ترددت العديد من النساء حول مخاطر لقاح كورونا للمرأة الحامل، ولأن المرض جديد طبياً دارت في أذهانهن كثير من الأسئلة تحت عنوان ماذا لو؟ فماذا لو أصيبت بالفيروس وماذا لو تلقت اللقاح؟ هل سيضر ذلك بالجنين؟
الإجابة عن هذا السؤال لم تكن بسيطة في بداية الجائحة، وبقيت العديد من الأسئلة بلا إجابات، بينما عكفت عشرات الدراسات على مراقبة تأثير المرض واللقاح على الأم والجنين.
لقاح كورونا للمرأة الحامل يفيد الجنين
دراسة جديدة نُشرت في المجلة الأمريكية لأمراض النساء والولادة 22 سبتمبر/أيلول 2021، أظهرت أن النساء الحوامل اللواتي يحصلن على لقاح mRNA ينقلن مستويات عالية من الأجسام المضادة لأطفالهن.
ووجدت الدراسة، التي تعد واحدة من أولى الدراسات التي تقيس مستويات الأجسام المضادة في دم الحبل السري لتمييز ما إذا كانت المناعة ناتجة عن العدوى أو اللقاحات، أجساماً مضادة في 36 مولوداً حديثاً تم اختبارهم عند الولادة بعد أن تم تطعيم أمهاتهم بلقاحات كورونا من شركتي فايزر وموديرنا على وجه التحديد.
وقالت طبيبة التوليد في جامعة نيويورك آشلي رومان، لموقع Bloomberg:"لم نتوقع ذلك، توقعنا وجود تباينات في النتائج".
وقد تساعد البيانات في تشجيع مزيد من النساء على تلقي التطعيم أثناء الحمل، فيما يبحث الفريق الآن في نتائج مجموعة أكبر من العينة الأصغر المذكورة أعلاه، وكذلك إلى فترة استمرار التحصين لدى الأطفال الرضع بعد الولادة.
بدورهما، تدرس شركتا فايزر وبيونتيك أيضاً كيفية تأثير اللقاحات على النساء الحوامل وأطفالهن.
وأرسلت شركة فايزر بياناً إلى قناة بلومبيرغ الأمريكية بعد أن أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى تأخير ظهور نتائج الدراسات، بسبب مخاوف تلقي النساء في الدراسة دواء وهمياً.
وبحسب البيان، تبحث الشركات في بيانات دول لا تنصح النساء الحوامل بالحصول على لقاح كورونا.
أما هذه الدراسة، فتفقدت دم الحبل السري لـ36 امرأة تم تطعيمهن بالكامل للبحث عن أجسام مضادة لبروتين فيروس كورونا، الذي يظهر بعد التطعيم أو الإصابة بالمرض، وبروتين نوكليوكابسيد، الذي لا يوجد إلا بعد الإصابة بفيروس كوفيد.
ركزت الدراسات السابقة على الأجسام المضادة لبروتين الفيروس.
ومن بين 36 عينة فحصها الباحثون، عادت نتائج 31 عينة سلبية لناحية تقصي وجود لأجسام المضادة لبروتين نوكليوكابسيد.
بمعنى آخر، طورت 31 امرأة حاملاً مناعة من اللقاح. ولم يتم اختبار الخمس الآخريات بحثاً عن بروتين نوكليوكابسيد، لذلك لا يمكن للباحثين الحسم بأن المناعة كانت من اللقاح أو من عدوى طبيعية.
ماذا تقول منظمة الصحة العالمية؟
تذكر منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه ليس لديها أي سبب للاعتقاد بوجود مخاطر محددة من شأنها أن تفوق فوائد التطعيم للنساء الحوامل.
وتوصي المنظمة النساء الحوامل المعرضات لخطر كبير للتعرض لفيروس كورونا (على سبيل المثال، العاملات في القطاع الصحي) أو المصابات بأمراض مزمنة وخطيرة، بالتشاور مع الطبيب المتابع لحالتهن قبل تلقي التطعيم.
ولا تنصح المنظمة النساء العاديات بإجراء فحص الحمل قبل تلقي التطعيم؛ خوفاً على الحمل، ولا توصي بتأخير الحمل لما بعد اللقاح.
وكانت دراسة أمريكية تتبعت 90 ألف امرأة حامل تم تطعيمهن في الولايات المتحدة، حسب موقع Global News.
وحسبما صرحت وزيرة الصحة في مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، لم يتم تحديد أي آثار جانبية كبيرة، وعانت النساء الحوامل المصابات بـ"كورونا" عند التلقيح من الأعراض نفسها كأي مصاب آخر.
هل يؤثر لقاح كورونا على الخصوبة؟
تنشر مستشفى جون هوبكنز الأمريكية على موقعها الرسمي، أن لقاح كورونا لا يؤثر على خصوبة السيدات، ويمكن أن تسعى المرأة إلى الحمل دون الحاجة لتأجيل تلقي الجرعتين على سبيل المثال.
وهل يؤدي للإجهاض؟
تشير نتائج الدراسات المنشورة إلى أنه لا يوجد خطر متزايد للإجهاض في الثلث الأول من الحمل لدى المرضى الذين يتلقون أياً من اللقاحات الثلاثة المعتمدة في أمريكا وهي: فايزر وموديرنا وجونسون آند جونسون.
وفي المقابل، فإن الحامل عرضة لأن تختبر الأعراض الجانبية الشائعة التي تدل على استجابة المناعة للقاح وليس الفيروس.