- التغيرات الهرمونية في الجسم، خاصةً لدى النساء في مرحلة الحمل أو انقطاع الطمث، وهذا العامل قد يكون سبباً رئيسياً في ظهور السيلوليت.
- البشرة الجافة.
- كمية الدهون في الجسم عموماً.
أنواع السيلوليت ودرجات الإصابة به
يُمكن القول إن تكوين السليوليت من العمليات التي تمرّ بعدة مراحل قبل ظهورها على سطح الجلد، وتتضمن درجات السيلوليت ما يأتي:
- الدرجة الأولى: في هذه المرحلة لا يمكن رؤية السيلوليت إلا عند قرص الجلد، ويظهر على شكل تجاعيد وليس دمامل.
- الدرجة الثانية: تشبه المرحلة السابقة، لكن تظهر الدمامل عن قرص الجلد بدلاً من التجاعيد.
- الدرجة الثالثة: تبدأ في هذه المرحلة الدمامل بالظهور على الأرداف، أو البطن، أو الفخذين عند الوقوف.
- الدرجة الرابعة: تظهر الدمامل بشكلٍ ملحوظ على سطح الجلد، سواء أثناء التمدد أو الوقوف، وفي بعض الحالات يمكن أن يعاني الشخص من الألم بسبب السيلوليت.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.